يبدو أن «قبة البرلمان» أصبحت جاذبة لنجوم الفن خاصة الذين قرروا ممارسة العمل السياسي بشكل احترافي والنزول إلي رجل الشارع معتمدين بالأساس علي رصيدهم من النجومية والشهرة التي حققوها خلال عملهم الفني. لذا لا تمر انتخابات تقريباً دون أن يظهر عدد من النجوم ويعلنون ترشيح أنفسهم، وهذا العام أعلنت الفنانة سميرة أحمد أنها ستخوض الانتخابات عن حزب الوفد، وكذلك المطرب مصطفي كامل الذي يدخل المعركة الانتخابية كمستقل عن دائرة زهراء مصر القديمة. وتعليقاً علي ذلك أكد يحيي الفخراني أن أي فنان يستطيع القيام بدور فعال في البرلمان فما المانع لكن في نفس الوقت لابد أن يكون لديه القدرة علي خدمة الناس ويكون صوتآ لهم ولزملائه من الفنانين تحت القبة وأن يكون لديه وعي وتكون السياسة هي متعته وعلي قمة اهتماماته بجانب قدرته علي العطاء في هذا المجال. وعن إمكانية ترشيح نفسه يقول: أرفض تولي أي منصب مهما كان قوته سواء نائباً في البرلمان أو حتي وزير لأني أريد أن أظل «ممثل» وهذا اللقب لا يقل أهمية وقوة عن أي منصب آخر وعندما أقابل الناس البسيطة في الشارع ويعبرون عن إعجابهم ويؤكدون أنني اعبر عنهم من خلال أعمالي أتأكد من وجهة نظري وأنني أقوي تأثيراً. ويضيف الفخراني الفنانون يمارسون السياسة دون أن يعملوا وذلك من خلال أعمالهم فممارسة السياسة هنا من باب الهواية لكن أن أكون سياسياً محترفاً من خلال حزب فأنا شخصياً أرفض ذلك فمن الممكن أن أجد أشياء لا تعجبني في سياسة الحزب كما أنني لا أريد أن أكون تابعاً لأحد. وتري الفنانة سميحة أيوب أن شخصية الإنسان وطريقة تفكيره هي التي تحسم هذا الأمر فهناك فنان يجد في نفسه الملكة وأنه يستطيع أن يعبر وهو داخل البرلمان وآخر لا يجد في نفسه هذه الموهبة فكل إنسان ميسر لما خلق له. وتقول: مهم جداً أن يكون هناك صوت للفنانين داخل البرلمان حيث يستطيع من خلال هذا المنبر أن يقوم بدور تنويري وأن يعبر عن قضايا دقيقة في الفن قد لا يعرضها الشخص العادي. وتروي الفنانة سميحة أيوب تجربة شخصية لها في هذا الصدد قائلة: سبق وعرض علي أحد الأحزاب الانضمام إليه ودخول المجال السياسي لكني رفضت بشدة وقلت لهم إن عملي الفني وضعني في منبر أقول من خلاله ما أريده بحرية. ويرحب الفنان عزت العلايلي بفكرة دخول الفنانين البرلمان قائلاً: طالما أن هذا الفنان لديه وعي سياسي فإنه يستطيع أن يخدم بلده في أي مكان وليكن قمة المكان السياسي وهو مجلس الشعب فالفنان ليس مهمته فقط أن يعمل «ماكياج» ويقف أمام الكاميرا لكن لابد أن يكون لديه وعي كامل بما يدور حوله في المجتمع، وأكبر مثال علي ذلك حاكم كاليفورنيا «شورزنجر» فهو فنان قديم وفي نفس الوقت يقود الولاية بوعي سياسي واجتماعي . ويضيف العلايلي: العلاقة بين الفن والسياسة علاقة حميمية وأصيلة وهناك أمثلة كثيرة علي ذلك