كل الناس في الحتة بيقولوا لعم شحاتة ، خصوصا الشبان إن عيبه الوحيد إنه ما بيسمعش الكلام. هو يسمع الكلام دا يتنرفز و يركبه العصبي ويرد يقول لهم: وهو أنا لازم أسمع كلامكم ؟. أنا حر في رأيي. يقولوا له: أسمع الأول وأفهمنا وبعدين .... يقاطعهم ويقول :مش عايز أفهمكم أنتم اللي مش فاهمني وكل جيلكم كده مش عايز يسمع اللي أكبر منه. داهية فيكم وفي أشكالكم. الشبان يفطسوا علي روحهم من الضحك. بعدها لاحظ أنهم ابتدوا يطنشوه وما يردوش عليه. قال يمكن جت لهم شوطة كلهم وانطرشوا وبعدين لاحظ أنهم حتي لما يمروا من قدامه ما بيرموش السلام. ولما عاتبهم قالوا له: دا أنت اللي ما بتردش علينا السلام. حلف إنه عمره ما سمع حد فيهم بيصبح أو يمسي عليه. في الآخر واحد جه جنبه وراح مزعق في ودنه بأعلي صوته: ما هو دا اللي بنحاول نفهمهولك.إن سمعك تقيل وعمالين ننبهك بأن عيبك أنك ما بتسمعش الكلام.يا تقعد في بيتكم ما تخرجش منه ..يا إما يا تروح تشوف دكتور يعالجك. عم شحاتة أتكسف وراح لطبيب أنف وأذن وحنجرة. الطبيب سأله بتشتكي من إيه؟ شحاتة: عندي بعد سمع. الطبيب: عندك إيه؟. شحاتة: (يرفع صوته) بعد سمع بعيد عنك. الطبيب: يعني إيه؟؟ شحاتة: مش فيه بعد نظر وقصر نظر؟. أنا عندي بعد سمع. يعني مش بسمع الحاجة لما تكون بعيدة عني شويه. الطبيب: وعايز تسمعها ليه ما دام بعيدة؟ شحاتة: علشان أعرف إيه اللي بيجري حوالي. الطبيب: أسمع. تكونش بتمشي في الشارع كتير؟ شحاتة: أيوه. هي دي فيها حاجة؟ الطبيب: طبعا. دا أكبر غلط. مين اللي قالك تمشي؟ شحاتة: دكتور زي حضرتك بس دكتور باطنة. قالي المشي أحسن علاج للسكر ويجري الدورة الدموية ويحسن الحالة النفسية والجنسية كمان. الطبيب: بالعكس دا بيحط الواحد تحت ضغط نفسي وعصبي دا غير أن ضوضاء الشارع بتقتل عدد كبير من أعصاب السمع لحد ما توصل لحالة الطرش. شحاتة : يعني ما أمشيش؟ الطبيب: طبعا. ولو اضطريت.. أجري وأرجع بيتك وأقفل الشبابيك. أو تشتري سماعة شحاتة: أمري لله الطبيب: جرب السماعة دي علي ودنك؟ هيه سامعني دلوقت كويس؟ شحاتة: آه سمعك شوية. الطبيب: طب والسماعة دي مش أحسن؟ شحاتة: آه أحسن. الطبيب: ودي مش أقوي؟ شحاتة: أهو كده السمع ولا بلاش. الطبيب: اختار لك واحدة منهم. الأولانية بربعمية والتانية بسبعمية والتالته بألفين. شحاتة: اختار الأولانية. الطبيب: بس دي أضعفهم. شحاتة: آه بس أرخصهم. وبعدين يعني أنا هسمع إيه يا أخي ؟ ما كل الكلام عارفه. ولا بيودي ولا بيجيب. الطبيب: طب جربها تاني لما أفتح لك الشباك. شحاتة: يا ساتر أنا مش سامعك دلوقت من زيطة الشارع. مستحمل الدوشة دي ازاي وأنت بتعالج الناس يا دكتور؟ الطبيب: ما أنا عامل احتياطي. أنت مش شايف حاطط إيه في ودني؟ شحاتة: ايوه شايف سماعة صغيرة قوي بس ليه ؟ هو أنت اطرش؟ الطبيب: بالعكس. دي مش سماعة .دي سدادات في وداني يا دوب أسمع اللي قدامي وما اسمعش الزيطة اللي بره. شحاتة: طب اديني سدادة زيها أعمل معروف يا دكتور. الطبيب: دي علشان ساعة الشغل أو النوم بس.إنما خطر تمشي بيها في الشارع لأن العربيات ممكن تديك كلاكسات وما تسمعش تقوم تخبطك. شحاتة: ابقي ارتحت. خلي لك السماعات أنا كفاية علي أسد وداني.سلامو عليكم. الطبيب: أنت ما دفعتش تمن الكشف. شحاتة: تسلم من كل شر. الطبيب: بقول لك أدفع تمن الكشف. أنت مش سامعني؟ شحاتة: لا مش سامعك .أنا في وداني سدادات. الطبيب: طب شيلها. شحاتة: مش سامعك برضه. الطبيب: أنا أشيلها لك. أهو. شحاتة: نعم ؟ عايز إيه؟ الطبيب: (زاعقا) عايز تمن الكشف. وتمن السدادتين اتنين جنيه. شحاتة: وبتزعق ليه ؟ هو أنا أطرش؟ شوية ذوق. عم شحاتة وهو خارج قابل مريض جاي يبيع سماعته بأي ثمن. انتهز الفرصة واشتراها منه برخص التراب ورجع فرحان. لقي الشباب ع الناصية زي العادة وما عرفوش إنه ركب سماعة. حياهم بود: السلام عليكم يا رجالة.ردوا عليه بصوت واطي متعمدين: أبوك السقا مات ورحمة الله وبركاته. عم شحاتة وقف وهم يرجع يشتمهم هما واللي جابوهم وبعدين فكر بسرعة وشال السماعة من ودنه وحط بدالها السدادتين أم اتنين جنيه في ودانه وقال لنفسه: كان لي حق ما اسمعش كلام أي حد في البلد دي.