امرأة متمدينة حررت نفسها فلم يقع عليها ما عانت منه الأخريات من ظلم وأمية تحيا في سلام بعدما قطعت شوطاً كبيراً من العلم والعمل فكانت امرأة الوادي الجديد سيدة الاعمال وصاحبة المشاريع الصغيرة وكانت خير زاد لأسرتها. التقت روزاليوسف ثريا محمد رياض أول رئيس وحدة محلية لقري غرب الموهوب بالداخلة ونموذج لامرأة الوادي الجديد الحقيقة بعيدا عما نتخيله من ظلم وقحط صورته لنا الدراما. ثريا من أبناء قرية القصر نشأت علي حب العلم فثابرت علي التعليم حتي تخرجت في المعهد التجاري ولاتزال تدرس الإعلام بجامعة القاهرة. شقت ثريا طريقها مبكرا بعد تخرجها لتعمل موظفة في الوحدة المحلية بالفرافرة وتدرجت في المناصب حتي تولت منصب رئيس وحدة محلية - وقتها تلقت الخبر كالصاعقة فالمسئولية شاقة ولكن عليها تحمل المسئولية والذي تصفه بمنصب المحافظ المصغر فهو عين الجمهور ومستقبل المشاكل والواعي الحقيقي بآلام أبناء الوحدة ولكن عليها أعباء جسيمة من توصيل مرافق كالكهرباء والماء وتخفيف مشاكلهم الزراعية. علي الجانب الآخر تروي ثريا ان المرأة انذاك كانت تعيش في جحر بعيدة عن المشاركة الاجتماعية والسياسية، ولا تشارك في أي من الأحداث حتي أن معظم الندوات الصحية التي عقدتها كانت للذكور فقط مما جعلها تفكر مجددا في اشراك المرأة في الحياة بشكل واقعي وفعلي بعيدا عن الشعارات فبدأت في عمل لقاءات واقناع السيدات بأهمية تواجدهن ومشاركتهن للمساهمة في بناء حياة أفضل لأطفالهن وأسرهن. وتؤكد ثريا ان الواقع تغير بالفعل فلقد اصبحت نموذجاً يحتذي به فتيات القري الخمس التي ترأسها، فمعظمهن يكملن تعليمهن التجاري ولا يتوقفن آملين ان يصعدن سلم النجاح مثلي وجميعهن يرددن اسمي كماركة مسجلة ان مشوار النجاح طويل ولكنه ليس بالمستحيل خاصة انني اتمتع بالسمعة الطيبة والصداقات مع ابناء وحدتي ويكفينا شرفا اننا لا نعاني من اي امية وجميع الفتيات لدينا متعلمات بل ويسابقن الزمن للحاق بالعمل واستكمال تعليمهن. واجهت ثريا صعوبات في طريقها العملي والإنساني ولكنها نجحت في التغلب عليها بالصدق والصراحة. أما المثابرة فهي سر نجاحها فهي لأسرتها أب وأم في ذات الوقت حيث يعمل زوجها في الكويت ولذا تتضاعف المسئوليات ولكنه يدعمها منذ البداية في عملها واستكمال دراستها بجانب خوض العمل العام. تتمني ثريا ان تزيد مشاركة السيدات وأن يحققن نجاحاً في اي مسئولية او مهمة توكل اليهن لأن المشوار طويل ويحتاج إلي التضحية والمثابرة.