حالت اشتراطات السلامة البحرية الدولية التي أقرتها المنظمة الدولية وبدأ الالتزام بها في مصر أول أكتوبر الجاري دون مشاركة «العبارات» العاملة في موانئ البحر الأحمر في موسم الحج هذا العام حيث لم تستطع توفيق أوضاعها في الوقت المحدد إضافة إلي أسباب أخري تتعلق بالجدوي الاقتصادية لعمليات التشغيل وتقارب أسعار رحلات «الطيران» مع رحلات «البحر» ولكن تلك الأسباب التي أدت إلي موسم حج يقتصر علي الرحلات الجوية والبرية ليس من بينها ما يروج له البعض حول الدور الجبار لرجل الأعمال الهارب ممدوح إسماعيل في البحر الأحمر وربما يحاول هؤلاء التمهيد لعودة إسماعيل تحت ضغط أنه يتحكم في عبارات البحر الأحمر وأن غيابه يؤثر في موسم الحج. قال سمير عبدالقادر ممثل شركة «نما» للتنمية السياحية إن عدم قيام الشركة بنقل حجاج القرعة هذا العام يتعلق بأسباب اقتصادية بحتة وليس له أية علاقة بضغوط خارجية أو داخلية وإنما يرتبط بعدم اتفاق الشركة مع وزارة الداخلية حول شروط نقل الحجاج ورغبة الشركة في عدم اقتصار رحلات عباراتها علي نقل حجاج القرعة والذين لا يتخطي عددهم 4 رحلات واستمرار تشغيل العبارتين طوال الشهر في رحلات أخري. نفي عبدالقادر وجود أية ضغوط لممدوح إسماعيل علي أي وكيل ملاحي داخل موانئ البحر الأحمر مؤكدًا أن عدم توافر العبارات الموفقة لأوضاعها وفقا لاشتراطات السلامة البحرية الدولية «IMO» يعتبر سببًا رئيسيًا في عدم نقل الحجاج بشركات السياحة عبر البحر. أشار إلي أن الشركة تمكنت من توفيق أوضاع العبارتين «مودة» و«مسرة» وتقوم حاليا بتجهيز العبارة «محبة» وسوف ننتهي من ذلك مع بداية شهر فبراير المقبل. أكد عضو اللجنة العليا للحج والعمرة أن ارتفاع التكاليف اللازمة لتجهيز السفن وفقا للمواصفات العالمية تسبب في عدم التزام الوكلاء الملاحيين بها لوقت متأخر حيث تتجاوز تلك التكاليف نحو 2 مليون دولار لتجهيز المركب. قال عبدالقادر إن الشركة تقدمت بطلب لوزارة النقل للمشاركة في نقل الحجاج برا عن طريق ميناء ينبع بحيث يتم نقلهم من ميناء سفاجا وحتي ميناء ينبع ثم يتم نقلهم بالاتوبيسات إلي السعودية وذلك في محاولة لتوفير حج بري منخفض التكاليف للفئات محددة الدخل لافتا إلي أن الوزارة لم تحدد بعد موقفها بالرفض أو القبول لتلك المبادرة. كانت وزارة الداخلية قد أعلنت منذ وقت مبكر إلغاء حج القرعة بحرا هذا العام وخصص مجلس الوزراء مبلغ 35 مليون جنيه لدعم حجاج القرعة للسفر جوا بدلاً من السفر بالبواخر. وكشف مصدر بهيئة موانئ البحر الأحمر عن أن العبارتين القاهرة والرياض التابعتين لشركة القاهرة للعبارات المملوكة لوزارة النقل والعبارة «عمان» المملوكة لشركة الجسر العربي رغم توافق أوضاعها مع المواصفات العالمية فإنها ليست بمواصفات السفن اللازمة لنقل الحجاج وتقوم فقط برحلات سريعة لنقل العمالة. وأوضح أن إعلان الشركة الوطنية للنقل البحري عن عرض العبارتين «وادي النيل» و«دهب» للبيع يرتبط ارتباطًا وثيقا بعدم القدرة علي توفيق أوضاعهما وفقا لاشتراطات السلامة البحرية الدولية وهو ما ينعكس علي انخفاض عدد العبارات العاملة بموانئ البحر الأحمر.