وبدأت الأسئلة وبدأت الآراء النقدية الذكية والهبلة والبريئة والمتهمة معا. فالفنانة فلانة وجدت في أداء الفنانة الظريفة فلانة تكرارا وأنها لم تخرج عن سابق الأداء وأنها غير مناسبة لدور الأم فهي أصغر منه وأنها- وأنها.. وعكست الفنانة الناقدة في رأيها شعورها الفظيع «بالحسد» وتحول نقدها إلي «نميمة» «أعوذ بالله». وراح شاب خفيف الظل ظريف الحضور فكاهي يصف سخافة الزملاء المضحكين المتواجدين في العديد من الأعمال يزخرفون ثقل ظلها بالفكاهة الثقيلة التي لا يتحملها الموقف وبدأ حضورهم تهريجا وارتجالا وهبلا وهطلا. وظهر الممثل الشاب المسرحي التليفزيوني المرموق والذي يندفع حاليا نحو القمة الشبابية بسرعة الصاروخ خارج حدود وقاره وسنه وبدأ يتباري مع من حوله من «عيال ظرفاء» في التظارف وإلقاء النكات والقفشات السخيفات المميتات، رغم أن دوره كما يقول صناع «مسلسله» يحمل معاناة الأجيال يا ولداه وبدا الشاب الأكاديمي تائها في دور متناقض داخل عمل لم يتحدد منذ بدايته «هدفه ولا غرضه» هل هو عميل ينقل لنا «معاناة جيل» أو منوعات فكاهية أو صراع الحريم علي ديك البرابر المحروس.. وانتقلت عدوي «الظرف والكوميديا القاتلة» إلي جميلات العمل وهن بشهادة الكاميرا جميلات فعلا ولو آمن كل واحد بقدراته العظيمة التي منحها الله له لاسترحنا ولسعدنا سعادة بالغة ولقد ضحك فنان بلدي وهو يسخر من أداء فلان - معلم وكالة البلح- لأنه مثقف وشكله ابن ناس وكأن ما يقدمه في جلبابه شيء محترم ونقي ولهذا جاء ما يقدمه أداء صادقا ونقيا وليس مجرد نقل صورة «قذرة» للواقع فالفن الجيد ليس نقل صورة من الواقع لكنه اختيار محترم وجميل للواقع يخضع لصنعة فنان ولقد تباري نقاد «الشلت» لمهاجمة المسلسل البائس المسمي « » حتي أصبح مجالا لالقاء النكت والملح والسخرية وقد أصدرت نقابة الشلت قرارا بإحراقه وإغراقه تماما وتسميته «كيلوبطة». أما المسلسل الذي أثار الكثير من التعليقات فهو المسلسل الذي أثار أيضا أهم سؤال يؤكد أن الساحة الفنية قبل الساحة الجماهيرية تخلط بين تلقي العمل الفني والحكم عليه من الزوايا الفنية الاخلاقية وتحكم البراءة أو الادانة علي صناع العمل بلا رحمة ولا شفقة بل أن النقد العاجل كذلك يسب بطلة هذا المسلسل شخصيا وليس ما قدمته من شخصية وأنها يجب إعدامها ولا يمكن التعاطف معها لأنها تحب وتحاول الحصول علي زوج محترم ومحام محترم في ظروف صعبة تمر بها وكأن البطلة الممثلة «الجميلة» مؤلفة النص وصانعة الأحداث تتحمل مسئولية الدفاع عن أخلاقيات وتصرفات الشخصية وتتصيدها مذيعة عالية الصوت وتسألها في عنف: وأنتي يا فلانة إيه رأيك في أخلاق الشخصية؟ نوع من العدوان علي حدود مرسومة في الفن - وكأن العمل من تأليفها واخراجها - وليس مجرد تشخيص. والمأساة العظمي - أن الممثلة الطيبة تقع في الخطأ وتتحدث عن الشخصية وتقرن بين مشكلاتها ومشكلات الشخصية. وتدور الكلمات والعبارات الهبلاء البلهاء في الجو وآهو كله في الهجايص إنه زمان المهلبية إذ أمامنا التلفاز ونحن نقزقز اللب و«ندهوس» في الإبداع ياللا - بلا بتاع.