كتب - القس : رفعت فتحى رومان إن الكنيسة هي ضمير المجتمع، ودورها أن تشجع كل مؤسسة في المجتمع إذا أحسنت وأن توبخها إذا أفسدت ومن هنا يجب أن يستمر صوت الكنيسة نقياً وغير خاضع لأي ضغوط سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وعندما تفشل الكنيسة في أن تكون ضمير المجتمع النابض، تفقد دورها الذي يجب أن تقوم به، وتضيع رسالتها التي كلفت بها، إن الكنيسة الحقيقية هي التي تقف دائما مع الحق وتناهض الظلم، مهما كلفها هذا الأمر من تضحيات. من هذا المنطلق أردت أن أسلط الضوء، علي الدور الذي قامت به الكنيسة المشيخية الأمريكية -Presbyterian Church of USA - في مناصرة القضية الفلسطينية، وذلك في المحفل العام للكنيسة، الذي عقد في يوليو الماضي بمنيابوليس - مينيسوتا، الذي كان لي شرف حضوره بدعوة خاصة بصفتي الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي. بناء علي اقتراح من عدد من المجامع التي تتكون منها الكنيسة المشيخية الأمريكية (عدد مجامع الكنيسة المشيخية الأمريكية مائة وأربعة وسبعون مجمعا)، تم تشكيل لجنة من أكثر من أربعين عضوا من القساوسة والشيوخ والشباب برئاسة القس كارين ديمون Karen Dimon للنظر في أوضاع الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة، مع التركيز علي الجانب الإنساني للقضية، وقد استمرت اللجنة في عملها لمدة يومين ثم عرضت ما توصلت إليه علي المحفل العام وكانت المناقشات ساخنة إلي درجة كبيرة، وفي البداية حاول البعض تأجيل اتخاذ قرار في القضية، بحجة أن المسئولية تقع علي كل من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، أو بحجة أن التفاصيل غير معروفة لنا بوضوح، بينما أصر قطاع كبير علي التركيز علي المعاناة التي يعانيها الفلسطينيون داخل قطاع غزة، وفي الكثير من الأراضي الفلسطينية، وكان تناول القضية من هذا المنطلق الإنساني الذي يترجم رسالة الكنيسة، التي هي دائما مع الحق والعدل والحرية والمساواة، وإذا ما فقدت الكنيسة هذه الرسالة، فقدت أهم ما يميزها، بل انتفي السبب من وجودها. وبعد النقاش المستفيض والملتهب، واستمرار الشد والجذب، توصل المحفل العام إلي قرارات تاريخية غير مسبوقة، وكان أهم هذه القرارات: أولا:- الدعوة إلي الوقف الفوري للعنف سواء كان من الإسرائيليين أو من الفلسطينيين، وضرورة أن يجلس الطرفان معا لبدء مفاوضات سلام جادة وحقيقية لإنهاء مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط. ثانيا:- الدعوة إلي انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما يحقق العدالة لجميع الأطراف. ثالثا:- الدعوة إلي التجميد الفوري لبناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ووقف ما تقوم به إسرائيل من ضم ومصادرة الأملاك والأراضي الفلسطينية في القدسالشرقية. رابعا:- التأكيد علي حق إسرائيل في الوجود كدولة ذات سيادة وضمن حدود دولية آمنة ومعترف بها دوليا. خامساً:- شكل المحفل العام للكنيسة المشيخية الأمريكية فريقا لرصد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، من سبعة أعضاء، ومتابعة تنفيذ سياسة الكنيسة في المنطقة. وقد أطلق علي تقرير هذه اللجنة «كسر الجدران» «WALL BREAKING DOWN THE» وقد تمت الموافقة عليه من قبل المحفل العام بنسبة 83% وهي نسبة غير مسبوقة في الموافقة علي قرار يتعلق بالشرق الأوسط. أود أن أشير إلي أنه سبق المحفل العام، عقد ندوة خاصة بقضية الشرق الأوسط تحدث فيها الكاتب الإسرائيلي أبراهام بورج AVRAHAM BURG وهو وزير سابق وعضو سابق في الكنيست الإسرائيلي، وهو معروف بالموضوعية والنزاهة.