عرفت عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة محمود الشامي منذ أيام الدراسة في مدينة المحلة الكبري، جمعنا فصل واحد في مدرسة المحلة الكبري الثانوية في نهاية السبعينيات، إضافة إلي أن منزله يبعد عن منزلنا ثلاثين مترا علي الأكثر، واقتربنا اكثر في عام 1984 حين ترشح والده ووالدي في انتخابات مجلس الشعب في قائمة واحدة. وفي حين رحلت عن المحلة ظل محمود الشامي مقيمًا بها مساندًا لوالده في أعماله وفي نشاطه السياسي حتي بدأ يشق طريقه بنفسه رئيسًا لنادي بلدية المحلة ثم عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة، حتي اختاره الحزب الوطني مرشحًا له في دائرة بندر المحلة «فئات» في الانتخابات المقبلة. ولا تبدو معركة محمود الشامي الانتخابية سهلة، فهو يواجه نائب الإخوان وعضو مكتب الإرشاد سعد الحسيني، الذي انتزع مقعد المحلة من عبد السميع الشامي والد محمود في مفاجأة من العيار الثقيل هزت هذه المدينة العمالية، فقد سبق لعبد السميع الشامي الترشح لعضوية مجلس الشعب والفوز بالمقعد النيابي في دورتي 1984 و2000، قبل ان يخسر المقعد عام 2005. وفي حين يترشح محمود الشامي معتمدا علي تاريخ والده، وعلاقاته الكبيرة في منطقة سوق اللبن الشعبية، عاش محمود في منطقة محب وارتبط فيها بعلاقات كبيرة، وترأس نادي البلدية لسنوات، وهو يحتفظ بعلاقات وثيقة مع كبار التجار وأصحاب المصانع والعمال علي حد سواء. وحين اختاره الحزب الوطني، مرشحا له، أعتقد أنه وضع في الاعتبار أنه لا يبدأ من فراغ، ولا يعتمد علي شعبية والده فقط، وإنما لأنه بني لنفسه أرضية كبيرة خلال أكثر من 15 عاما نشط فيها في العمل العام، واقترب من السياسة، وركز علي الرياضة، واقترب كثيرا من الشباب الذين يشكلون كتلة انتخابية لا بأس بها في هذه المدينة التي تتميز انتخاباتها دائما بإقبال كبير من الناخبين. وفي ضوء قراءة أوضاع الدائرة وعلاقاتها المتشابكة، ومراكز الثقل التصويتي بها أعتقد أن محمود الشامي قادر علي استعادة مقعد والده، والثأر من النائب الإخواني خاصة أن السنوات الخمس التي قضاها الحسيني نائبا في البرلمان لم تغير كثيرا في حياة المواطنين المحليين. أدعم محمود الشامي وأتمني فوزه في انتخابات مجلس الشعب علي مقعد المحلة الكبري، ليس لأنه زميل دراسة، ولا لأنه جار والنبي (ص) وصي علي سابع جار، وإنما لأن محمود الشامي نموذج جديد لنائب الشعب يقترب من الخمسين من عمره، قضي منها سنوات طويلة في خدمة الناس، والاهتمام بالشأن العام في مجالات مختلفة، وهو شخص نظيف، ليس من نوعية من يستغلون المناصب العامة لأغراض شخصية، بل هو من عائلة رأسمالية عرفت معني المسئولية الاجتماعية قبل أن يصبح هذا المصطلح متداولا في الإعلام بسنوات طويلة. وحين يتوجه أهالي المحلة لانتخاب نائبهم في الثامن والعشرين من هذا الشهر فالأكيد أن كثيرا منهم سيدلون بأصواتهم لمحمود الشامي علي اقتناع.. وربما لأن الكثيرين يشعرون بأنهم أخطأوا حين انتخبوا نائب الإخوان في الدورة الماضية.