جمعتني سنوات عمل عديدة مع رئيسي تحرير اليوم السابع خالد صلاح، والمصري اليوم مجدي الجلاد، في مجلة الأهرام العربي التي ظهرت للوجود في عام 1987، وكانت تجربة صحفية مهمة ومميزة، مكنتني من معرفة صلاح والجلاد معرفة وثيقة، حتي أنني كنت قادرا علي استشراف المستقبل المهني لكل منهما. خالد صلاح صحفي موهوب، بلغة الصحافة "اتمرمط في المهنة"، يمتلك حيوية الشباب، والقدرة علي الحلم، وماكينة أفكار لا تتوقف عن الابتكار، وتوقعت له مستقبلا في المهنة حققه في اليوم السابع التي أطلقها في البداية كصحيفة يومية إلكترونية. ورغم أنها ليست الأولي في مصر، لكنها أصبحت الأهم، وتربعت علي عرش الصحافة الإلكترونية اليومية في مصر، حسب موقع إليكسا الذي يرصد عدد زائري المواقع الإلكترونية في مختلف أنحاء العالم. أما مجدي الجلاد، فهو شخص محظوظ يطارده الحظ أينما حل، بما في ذلك الفوز بجائزة مالية ضخمة في يانصيب أقيم علي هامش سباق الأهرام العربي للقدرة والتحمل، رصد جوائزه الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وفاز الجلاد بالجائزة رغم أنه صحفي في الجهة المنظمة للسباق. ولم يكن الجلاد معروفا في مصر، أو مارس المهنة في صحافتها، حتي عاد من السعودية ليلتحق بقسم التحقيقات في الأهرام العربي، حيث سانده خيري رمضان، وجعله يتخطي العديدين في المجلة حتي أوصله لرئاسة قسم التحقيقات، رغم أنه لم يكن أكفأ من بالقسم. وحين أسس أنور الهواري المصري اليوم استعان بمجدي الجلاد في منصب مدير التحرير، وخرج الهواري من الصحيفة بسبب إعلان عن الخمور نشر في موسم الحج وأدي إلي غضب القراء، فقفز الجلاد إلي منصب رئيس التحرير، وكان أبرز من دعمه للوصول إلي هذا المنصب وفي إدارته للصحيفة خيري رمضان وخالد صلاح، وحتي وإن لم يظهرا في الصورة. وفي حين كان صعود خالد صلاح في بلاط صاحبة الجلالة طبيعيا ومتوقعا، بدا صعود مجدي الجلاد غير مبرر، لذلك لم يكن غريبا تلك الغيرة الكبيرة التي أصابت الجلاد حين فازت اليوم السابع بجائزة فوربس كأفضل صحيفة عربية وأكثرها قراءة علي الانترنت. وبدلا من تهنئة الصديق القديم الذي وقف إلي جواره وسانده اخترع الجلاد جائزة وهمية من مؤسسة هو عضو في مجلس أمنائها وليست معنية بالصحافة، أو قياس مدي انتشارها لتقول إن صحيفته هي الأكثر انتشارا، فبد شكله غريبا ومريبا، هو وصحيفته. اليوم السابع ورئيس تحريرها حققا إنجازا يستحقان التهنئة عليه، أما المصري اليوم ورئيس تحريرها فسيطرت عليهما غيرة غير محسوبة.. لكنها مبررة في ضوء التاريخ الشخصي للجلاد.. ربنا يهديه!