بعيدًا عن المناورات الانتخابية، أظهرت القائمة النهائية لمرشحي حزب الوفد، خريطة التربيطات مع الإخوان في العديد من المحافظات، بالتزامن مع إعلان رئيس الوفد عدم اعتراضه علي هذا التنسيق في الدوائر. وتمخضت المحاولات الأولية للتنسيق عن نجاح مرحلي في بعض الدوائر، بينما بدا الفشل في أخري بسبب إصرار بعض قيادات الوفد علي ترشيح نفسها وهو ما تفاعلت معه لجنة الانتخابات الداخلية للحزب بالموافقة حقنًا للصراعات الداخلية. وانقسمت الهيئة العليا حول التنسيق مع المحظورة، فبينما اعتبرتها قيادات مناقضة للتصريحات التي أكد عليها السيد البدوي رئيس الحزب بعدم التنسيق مع الجماعة دعمتها اتجاهات أخري تحت مسمي «مصلحة الوفد السياسية». ورفع المؤيدون شعار «اللامركزية في اتخاذ القرارات الانتخابية» منعًا لخسارة أي تكتلات تصويتية، وشدد الفريق الأباظي علي أن ما حدث مغازلة للإخوان وتأكيد علي التنسيق غير المعلن والذي كان محل اتهام من جانبهم لرئيس الحزب. وفي الإسماعيلية فشل التنسيق بين الوفد والإخوان في الدائرة الثانية بعد إعلان الوفد ترشيح سامي أحمد محمد البراهيمي أمام الإخواني حمدي إسماعيل خاصة أن القائمة الأولي كانت تؤكد علي وجود تنسيق بين مقاعد الفئات والعمال، ففي الدائرة الأولي كان صلاح الصايغ ممثلاً للعمال وصبري خلف الله الفئات بما يعكس شبه توافق. وظهر التنسيق بشكل معلن في دائرة الدقي فئات، حيث قرر الإخوان عدم ترشيح أحد في مواجهة د. محمود السقا وفي المنوفية رفضوا ترشيح إخواني بدائرة د.محمد كامل عضو الهيئة العليا.. وهي «الباجور». وكشفت مصادر ل«روزاليوسف» أن بعض المحافظات نسقت مع الإخوان بترشيح عناصر ضعيفة بدوائرهم من جهة أو علي مستوي كوتة المرأة. ورغم ما ظهر في القائمة الأولي للوفد من إخلاء مقاعد مينا البصل الفئات والعمال إلا أن القائمة الثانية شهدت تراجعًا بترشيح محمد جعفر أبوالدوح فئات بنفس الدائرة مما أربك عملية التنسيق، وكان لافتا وجود توافق بين مرشحي الإخوان والوفد الفئات والعمال في أكثر من دائرة منها المنتزه، حيث رشح الوفد محسن حماد فئات والإخوان مصطفي محمد مصطفي، بينما انحصرت المنافسة في الرمل عمال بين الوفدي هيثم نصار والإخواني المحمدي السيد أحمد. وظهر التنسيق بين الفئات والعمال أيضا في الإبراهيمية بالشرقية، حيث رشح الوفد د.سعد العجوز فئات ورشح الإخوان أحمد علي إبراهيم عز وبدت المنافسة بين الوفد والإخوان والتي وصفها البعض بغير المتكافئة بشكل نسبي من دائرة لأخري في كرموز فئات بالإسكندرية بين الوفدي أحمد حسين ماهر والإخواني محمود عطية مبروك إبراهيم وبين مرشحات الكوتة بالإسكندرية وهن منال حافظ وأحلام إبراهيم الخولي من الوفد وبشري محمد السيد «إخوان». وفي الفيوم ظهر التنسيق بدائرة طامية علي مقاعد الفئات والعمال، حيث تم ترشيح خالد ذكري عمال وفوزي علي عبدالعزيز الإخواني فئات ونفس الأمر بدائرة سنورس، حيث تم ترشيح أحمد عويس الوفدي فئات وأحمد قاسم عمال، وكفر الزيات أيضا، حيث رشح الوفد فئات أنور محمد السيد خلف والإخوان عمال وهو حسين الشورة، بينما ظهرت المنافسة في إبشواي بين د.صابر عطا الوفدي ود.حسن يوسف الإخواني. وفي بورسعيد أعلن الإخوان دعمهم لمسعد المليجي عمال بدائرة العرب والضواحي مثلما حدث في معركة الشوري السابقة أملا في مساندة الوفد لأكرم الشاعر في ذات الدائرة، فيما حدث صدام بدائرة الشرق وبور فؤاد بعدم ترشيح صفوت عبدالحميد عضو اللجنة العامة لوفد بورسعيد في مواجهة النائب الإخواني صالح الخولاني فئات. وقال المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد: لا مانع في التنسيق مع الإخوان بين القواعد وهذا لا يمس ثوابت الحزب لأنه تنسيق براجماتي ويشبه تحالف الشيطان وصولا للهدف وهو الفوز بمقعد البرلمان، وأضاف: والدليل ما حدث في 84، حيث انتهي التنسيق بمجرد الحصول علي مقاعد البرلمان، ورغم ذلك حذر من خيانة بعض عناصر الجماعة لوعودهم مع الوفديين.