يستعد النظام الإيراني لمواجهة احتجاجات متوقعة تتزامن مع رفع الدعم الحكومي، المسمي بترشيد الاستهلاك، والذي يهدف إلي رفع تدريجي للدعم الحكومي عن السلع والخدمات. ونشرت قناة العربية علي موقعها علي الانترنت تقريرا يشير إلي أن قيادة الشرطة في إيران أصدرت تعليمات للمنظمات والوزارات والأجهزة الحكومية والبلديات المحلية تحذرهم من تطورات محتملة اقتصادياً تندلع بسبب تنفيذ خطط الحكومة الاقتصادية وذلك تحسباً لحدوث أي أعمال شغب إحتجاجية. وتحث هذه التعليمات علي اتخاذ الاحتياطات اللازمة من أجل التصدي لأي أزمة جديدة محتملة قد يثيرها مؤيدو الحركة الخضراء المؤيدة للزعيمين الإصلاحيين مير حسين الموسوي ومهدي كروبي. وطبقاً للتقارير الواردة من طهران، فإن هذه التعلميات تم إبلاغها للدوائر الحكومية بشكل سري وتتضمن، تقوية الأنظمة الأمنية وأجهزة الحراسة الحالية داخل الدوائر والمنظمات الحكومية، وإيجاد أنظمة أمنية أخري لتعزيز القدرات في مواجهة تلك الأزمة المتوقعة، وتعزيز كوادر الحراسة وتطوير قدراتهم الأمنية، وكذلك تنفيذ مناورات تدريبية للسيطرة علي أي أزمات محتملة وقمعها نهائياً، بالإضافة إلي منع سقوط المباني والمقار الحكومية في أيدي المحتجين، وإعلان حالة الاستنفار لمراكز الدفاع المدني وإيجاد خلايا لإدارة الأزمات. وأضاف التقرير أن قيادة الشرطة أبدت قلقها الشديد من احتمال انتشار الفوضي وسقوط المقار الحكومية، مثل مراكز الشرطة والمقار والقواعد العسكرية والأمنية في أيدي المحتجين. والجدير بالذكر فإن إسماعيل أحمدي مقدم القائد العام لشرطة إيران، وهو عديل الرئيس محمود أحمدي نجاد، أبدي قلق الشرطة من حدوث أعمال احتجاجية مع بدء الحكومة تنفيذ خطتها الرامية لرفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات. فقال "إن الشرطة قلقة من أن تفاجأ أثناء بدء تنفيذ خطة رفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات كما حدث أثناء تقنين توزيع البنزين". وفي نفس الوقت قام الحرس الثوري بتشكيل 1500 كتيبة لمواجهة الاحتجاجات، مما يبرز مدي قلق السلطات من احتمال حدوث أزمة تصاحب تنفيذ الحكومة خطتها الاقتصادية، وفي هذا الصدد، فقد أوكلت مسئولية حفظ الأمن في العاصمة طهران إلي قيادة قوات تابعة للحرس الثوري في طهران. وقال اللواء حسين همداني قائد هذه القوات المسماة ب "محمد رسول الله": أنه "إضافة للكتائب والألوية القديمة تم السماح لنا بتشكيل كتائب وألوية جديدة"، مضيفاً أنه تم تنفيذ الخطط التي تم تخصيصها في برنامج فيلق عاشوراء التابع للحرس الثوري وإن هذا الفيلق مستعد تماماً لمواجهة أي أزمة محتملة". وأشار إلي أن الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية في العام الماضي، وقال إنها كانت اختباراً عملياً لفيلق عاشوراء، والذي خرج منها بنجاح. وطبقاً لشهود عيان تشهد الدوائر الأمنية والشرطة والحرس الثوري حالة استنفار من أجل إسكات أي أعمال احتجاجية، وهي تتزامن مع تصريحات لافتة من كبار مسئولي النظام أبدوا قلقهم حيال حدوث أي أعمال احتجاجية، كان أبرزهم أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور، الذي قال إن أي عملية جراحية تستلزم بعضاً من نزيف الدم. علي صعيد آخر يمثل أمريكيان تحتجزهما السلطات الإيرانية منذ أكثر من عام أمام المحكمة الشهر المقبل، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية، في الوقت التي زعمت فيه وثائق مسربة أن قوة إيرانية دخلت الحدود العراقية لاعتقال الأمريكيين المتهمين بالتجسس ودخول الأراضي الإيرانية بصورة غير مشروعة.