الله جميل يحب الجمال فما أجمل شنجهاي عند منطقة عبور النهر الأصفر أو النزهة علي كورنيشه في أول ليلة لي هناك بعد وصولي من لندن، علي الرغم من أن فرق التوقيت بين لندن وشنجهاي سبع ساعات وكانت الرحلة علي متن شركة الطيران البريطانية كانت نحو 12 ساعة لكني لم أشعر بالارهاق. احتجز لي أصدقائي شبه سرير كامل علي الطائرة اشفاقا علي من الرحلة ولكن هذا ليس سر النشاط الذي شعرت به.. إنه الجمال.. ما أقبح الحياة بدون جمال. الجمال شطران جمال يأتي من الداخل وجمال حسي من الخارج ولا يصح أن يستهتر الإنسان بقيمة أي منهما وقد أغدق الله علي شنجهاي بالاثنين، خط الافق للمدينة التي تقع علي الساحل ويخترقها نهر جميل هو من أجمل خطوط الأفق التي رأيتها في حياتي ويفوق في جماله خط أفق مدينة نيويورك. أضف إلي ذلك شعورك بالأمان في كل مكان وهو ما لا يمكن الحصول عليه بسهولة في أمريكا عامة، ونيويورك خاصة. الرقة والأدب وسرعة الإجراءات كانت العلامة المميزة منذ اللحظة التي رحب فيها بي ضابط التأشيرات بدفء وحفاوة، سبحان الله عندما أقارن ذلك بالأدب البارد عند الدخول إلي بلاد أوروبية. «شنجهاي مون أمور» أقصد بها التنويه إلي فيلم مشهور هو «هيروشيما مون أمور» كان الفيلم تنديداً بالقنابل الذرية وما فعله الأمريكان باليابان في الحرب العالمية الثانية، التي انتهت بأكبر مأساة في تاريخ الإنسانية ألا وهي إلقاء قنبلتي هيروشيما وناجازاكي. لماذا أنوه إلي هذه المآسي وأنا في منتهي الراحة والهدوء في شنجهاي ولا ينقصني سوي صديقي الحبيب الأديب جمال الغيطاني الذي صاحبني إلي أول تكريم لي في الصين منذ خمس سنوات وافتقد صحبته الآن. السبب أني أريد أن أشير إلي أن هذا الجمال والتقدم والغني المادي لم ينزل في صورة مطر علي الصين ولم يكن هذا حال الصين الشعبية منذ ثلاثين عاماً مضت. كانت البلاد في حال يرثي له قبل هذه الطفرة والحق مازال هناك مدن ومناطق عديدة في الصين في حالة سيئة ولا تقارن من قريب أو بعيد بشنجهاي، الذي لاشك فيه أن المارد الصيني أفاق أخيرا وهذه المرة سوف تبقي الصين دولة عظمي لأن عظمتها هذه المرة مبنية علي التعليم والعلم فقط. في الصباح ذهبت إلي الجامعة حيث يعقد المؤتمر وشعرت بكثير من السعادة الممزوجة بالخجل للحفاوة الكبيرة التي أحيطت بي من زملائي الصينيين بالإضافة إلي علماء كثيرين خصوصا من إيران وتركيا، انهالت علي الدعوات لزيارة الجامعات الإيرانية وكان من الواضح أن مصر لها موقع مميز ليس فقط في عقولهم وإنما في قلوبهم أيضا هم والاتراك، كانت محاضرتي مهداة أولا للسيد الرئيس محمد حسني مبارك لجهوده غير المسبوقة للسلام في العالم والشرق الأوسط، وثانيا لأخي الحبيب أديب مصر الكبير جمال الغيطاني بدعواتي له باكتمال شفائه والآن سوف أحاول أن ألخص الشطر العلمي من محاضرتي وهو أيضا تلخيص لما سبق أن شرحته في مقالاتي السابقة عن جهودي في فهم نظرية الكم كأول خطوة لاستكمال برنامج توحيد القوي الأساسية في الطبيعة وبالذات وضع نظرية كاملة تجمع كلاً من نظرية النسبية ونظرية ميكانيكا الكم في إطار نظرية واحدة وهو ما يعتقد كثير من زملائي أني نجحت فيه بمفهوم غير كلاسيكي للموضوع. ونكمل غدا