لن تكتمل صورة البرلمان الجديد حتي يوم الأحد القادم الخامس من ديسمبر، حيث تجري انتخابات الإعادة بين أكثر المرشحين حصولاً علي أصوات، لم يصل أحدهم إلي النسبة التي تسمح له بالمرور إلي هيكل البرلمان الجديد . ولعلنا جميعاً نأمل أن تستكمل الصورة التي سيصبح عليها برلمان 2010، الذي ينتظره عملاً ضخماً، ومسيرة وطنية، في أشد الاحتياج لجهد الجميع، حيث كل المنتخبين لهذا البرلمان يمثلون إرادة الأمة، مهما اختلفت مشاربهم واتجاهاتهم السياسية، ومهما تعدت مقاعدهم يساراً "تحت القبة" أو وسط أو يمين، فالجميع يري مصلحة الوطن العليا من زوايتة الحزبية والأحزاب كلها، وكذلك المستقلون، وخاصة هؤلاء الذين نالوا ثقة الشعب وتحدوا كل التجمعات الحزبية ونالوا مقاعدهم في البرلمان وتلك التجربة الرائعة التي مارستها الأمة في اختيار المرأة في (كوتة ) أو حصة محددة لممارسة الحياة السياسية لفترة انتقالية مدتها فترتين برلمانيتين (عشرة سنوات ) لتمكين المرأة من العمل السياسي . كل تلك الوجوه، التي تأكد مجيئها اليوم أو التي ننتظرها بعد يوم الأحد القادم، سوف يكون عليها دور مهم كما ذكرت، يتحدد في المهام التشريعية للمجلس، وأيضاً المهام الرقابية علي السلطة التنفيذية، في أدائها لمهامها . تحت الرقابة الشعبية الممثلة في البرلمان ( نواب الشعب )والأمل عظيم لدي المصريين بأن تتحقق الأماني، بأن تقوم الأحزاب السياسية التي نالت ثقة شعب مصر مهما كانت درجة تمثيلها في البرلمان ( عدداً ) للمقاعد التي احتلتها، ولكن الأمل معقود علي أن نتذكر ويتذكرون الوعود والبرامج الانتخابية التي جاءت بهم إلي تلك المقاعد تحت القبة، ورغم أن وجوها كثيرة نعرفها قد جدد شعب مصر الثقة في وجودهم واستمرارهم علي مقاعدهم في البرلمان، إلا أن المطروح علي الساحة الوطنية الآن سوف يدفع الجميع للانصهار في خدمة الوطن حيث نحن في أشد الاحتياج لإطفاء نيران كانت قد اشتعلت في الحملات الانتخابية وهذا حق، وطبيعي، ويحدث في كل المجتمعات التي تمارس الديمقراطية. ولكن الأهم في تلك المرحلة، هو العمل جميعاً علي إطفاء جذوة الفتنة الطائفية التي تتأرجح بين حين وآخر، وفي كل تجربة تنافسية في الوطن، سواء انتخابات برلمانية أو حتي انتخابات نواد رياضية، يجب أن نعمل جميعاً علي إنهاء مشاكل عالقة تحدث الشرر بين عنصري الأمة مثل قانون بناء دور العبادة، ومثل قانون الإدارة المحلية، وكذلك الوظيفة العامة، تلك بعض من تشريعات تلعب فيها أياد خارجية، وتعبث فيها بعض الأحيان قوي الشر في المجتمع، نحن في أشد الاحتياج إلي عمل برلماني خال من العنصرية، ومؤمن أن الوطن، هو وطن كل المصريين مهما تعددت العقائد والألوان وأيضا المشارب، فالمشرب الوحيد لنا هو نيلنا والمرسي الوحيد لنا كمصريين هي أراضي وادي النيل العظيم (مصر ) !!