أكد الناقد محمود الضبع، أنه من واقع قراءته للمشهد الشعري، يري أن العروض سيعود للهيمنة علي الشعر، وسيرتبط به مستقبل القصيدة العمودية في الفترة المقبلة، خاصة أن هناك دواوين عمودية بحتة ظهرت في المغرب ودول أخري، وقال خلال الندوة التي عقدت بنقابة الصحفيين لمناقشة ديوان "فتنة حكاء عابر"، الصادر عن دار "أرابيسك" للنشر للشاعر محمود شرف: إن مسألة الشكل طغت علي النقد المعاصر، نظل كنقاد نسأل أنفسنا: هل هو ديوان تفعيلي أم قصيدة نثر؟ رغم ان الأشكال تتعايش مع بعضها، فالرواية تعايشت مع الشعر. وأضاف: هناك فرق كبير بين النقد المكتوب والنقد المتداول، في الندوات يجب ألا نمارس النقد المكتوب، لأنه أولا يعتمد علي نص مكتوب يتم نقده مباشرة علي الورق يمكن العودة بالنظر له، وثانيا لأن أعلي زمن للتركيز وفقا لبعض الدراسات التي تمت في مجال علم النفس الاجتماعي- هو ثماني دقائق، وبما أننا في القاهرة، حيث الزحام والعوادم، ففي رأيي أعلي زمن للتركيز هو أربع دقائق فقط، لذا نحن نعتمد الآن علي النقد الشفاهي، قصيدة النثر كتبت لنقرأها بأنفسنا، لا أن نقرأها علي الناس، وهي إذا قرئت علي جمع، فإنه يكون جمعا شديد النخبوية. وأكمل: تواصلت مع هذا الديوان، ووجدت فيه شيئا ما كامنا، قد أكون استطعت لمسه أو لا، ولكن ما استوقفني حقا هو أن الشاعر يرغب في الوقوف أمام مشكلة الشكل، لم يعن كثيرا بالنثرية الخالصة، ولا التفعيلية الخالصة، فهناك قصائد تنتمي للمرحلة الأولي للتفعيلية مثلا، لذا أراها شجاعة منه أن يعني بالتجريب، ولم يدع فكرة هيمنة الشكل تؤثر عليه، وتجاوزها، أما فيما يتعلق بالمضمون، فالشاعر في الديوان أوهم القارئ بأنه يقدم معرفة، كأنه اكتشف سر الوجود ويساعدنا علي التعرف عليه وهو موقف قبل حداثي، يقدم قطعية معرفية، ومع ذلك تجده طوال الوقت كأنه يبحث عن شيء ما، ورغم أن الديوان ينتمي لما بعد الحداثية، إلا أن هناك اتكاء علي رموز تراثية كالنخل. وأضاف: محمود شرف مذيع بالقناة الثقافية، والإعلاميون عندما يكتبون، فإنهم يستخدمون طريقة حركة الكاميرا، فيلتقط مشاهد بعينها ليكتبها، ولعل ما لفتني أن النهايات في ديوانه، جاءت كنوع من المهرب، وبعضها جاء بشكل تقليدي. المترجم والناشر طاهر البربري قال: الديوان به 25 قصيدة، وهو الرابع للشاعر، ولكني أميل لتسميته عملا شعريا، وليس ديوانا، وفي هذا الديوان هناك الأداء اللغوي، مطعم بتقنية الكاميرا التي ذكرها الضبع. وأكمل: المرأة في هذا الديوان توجد ككيان مقابل رموز متعددة بفكها نصل إلي المرأة النمطية التقليدية الرامزة للوطن.