طبيعي أن يتقدم مواطن بشكوي لنقابة الصحفيين ضد أحد أعضائها يتهمه بارتكاب جريمة نشر بحقه، ومن واجب النقابة التحقيق لتحديد إذا ما كان المواطن له حق من عدمه فالحرية تقابلها مسئولية، والتزام بميثاق الشرف الصحفي، لكن الغريب في الشكوي التي تقدم بها خالد حسام أحمد زنون رئيس جمعية بنك الأفكار مختلفة حيث اتهم فيها الزميل مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم بسرقة فكرة تقدم بها زنون للصحيفة لتساعده في نشرها لينسبها رئيس التحرير لنفسه، زنون قال في الشكوي التي تقدم بها لنقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد وحملت رقم 2225 بتاريخ 5 مايو الجاري أن الجلاد استغل نفوذه لقتل مبادرة بنك الأفكار ومحاربة صاحب الفكرة - مقدم الشكوي - عندما تصدي للجلاد بعد أن نسب الفكرة لنفسه مضيفاً علي النقابة التحقيق كون ذلك فساداً صحفياً يسيء لسمعة مهنة الصحافة. زنون لم يكتف بالشكوي بل وزع بياناً علي الصحفيين المتواجدين بالنقابة بالتزامن مع انعقاد لجنة القيد 8 مايو بعنوان «نداء واستغاثة» يتهم الجلاد بمحاربته وسرقة فكرته، ثم جاء ل«روزاليوسف» حاملاً بعض أعداد الصحف. اللافت أن زنون أطلعنا علي عدد المصري اليوم رقم 870 الصادر يوم الثلاثاء بتاريخ 31 أكتوبر 2006 والذي نشرت الصحيفة في صفحتها الأخيرة منه خبراً حررته الزميلة هبة حسنين بعنوان «بنك مركزي للأفكار فكرة تبحث عن تمويل» يقول الخبر أن الشاب خالد زنون صاحب فكرة إنشاء بنك الأفكار بهدف تمكين كل مواطن من طرح الأفكار الهادفة إلي حل مشكلات المجتمع في القطاعات المختلفة للمشاركة في نهضة مصر بحيث يقوم البنك يتجميعها وتقديم الجدي منها إلي الوزراء والحكومة. الطريف أنه أخرج من حقيبته عدداً آخر للمصري اليوم رقم 1431 الأربعاء 14 مايو 2008 وفي الصفحة الأولي منه يعلن الجلاد تحت عنوان فكرة لكل وزير أنه بعد قراءة مقال الزميل خالد صلاح حول طرحه لفكرة تساعد علي حل أزمة المرور طرأ إلي ذهنه فكرة اطلاق مبادرة تتبناها المصري اليوم لجمع أفكار المواطنين والمثقفين والإعلاميين حول المشكلات لتقديمها للحكومة والوزراء للمساهمة في نهضة مصر، وقال زنون إنه قبل نشر الجلاد لهذ المبادرة بأيام كنت قد زرت الصحيفة وطرحت عليهم فكرة إصدار ملحق بنك الأفكار وبهرتهم الفكرة إلا أنني فوجئت برئيس التحرير ينسبها لنفسه علي الصفحة الأولي دون أدني إشارة. الواقعة تعود إلي 2008 لماذا لجأت للشكوي الآن؟ - لما وجدته وقابلته من تعنت ومعاناة ومحاربة من مجدي الجلاد. كيف؟ - في الأسبوع الأول من شهر مايو 2008 ذهبت إلي المصري اليوم وقدمت اقتراحاً مكتوباً لمكتب رئيس التحرير ولعدد من الأساتذة الصحفيين بالجريدة مفاده أن تصدر الجريدة الموقرة ملحقاً أسبوعياً أو نصف شهري أو شهرياً حسبما يتراءي لهم يحمل عنوان «بنك الأفكار الجديدة» أو ملحق الأفكار الجديدة أو ملحق المصري العالم يكون الهدف منه هو تجميع ونشر جميع الأفكار الجديدة في جميع مجالات الحياة التي ستصل للجريدة من جموع الشعب المصري ليكون الملحق قناة شرعية تسهل وصول هذه الأفكار للوزراء والمسئولين بالحكومة لتبني الجاد منها كمساهمة جماهيرية لحل مشكلات مصر ودونت بالاقتراح عنواني وتليفوني مطالباً بإفادتي برأي الجريدة في الاقتراح. لكن فوجئت بعد أسبوع تحديداً في العدد الصادر بتاريخ 14 مايو 2008 برئيس التحرير يعلن عن اطلاق الجريدة لمبادرة خلال أيام لجمع الأفكار وطرحها علي المسئولين والوزراء ناسباً الفكرة لنفسه صراحة دون أي أشارة لي أو علي الأقل يقول بناء علي اقتراح مواطن لكن سرقة فكرتي ما دفعني للتصدي له. ماذا فعلت؟ - ذهبت إلي الجريدة وقابلت الأستاذة هبة حسنين التي سبق وأن نشرت خبراً حول فكرتي التي سجلتها باسمي قبل نشر البند الأول في الشهر العقاري والأستاذ محمد الهواري الصحفي بالجريدة وسكرتيرة الجلاد وهم سبق وأن وزعت عليهم نسخة من الاقتراح وسألتهم كيف يسرق رئيس التحرير فكرتي وللأمانة الصحفيون محترمون وأعربوا عن استيائهم وقالوا ليس لدينا إجابة وهذا السؤال يوجه لرئيس التحرير خاصة أن المبادرة التي فيها الجلاد نفسه صورة طبق الأصل من المقترح الذي تقدمت به ولحسن الحظ وزعته في نفس اليوم علي ما يقرب من 8 من صحفيي الجريدة. لماذا لا تعتبر أنه استجابة للفكرة وسعي لنشرها كما طلبت؟ - كنت أتمني أن يفعل ذلك وأن يقول هذه فكرة طرحها قارئ أو مواطن دون الاشارة لاسمي أو علي الأقل يقول الجريدة لكنه للأسف نسبها إلي شخصه وهذه سرقة وكل من ير الموضوع يقول هذه غلطة لا يقع فيها صحفي مبتدئ أو إنسان جاهل لكنه يبدو قال هذا الشاب البسيط من الشرقية ولن ينتبه لحقه ولن يفعل شيئاً. هل التقيت به؟ - نعم وفاجأته بأنني مسجل الفكرة وأن جريدته نفسها نشرت خبر يؤكد أنها فكرتي قبل عامين وأنني لن أتهاون في حقي ولن أسكت وبصراحة وقوفه أمامي في هذا الموقف «صعب علي» فهذا الذي لجأت إليه ليساعدني لنشر الفكرة يسرقها ولتهدئتي وعدني بأن يلتقي بي مرة أخري لمنحي حقي وقال سنتصل بك ونجلس سوياً ونعطيك حقك وانتظرت الاتصال ولم يحدث اتصلت به لم يرد كلمت السكرتيرة قالت أنه مشغول فذهبت إلي العاشرة مساء وقابلت المعدين الاستاذين محمد حلمي وحاتم خيري وطلبت مساعدتي للظهور في البرنامج لعرض فكرتي وعندما علما بموضوع سرقتها قالا اهدأ واتصل الأستاذ محمد حلمي بالأستاذ الجلاد بعد أن هددت بأن أعتصم أمام المصري اليوم وقال له الجلاد أنه سيوقف المبادرة ولن ينشر عنها شيئاً ولم يتساءل أحد أين المبادرة التي أعلن أنه سيطلقها خلال أيام؟ هل لجأت للقضاء؟ - نعم بعد رفض المعدين مساعدتي بطرح الفكرة في البرنامج استشرت قانونيين وتقدمت ببلاغ في نيابة السيدة زينب برقم 3998 إداري واستشهدت فيه بعدد من المحررين بالمصري اليوم للشهادة وحددتهم في البلاغ بالاسم وجريدة الجمهورية نشرت الخبر وهذا ما أشعل غضبه. ما مستقبل البلاغ أو ما انتهي إليه؟ - لم أتابعه خاصة بعد تراجع الجلاد وعدم التزامه بما أعلنه من أنه سيبدأ المبادرة فصلابتي في الدفاع عن حقي جعلته يتراجع وانشغلت في تأسيس جمعية أهلية لتكون هي المسئولة عن جمع الأفكار وإصدار كتاب سنوي بأهم الأفكار مقسم إلي أبواب في كل اختصاص وإرسال نسخ منه للوزراء والمسئولين وبالفعل أشهرت جمعية بنك الأفكار الجديدة برقم 1923 لسنة 2009 فالمهم لدي هو تقديم ما ينفع البلد وحماية فكرتي. إذن ما الذي جدد الخلاف لتقدم شكوي وتوزع بيانات جديدة؟ - محاربة الجلاد لي في الفضائيات من خلال المعدين العاملين بالمصري اليوم. هذه اتهامات جزافية هل تملك عليها دليلاً؟ - نعم أملك أدلة وبخلاف ما نشر وما سرقه الجلاد فقد اتصلت بالأستاذ هيثم دبور لمساعدتي علي الظهور في البيت بيتك قبل أن يتوقف وعندما طرحت عليه الفكرة أبدي اهتماماً كبيراً بها وطلب أن أحضر للقاهرة لمقابلته ودعاني إلي الحضور في المصري اليوم واستدعي مصوراً وأجري معي حواراً لينشره أولاً بالصحيفة ثم يستضيفني في البرنامج. هل من المنطقي أن ينشر لك في المصري؟ - أنا لم أقل له علي خلافي مع الجلاد وهو لم يكن يعلم فقلت ربما ينشر وبذلك استعيد حقي لكن عندما اتصلت به بعد ذلك قال أنسي هذا الموضوع لن ننشر لك ولن تظهر في البرنامج ولا أي برنامج آخر سألته لماذا؟ قال بالبحث عنك وجدناك كنت مقدماً بلاغاً ضد المصري اليوم قلت له أنا قدمت بلاغ ضد مجدي الجلاد لسرقة فكرتي وليس المصري اليوم وهذا خلال شخصي ما علاقته بالتليفزيون وغيرها من المواقف التي سأطلب صحفيي المصري اليوم للشهادة فيها عندما تبدأ النقابة التحقيق وسأتركهم لضمائرهم فالمشكلة أن المصري مسيطرة علي الفضائيات من خلال الإعداد ولا يريدون إغضاب رئيس التحرير وأنا أتعجب كيف تعتم الفضائيات التي ذهبت لها وسعيت إلي معديها علي فكرة تخدم صالح الوطن في الوقت الذي تهتم فيه بكل شيء حتي لو كان تافها. هل بدأت الجمعية نشاطها؟ - بدأت بالفعل واستعنت بأساتذة من كليات جامعة الزقازيق لتقييم الأفكار التي وصلت إلي ما يقرب من ألف فكرة وطبعت إعلانات وبوسترات فعلي مدار ال10 سنوات الماضية وحتي إنشاء الجمعية أنفقت 100 ألف جنيه لتظهر للنور وهذه الأموال بما فيها أرضي فكيف أسمح للجلاد بمحاربتي. هل مجرد أفكار أم مبتكرات؟ - أفكار ومبتكرات وهي قابلة للتنفيذ. أعطني مثالاً؟ - بعد حادث العبارة السلام ابتكر شاب طوق نجاه للسفينة عبارة عن حزام حول السفينة من المطاط وممتلئ بالهواء عندما تتعرض السفينة للغرق وتم عرضه علي لجنة علمية وهو قادر علي الأبقاء علي السفينة طافية فوق سطح الماء حتي يتم إنقاذها وبعد حادث القطار الأخير قدم شاب فكرة مفادها تركيب «سدس» هيدرولوكية من عربات القطار لتقليل الصدمات عند الحوادث بحيث يقتصر الضرر علي العربة الأولي أو الأخيرة فقط كما توصلت إلي فكرة صناعة إطارات ملونة للسيارات وستكون مصر هي الأولي في هذا المجال وعرضتها علي الشركة الصناعية للإطارات ورحبوا بها وسجلتها في الشهر العقاري باسمي خاصة اقتراح أن تكون الإطارات فسفورية لتعطي إشارات حال تعطل السيارة علي الطريق ليلاً إضافة لفكرة عرض الأخبار التي تنشرها الصحف علي لوحات صحيفة إلكترونية تركب في الميادين لتمكين المواطن في الشارع من مطالعة آخر الأخبار وتثقيف المجتمع وبالتالي ستزيد مقروئية الصحف لأنها ستثير اهتمام المواطن لقراءة تفاصيل الخبر من الجريدة وما يتعلق به من تحليلات. تكرر الاتصال بالزميل مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم لمنحه حق الرد علي تلك الاتهامات وعندما لم يرد تم إرسال رسالة عبر الموبايل ..فلم نتلق الرد.. ومازال حق الرد مكفولا للجلادطبقاً لميثاق الشرف الصحفي