فالسيدة روزاليوسف كانت نموذجاً للفنانة القديرة والسياسية البارعة ويكفي أنها استطاعت أن تبني هذا الكيان الصحي المتمثل في مؤسسة روزاليوسف. وينهي حديثه قائلاً: من الممكن في يوم من الأيام أن ارشح نفسي في الانتخابات إذا وجدت هذه الرغبة في داخلي ويقول الفنان حسين فهمي: منذ بداية مشواري وأنا اتخذ موقفاً سياسياً معلناً في كل القضايا وأعبر عن رأيي بشكل واضح دون الانضمام لأي منظومة سياسية واستطيع أن أقول إن كل فنان يمثل «حزباً» ويعبر من خلاله عن الناس، وأنا شخصياً عندما التقي بالمسئولين والوزراء اعرض عليهم مشاكل جماهيرية دون أن أكون عضواً في البرلمان لأن الفنان دائماً هو صوت للناس ولسان حالهم سواء في أعماله أو في استثماره لعلاقاته وهذا ما حدث عندما التقينا بالرئيس مبارك مؤخراً حيث عبرنا عن مشاكل 80 مليون مصري ولم يتطرق أي فنان من زملائي لأي مشكلة شخصية، والرئيس عندما دعانا للقائه كان يسمعنا باسم الناس ويطالبنا بالحديث عن مشاكلهم باعتبار أن الفن مرآة حقيقية للمجتمع دون تجميل. وأضاف أنه كفنان سفير لمصر خارج حدود الوطن وعندما يلتقي بالرؤساء والملوك يتحدث معهم في أمور سياسية بحس وطني وبحرية أكثر من كونه ممثلاً لأي جهة سياسية معينة. أما الفنانة رجاء الجداوي، فأشارت إلي أنها تراجعت عن خطوة الترشيح التي كانت تفكر في خوضها في مسقط رأسها بالإسماعيلية كما أكدت أن سبب تراجعها أنها وجدت أن هذه الخطوة ستكون مرهقة جداً بالنسبة لها ويجب أن تكون علي قدر كبير من الجدية وهذا لا يتناسب مع الكثيرين وقالت إن البلد حالياً لا يحتاج إلي تشتيت وتضارب أقوال ومن يريد الاقدام علي خطوة سياسية لابد أن يأخذ وقتاً كافياً في التفكير ويتأكد أنه سيضيف إلي البلد. وعن فكرة تواجد شخصيات فنية في انتخابات هذا العام أكدت رجاء الجداوي أنها سعيدة ومؤيدة تماماً لفكرة من يمثل الفنانين تحت قبة البرلمان ولكن اقترحت أن يكون قادراً علي العطاء والتواصل مع الجانب ويستطيع توصيل القرارات الصارمة بشكل محبب وأكدت إنها كانت تتمني أن يقوم عادل إمام وأشرف زكي بالترشيح لأنهما فنانان لهما ثقلهما ولديهما كاريزما خاصة ولديهما ثقافة سياسية كافية وكذلك يستطيعون أن يعبروا عن آراء الفنانين لأنهم عاصرا كل طبقاتهما. الفنانة إلهام شاهين أكدت أن فكرة تواجد فنانين تحت قبة البرلمان ليس بجديد فلدينا العديد من النماذج المشرفة في هذا المجال أمثال مديحة يسري وأمينة رزق وحمدي أحمد. وأشارت إلي أن من حق كل مواطن أن يرشح نفسه ولكن العبرة في النهاية بالنتيجة فليس كل فنان يصلح أن يكون عضو مجلس شعب حتي لو كان فناناً له شعبية لأنه يأخذ مكاناً يعبر فيه عن شعب بأكمله فيجب أن يجد بنفسه هذا الكم من العطاء لأن من ليس أهلاً لذلك بالطبع لن ينجح خاصة وأن الشعب أصبح أكثر وعياً في اختيار من يمثلونه.