ترجمة : هالة عبد التواب نقلا عن صحيفة لوموند في يناير الماضي ضربت عاصفة زينثيا سواحل فرنسا علي المحيط الأطلنطي، ثم في ابريل من نفس العام كانت ثورة البركان الأيسلندي الذي شل حركة الطيران الأوروبية بأكملها، وبعدها الفيضانات الكبيرة التي أغرقت أوروبا الوسطي في الربيع، ومؤخرا الانهيارات الطينية السامة في المجر. وخارج أوروبا، كانت زلازل هاييتي ، وفيضانات باكستان أحدث الأمثلة المعروفة لاتجاه عالمي جديد: فقد تضاعف عدد الكوارث الطبيعية والبشرية خمس مرات منذ عام 1975 . ولم ترتفع نسبة الكوارث وحسب، ولكن قدرتها التدميرية أيضا، إذ يتضرر 230 مليون شخص في المتوسط حول العالم جراء الكوارث الطبيعية التي تتسبب في خسائر مادية تقدر بنحو 70 مليار يورو سنويا. وقد أدي تزايد الأنشطة الاقتصادية والضغط السكاني علي النظام البيئي الهش والتغير المناخي إلي تعزيز هذا التطور المخيف. ولا توجد أي دولة، غنية أو فقيرة، بمنأي عن هذه الكوارث، إلا أن الدول النامية هي الأكثر تضررا وفي الوقت نفسه الأقل قدرة علي مواجهتها. وفي أوروبا، تتسبب الكوارث في خسائر فادحة ، ففي خلال العشرين سنة الماضية ، تضرر أكثر من 29 مليون مواطن أوروبي جراء الكوارث الطبيعية والبيئية، قتل منهم 90 ألفاً. لذا يتعين علينا العمل لرفع مستوي قدراتنا علي الاستجابة للكوارث لصالح مواطنينا وبلادنا وضحايا الكوارث الطبيعية في كل مكان في العالم، وهو واجب ومسئولية من قبل أن يكون تضامناً وتعاطفاً. وأوروبا قادرة علي الاستجابة لمثل هذا التحدي، إذ تتحمل الحكومات الوطنية المسئولية الأساسية لتنظيم مجهودات الإنقاذ، لكن في غالبا ما تخذلهم الموارد نظرا لضخامة الاحتياجات والخسائر الناتجة عن كوارث لا تعرف الحدود. هذا الأسبوع، تتقدم المفوضية الأوروبية باقتراح واعد: إنشاء آلية أوروبية قادرة علي مواجهة الكوارث. وحتي الآن أظهرت الدول الأعضاء حماسا كبيرا عن طريق الاتفاقات الثنائية التطوعية المتخصصة. وتقترح المفوضية الأوروبية ضمان تخطيط أفضل وتنسيق في الموارد علي المستوي الأوروبي. وعمليا، فإن الآلية الأوروبية للحماية المدنية يجب أن تكون قادرة علي الحشد الفوري للوسائل اللازمة في الدول الأعضاء وفقا لنوع الكارثة والاحتياجات الخاصة بها (فرق الإنقاذ، المضخات، وسائل النقل...). وسيتم تسهيل هذه التعبئة السريعة والمتناغمة عن طريق وحدات محددة مسبقا ومعروفة في الدول الأعضاء يتم تمويلها عن طريق جهود أوروبية مشتركة. كما سيتم تنسيق العمل علي أرض الحدث لضمان انتشار فعال ومتكامل لقوات الحماية المدنية. وبهذا الاقتراح، نسعي لأن يعمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه علي توفير المساعدات اللازمة في الوقت المناسب والمكان المناسب داخل وخارج حدوده. وستقوم هذه الآلية بتعزيز وتكميل المساعدات الإنسانية التي يمولها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع شركائه، من منظمات المجتمع المدني والصليب الأحمر ومنظمات الأممالمتحدة . وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تثقل كاهل الحكومات سيمثل هذا الاقتراح قيمة مضافة، ستكون أيضاً دليلاً ملموساً علي التضامن الأوروبي في هذا الشأن واستجابة لرغبة 90% من المواطنين الأوروبيين المؤيدين لتحرك أكثر تكاملا علي المستوي الأوروبي استجابة للكوارث.