لأول مرة يشهد موسم الحج هذا العام عدم سفر أى من الحجاج بحرا، عبر الموانئ المصرية مباشرة إلى الأراضى المقدسة بالسعودية، من خلال موانئ سفاجا والغردقة والسويس، واقتصر سفر الحجاج هذا العام على السفر جوا عبر الطيران، وبرا عبر ميناء نويبع ومنه إلى ميناء العقبة الأردنى ليستكمل الحجاج بعد ذلك رحلاتهم مستقلين السيارات ومتوجهين إلى الأراضى السعودية. وأعلنت هيئة موانئ البحر الأحمر عدم وجود حج بحرى، بعدما امتنعت جميع الشركات المشغلة للعبارات العاملة بالموانئ المصرية، التى تنقل الركاب مباشرة من مصر إلى السعودية عبر موانئ سفاجا والغردقة والسويس عن الاشتراك فى نقل الحجاج هذا العام سواء حجاج السياحة أو القرعة، وأحجمت هذه الشركات عن التقدم للممارسة التى أعلنت عنها وزارة الداخلية لنقل حجاج القرعة، مبررة ذلك بأن رحلات الحج لم تعد اقتصادية، فيما أرجعت الداخلية ذلك إلى شروط السلامة وعدم توافقها مع مواصفات الاتفاقية الدولية لافتقاد العبارات لسلامة الأرواح فى البحار. وأرجع أحمد الشامى رجل الأعمال البحرى عدم سفر الحجاج بحرا إلى عدم وجود عبارات عاملة فى موانئ سفاجا والغردقة والسويس تصلح لنقل الحجاج، مشيرا إلى أن سوق نقل الركاب بحرا أصبح غير مشجع للمستثمرين، وأنه يتدهور منذ عام 2006، حيث كان يعمل بالموانئ المصرية نحو 37 عبارة، فى حين انخفض عددها حاليا حتى وصل إلى 12 عبارة بما فيها العبارات العاملة فى ميناء نويبع الذى يسافر من خلاله حجاج البر مستكملين رحلاتهم بالسيارات. وأضاف الشامى أن تدهور الوضع دفعه إلى الانسحاب بعباراته العاملة فى نقل الركاب بالموانئ المصرية ليعمل فى نقل البضائع وبعيدا عن الموانئ المصرية، مشيرا إلى أن العبارات الموجودة حاليا فى ميناءى سفاجا والغردقة اللذين يتم نقل حجاج البحر من خلالهما - لا تصلح لنقل الحجاج ولم توفق أوضاعها لتتوافق مع شروط منظمة السلامة البحرية باستثناء عبارة واحدة، بالإضافة إلى أن ميناء السويس توقف تماما عن نقل الركاب. وأوضح سعد خليفة - عضو لجنة النقل بمجلس الشعب وعضو مجلس إدارة شركة القناة للتوكيلات الملاحية - أن عدم سفر الحجاج بحراً هذا العام لم يكن مفاجئاً، بعدما فشلت كل محاولات وزارة النقل فى إعادة تشغيل ميناء السويس، الذى شهد هذا العام توقف وامتناع جميع العبارات عن العمل خلاله، مبررين ذلك بأن الرحلات عبر الخط الملاحى (السويس - جدة) غير اقتصادية، لأنها رحلة دولية طولها 615 ميلاً، وتتكلف كثيراً، كما أن العبارات لكى تقوم برحلات دولية تحتاج لتجهيزات إضافية تتعلق بأجهزة الاتصالات وأدوات السلامة والأمان. وأشار خليفة إلى أن وزارة النقل فشلت كل محاولاتها لإعادة تشغيل ميناء السويس الذى كان ينقل سنوياً فى موسم الحج قبل 2006 ما يقارب 20 ألف حاجٍ، وحوالى مليون راكب طوال العام، واليوم توقف هذا الميناء تماماً عن نقل الركاب. وأضاف أن هذا العام لن يسافر فيه حجاج بحراً، فى الوقت الذى كان يسافر فيه قبل 2006 ما لا يقل عن 25 ألف حاج عن طريق البحر عبر موانئ السويس وسفاجا والغردقة، تشمل حجاج قرعة وحجاج جمعيات أهلية وسياحة، بالإضافة إلى حجاج البر الذين كانوا يسافرون عبر ميناء نويبع، وكان يقترب عددهم سنوياً من 5 آلاف حاجٍ. كل هذه المؤشرات كان من نتاجها أن اللجنة العليا التى شكلها علاء فهمى وزير النقل فى مايو الماضى لمتابعة أعمال الحج والعمرة، ولتكون تحت إشرافه وبرئاسة رئيس قطاع النقل البحرى، لم تجتمع سوى مرتين أو ثلاث، وفقا لتأكيدات المصادر.