كشفت دراسة للمجلس القومي للمرأة أن الانتشار الحزبي بالمحافظات ليس له أثر مباشر يضمن التصويت للنساء المرشحات علي مقاعد الكوتة. ونفت الدراسة الصادرة حديثاً العلاقة بين المستوي التعلمي للمرشحات، وبين قدرتهن علي النجاح في الانتخابات باستمالة أصوات المرشحين والاستحواذ علي أكبر قدر منها لصالحهن. الدراسة التي أجريت علي محافظات القاهرة، الشرقية، بني سويف، الإسماعيلية والعريش، الفترة من عام 1990 حتي عام 2005 ، قسمت الدوائر الانتخابية إلي 3 أقسام، وهي دوائر ترشحت فيها النساء قبل عام 2000، ودوائر ترشحت فيها النساء بعد عام 2005، ودوائر لم تترشح فيها النساء من قبل. وقالت الدراسة إن هناك فجوة بين أنشطة الأحزاب المختلفة بالمحافظات، وبين انعكاس هذا النشاط علي صورة النساء المرشحات للانتخابات النيابية علي قوائم تلك الأحزاب. وارجعت الدراسة هذا إلي أن الأحزاب لا تمارس وظائفها علي النحو المطلوب فيما يتعلق بتفعيل المشاركة السياسية للمرأة، لأن بعضها لا يتحمس لترشيح المرأة في الدوائر التي تتصف فيها المعركة الانتخابية بالسخونة. ونفت الدراسة العلاقة بين مستوي التعليم وبين استعداد النساء للتقدم للترشيح وخوض العملية الانتخابية ففي حين كانت محافظات القاهرة، بني سويف وشمال سيناء الأقل في معدلات امية النساء إلا أن تلك المحافظات لم تكن هي الأكثر كثافة في عدد المرشحات، بينما لم يؤثر انخفاض مستويات الأمية في دوائر الزقازيقوالإسماعيلية في عدد المرشحات اللاتي الذي زاد مقارنة بالمحافظات الأكثر أمية. وربطت الدراسة بين تأثير العوامل الذاتية للمرشحات وشيكة علاقتهن العامة والمركز العائلي بين رغبتهن في الترشيح. أما بالنسبة للدوائر التي لم تترشح فيها نساء من قبل، فقد أظهرت الدراسة انعدام ثقة ملحوظ في المرشحات النساء، مقارنة بالمرشحين الرجال حديثي العهد بتلك الدوائر أو الذين ترشحوا فيها للمرة الأولي. وأكدت الدراسة أن النساء ما زلن غير قادرات علي إدارة حملاتهن الانتخابية كما ينبغي، إضافة إلي مظاهر العنف التي تشهدها بعض الدوائر، والتي تؤثر بصورة ما علي ادائهن خلال الحملات الانتخابية بالسلب، مع ضعف التمويل. وفيما أبدي الناخبون في الدوائر التي ترشح لها نساء قبل عام 2000 استعدادهم لتغليب معيار الكفاءة ومنح أصواتهم للأفضل في دوائرهم بصرف النظر عن جنسه رفضت النسبة الأكبر من الناخبين بالدوائر التي ترشحت فيها المرأة بعد عام 2000 علن دوائر بذاتها غلق نساء، مؤكدين أن الأصل هو المنافسة الحرة في العملية الانتخابية. أكدت الدراسة أن هناك فجوة بين ارتفاع نسبة اقتناع أبناء هذه الدوائر بجدارة النساء وبين عدم التصويت الفعلي لصالحهن. وكشفت عينة الدراسة عدم استعداد معظم الناخبين لمنح المرشحات النساء أصواتهم، رغم اقتناع الناخبين بكفاءتهن، ما أرجعته الدراسة إلي أن احتدام المنافسة بين المرشحين الرجال في الدوائر المختلفة عادة ما يصب في غير صالح المرأة، فضلاً عن عدم التكافؤ المادي بين الحملات الانتخابية للنساء.. وبين حملات المرشحين للرجال. وأظهرت الدراسة أن الناخبين في بني سويف كانوا أقل وعيا واهتماماً بسوابق الترشيح النسائي في دوائرهم فيما كان الناخبون بمحافظة شمال سيناء مثلاً أعلم بدور السيدات المرشحات في دوائر المحافظة بسبب الطابع القبلي والتكوين الاجتماعي علي نحو يصبح معه ترشح المرأة لديهم بمثابة تصويت ونفوذ للقبلية وليس لها.