عم شحاتة ماشي في الشارع بعد ما ركب سماعة في ودنه عشان يسمع اللي حواليه زي الناس. سمع موتور عربية جايه وراه قام طلع ع الرصيف، العربية جت جنبه وفيها شاب صغير وفقعه كلاكس معتبر، عم شحاتة اتنرفز من صوته، قاله: سبحان الله يا بني، ما أنا خدت جنب بتدق الكلاكس في ودني ليه؟ الشاب ضحك وقاله: معلش يا حاج، شحاتة مشي يبرطم: شاب بايظ ولا في دماغه حاجة ولا عنده ريحة الذوق، دا جيل إيه ده؟ واحد راجل كبارة في سن عم شحاتة سمعه، قاله: هما كده، عليه العوض ومنه العوض، اتفضل أوصلك بعربيتي في سكتي. شحاتة: لا شكرا أصل فيه دكتور نصحني أمشي علي قد ما أقدر، وما عدتش خايف بعد ما حطيت سماعة، اتحرك عم شحاتة والراجل ركب عربيته ولما قرب منه راح فقعه كلاكس، شحاتة ادور وزعق: هو أنت كمان بتعمل زيهم؟ الراجل: ابتسم بكسوف: معلش بحكم العادة بقي ها ها. شحاتة: معلش؟ أصرفها منين دي بقي؟ نهايته.. شحاتة دمه اتعكر، قال لنفسه: يا واد يا عم شحاتة هين قرشك ولا تهين نفسك، وعندها ركب تاكسي وطلب من السواق يقفل قزاز الشبابيك، لقي السواق طول ما هو ماشي بيدق كلاكسات، شحاتة سأله: بتضرب الكلاكس ع الفاضية والمليانة ليه يا أسطي؟ قاله: عشان الناس تنتبه وتاخد بالها بدل ما ادوسهم. شحاتة: ما تركز أنت وتنتبه وأنت بتسوق. أمال سواق ازاي؟ السواق شخط فيه: هو أنا ناقصك يا عم الحاج؟ شحاتة: ولا أنا ناقصك. وقف نزلني. نزل ومشي خطوتين لقي صوت زفة عروسة بعشرين عربية بتدق كلاكسات ونسوان بترن زغاريد، شحاتة وقف يهبهب فيهم: يا عالم. يا ناس.. يا هوه ارحموا ودانا، رد عليه واحد: معلش بقي.. عريس وعروسته ودخلتهم الليلة عقبالك يا حاج، شحاتة: عقبال ما تنطرشوا كلكم. القصد.. عم شحاتة اتأزم قوي، فكر يعمل إيه، وصل لوكالة البلح واشتري نفير بتاع عربية قديمة قوي وراح وقف علي ناصية شارع، وأول عربية مرت عليه وضربت كلاكس راح مدخل سلاحه - النفير يعني - م الشباك وحطه في ودن اللي سايق وضرب كلاكس، البيه صاحب العربية اتفزع وقال له: إيه دا يا مجنون؟ شحاتة: دي آلة تنبيه عشان سيادتك تاخد بالك م اللي ماشيين وتراعي ودانهم. شخط البيه بصوت مزعج: دا إزعاج، رد شحاتة: طب قول لنفسك، وراح فقعه تلات كلاكسات ورا بعض، البيه وقف عربيته بعرض الشارع ونزل له: تاني؟ طب والله ما أنا سايبك، قدامي ع القسم، مسكوا في خناق بعض، وقفت العربيات وراهم وركابها فضلوا يزعقوا فيهم بألفاظ وسخة ما فيش داعي نقولها، لكن البيه وشحاتة ولا سألوا فيهم، أصحاب العربيات يعملوا إيه؟ قعدوا يضربوا لهم كلاكسات، وصل ونش المرور عشان يفض الزحمة، ما عرفشي يمر، راجل المرور فيها قعد يصرخ في ميكروفون الونش: وسع الطريق يا مواطن، العربية اللي واقفة تتحرك. صوت الميكروفون جنن عم شحاتة زيادة، قعد يضرب النفير بتاعه عمال علي بطال عشان يغطي علي صوت الميكروفون، رجل المرور نزل وراح له: إيه الإزعاج اللي عاملة دا؟ شحاتة: زي اللي بيعمله كل واحد راكب عربية وبيخرم لنا وداننا، رد قال له: الكلاكس مسموح بيه للعربيات بس يا سيد، وانت ما عندكش رخصة كلاكس، هعمل لك محضر إزعاج واشيلك بالونش، شحاتة: ماشي اعمل ما بدالك، رجعت الكلاكسات للدق، عم شحاتة لقي أحسن حل يحط السدادة في ودنه، بقي سامع اللي حواليه طشاش وفضل يضرب النفير بتاعه وهو بيترقص ويضحك من منظر الناس اللي بتصرخ وبتشوح في وشه، وبعدين خده الفضول يعرف بيقولوا إيه رفع السدادتين من ودنه لقي كل الناس بتقول له: شوية ذوق، راح مزعق فيهم، أنا برضه؟ أنا برضه؟ انتو جننتوني، بعد نص ساعة وصلت عربية إسعاف بتضرب السارينة نزل منها اتنين وشالوه علي أقرب مصحة نفسية. في المصحة الدكتور إسماعيل كلمه بصوت هادي: المشكلة مش في ودانك، المشكلة في أعصابك، وانت هنا في المكان المناسب، عايزك تسترخي خالص، شحاتة: فعلا أنا كنت محتاج الهدوء اللي هنا، الدكتور: والقرص اللي خدته هيخليك تنام لتاني يوم، شحاتة نام في الحال كإنه طفل وقعد يشخر كأنه حمار، الدكتور إسماعيل قال للممرضة بصوت واطي: اقفلي التكييف عشان صوته ما يزعجوش وشغلي الموسيقي الناعمة وافتحي له الشباك يجيب له شوية هوا فريش، يا دوب الممرضة فتحت الشباك إلا وصوت مظاهرة بالكلاكسات جايه من بعيد وكل ما دا وصوتها يعلا: بيب.. بيب أهلي، ترد عليها مظاهرة تانية: بيب بيب زمالك، أصلهم اتعادلوا سوا، صحي شحاتة فجأة وصرخ: إيه؟ حصل إيه؟ الحرب قامت؟ جه الدكتور إسماعيل جري عليه وسأله مالك، رد شحاتة: قلبي يا دكتور، م الخضة عمال يدق بيب بيب، قاله الدكتور إسماعيل: تقوم تزعج بقية المرضي اللي في المصحة؟ محتاج حاجة تانية؟ شحاتة قال له بضعف ويأس: أيوه.. محتاج شوية ذوق، الدكتور طبطب عليه وقاله: دا ماتش بيتلعب مرتين في السنة، أمال هتعمل إيه طول الشهر اللي جاي؟ سأله شحاتة: ماله الشهر اللي جاي؟ رد قاله: دا شهر انتخابات مجلس الشعب، كل سنة وأنت طيب ومصر كلها بخير، وفجأة الدكتور قعد يرقص ويهتف بأعلي صوت: بيب. بيب... تنتخبوا مين؟ يرد عليه التمرجية والعيانين: دكتور سماعين. الدكتور: بيب.. بيب.. وحبيبكم مين؟ يردوا: دكتور سماعين.. دكتور سماعين