بدا الجمهور الذي استقبله درب "1718" في حفلاته بشهر رمضان الماضي "غريبا"، من وجهة نظر سكان منطقة مار جرجس بمصر القديمة، وهو ما بدا جليا في تعليقات سكان المكان، التي كانت تدور معظمها حول قدرة الدرب علي اجتذاب جمهور مختلف يرونه ربما للمرة الأولي، وهو ما قد يمثل "صدمة ثقافية " بالنسبة لأهل المنطقة، لكن معتز نصر، صاحب المشروع ينفي حدوث تلك "الصدمة" ويقول: "لم يتسبب المركز في صدمة ثقافية بمعناها المعروف لأنني مقيم بهذا المكان منذ عشرين عاما، منذ كان المكان أتيليه خاصًا بي، وكان يساعدني بعض أطفال المنطقة، ويتعلمون الفن مني، وبالتالي رؤية الأجانب والجمهور من الطبقات الاجتماعية والشرائح الثقافية المختلفة، وكذلك استقبال أنشطة فنية أخري كالموسيقي والأفلام وغيرهما لم يكن مستغربا بالنسبة لهم. ويقول نصر عن مغزي وجود المركز في هذا المكان: كان هدفنا ألا نتعامل مع الفن علي أنه للصفوة، وإنما باعتباره حقا إنسانيا علي الجميع أن يستمتع به، لذا اتسم المكان بانفتاحه علي المنطقة واستقبال الجميع، ومشاركتهم في حضور الفعاليات المستمرة واحتكاكهم بالحضور من مختلف الفئات، مما تسبب في رفع الذوق لدي سكان المنطقة، أيضا وجود الدرب جعل المحافظة تهتم أكثر بنظافة المكان. تم افتتاح "درب 1718 " عام 2008 كمركز فني وثقافي يهتم بالفنون المعاصرة، اسمه يبدو غريبا ، فدرب تعني طريق أما الأرقام فهي أرقام خاصة بصاحب المشروع معتز نصر ولها دلالتها الخاصة عنده، جاء المركز كنتاج لحلم نصر، نفذه بعد احتكاكه بالعديد من الفنانين والمؤسسات الفنية المصرية والأجنبية، وبعد متابعة كيفية صناعة الفن والفنان علي مستوي العالم. فكرة أن حصة المواطن المصري من الفن التشكيلي تساوي 45 قرشا فقط!، كانت هي دافع نصر لأن يتحرك في تحويل هذا الحلم إلي واقع بدأ ب"الدرب" والذي يشاركه إداريا الفنانة ميريام مخول والفنانة ميادة سعيد، كما دعمه في البداية كل الفنانين من الأصدقاء لتحمسهم لهذه الفكرة ، وهو ما حدث فعليا فعلي مدار عامين كان للدرب أجندة وأهداف واضحة. وأضاف: من الأهداف أيضا ان استطاع درب 1718 تدعيم وتقديم الشباب من الفنانين بغض النظر عن الدراسة الأكاديمية من عدمها، وقدم الدرب عددا من الفنانين مثل علي عبد المحسن، ومي الحسامي، وهاجر مسعود ونهي هشام والنحات صلاح بطرس. وتابع معتز: أيضا من أهم أهداف المركز التبادل الثقافي، فنحن مقصرون جدا في الاهتمام بهذا الاتجاه، رغم أهميته الكبيرة في استدراك العديد من المشاكل والمعوقات في فهم الآخر، يتمثل التبادل الثقافي بدرب 1718 في المعارض النوعية واللقاءات المفتوحة وكذلك ورش العمل التي يجتمع بها الفنانون المصريون مع الفنانين من الجنسيات الأخري، كل هذه الأنشطة الثقافية بتمويل خاص مني مع بعض الدعم من جهات ومؤسسات خاصة ورجال أعمال. وأكد معتز أنه مع بداية الموسم الثقافي والفني الجديد تزدحم أجندة "درب 1718" بالفعاليات الثقافية ومن المهرجانات السنوية التي يستضيفها الدرب، مهرجان "مواويل" في شهر رمضان الكريم 2011، أيضا مهرجان "نبضة فن" في يونيو القادم، ويسبقهم مهرجان "تدوير المخلفات" وعروض الأزياء وذلك في مايو القادم.