شهدت دار ميريت للنشر ندوة ساخنة حول كتاب "سقوط العالم الإسلامي.. نظرة في مستقبل أمة تحتضر" للكاتب حامد عبد الصمد المقيم بألمانيا، ناقشه خلالها الدكتور نبيل عبد الفتاح نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأدارها الروائي حمدي أبو جليل. اتهم بعض الحضور كتابات عبد الصمد بالتوافق مع أهواء بعض الألمان المصابين بالإسلاموفوبيا، إلا أن عبد الصمد رد قائلا: أنا لا أسير مع العنصريين، وكتابي ليس نوعًا من العنصرية ضد الإسلام، فأنا مصري، مسلم، ولكننا يجب أن ننقد أنفسنا ونستفيد من النقد، حتي لو كان هذا النقد من الخارج، ولو أن الشيطان نفسه انتقدني، فلا بأس أن أراجع نفسي مادام هذا سيكون في مصلحتي". وأضاف: "الإسلام جزء من المشكلة التي يعيشها العالم الإسلامي، ويجب علينا أن نفتح الملفات بلا خطوط حمراء، المهم أن نقف علي أسباب تخلفنا وتدهورنا الحضاري، الذي لا يختلف عليه اثنان، كتابي صرخة كي ننتبه لأنفسنا. وأكمل: "في كتابي أتحدث عن حالة عامة من الفكر تسيطر علي الشارع وغرف النوم في المجتمعات الاسلامية، لا أحد يستطيع اتهام الإسلام بما وصلنا له من تدن حضاري، وكذلك لا نستطيع تبرئته فالإسلام لا ينفصل عن الناس والعكس، وبه مبادئ لم تٌطبق بعد، والعالم الإسلامي به حالة من الفكر غير المتصالح، والقضية لم تعد في الفكر فقط، الطلبة يفكرون بالجنة أكثر من تفكيرهم في المستقبل، والعلماء بالغرب ينبهوننا لكارثة قادمة، ولا نستمع لهم، اختفت المرونة والتعددية من العالم الإسلامي، وأصبح يحكمنا تلك الكتب التي تباع علي الأرصفة عن عذاب القبر، ونعيم الآخرة، وغشاء البكارة. من جانبه انتقد الدكتور نبيل عبد الفتاح مناهج كتابة التاريخ في العالم العربي، واتهمها بالمحدودية، وأكد أن كتب التاريخ الموجودة في المكتبة العربية تتناسخ من بعضها، ولا تقدم جديدا، مشيرا إلي أنها كتابة ذات بعد واحد فقيرة شحيحة، فضلا عن كراهية المناهج التاريخية الجديدة كمدرسة تحليل النص والخطاب. وحول كتاب عبد الصمد، قال عبد الفتاح: الكتاب يثير الكثير من الأفكار الجديرة بالتوقف، كفكرة تنشئة الطالب سياسيا عبر التعليم، وكتابة التاريخ لطلاب المدارس، في ظل تلك النظرة التي ننظرها في بلادنا العربية للآخر باعتباره عدوا، وهو ما يظهر في كتابات دينية واجتماعية كتلك التي تتنبأ بأن الغرب سينهار، لامتلائه بالفجور والفسق، ولكن هذه النظرة للغرب ليست مقصورة علينا نحن فقط، وإنما يشاركنا فيها المجتمعات اليابانية والصينية، بشكل أكثر قسوة. وأكد الروائي حمدي أبو جليل أن الكتاب ليس دراسة، وإنما تحذير، يستند إلي ظواهر لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، قائلا: "هو لا يتنبأ بالانهيار، بل يرصد انهيارا يحدث بالفعل، مشكلة العالم الإسلامي الحقيقية أنه لا يشعر بالحيرة، يشعر أنه علي صواب طوال الوقت، الحياة بالنسبة له معاناة حتي يدخل الجنة، وللأسف فإن مثقفينا لا يصرون علي مواقفهم، فحين كتب طه حسين "الشعر الجاهلي" تراجع عنه سريعا، وحين كتب نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" ووجد عليها اعتراضا تراجع عن نشرها».