رحبت واشنطن بقرار لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها بسرت الليبية أمس الأول الذي أعطي الإدارة الأمريكية مهلة شهرًا إضافيًا: لمحاولة إنقاذ مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب في بيان «نثمن إعلان الجامعة العربية دعم جهودنا الرامية لتوفير الظروف التي تتيح إجراء مفاوضات مباشرة للمضي قدمًًا»، مضيفًا: سنواصل العمل مع الأطراف ومع شركائنا الدوليين لدفع المفاوضات إلي الأمام من أجل التوصل إلي حل الدولتين وتشجيع الطرفين علي اتخاذ تدابير بناءة. ويأتي ذلك بعد قرار وزراء 13 بلدًا عربيًا أعضاء في لجنة المتابعة العربية أمس الأول في اجتماعهم بسرت عقد اجتماع بعد شهر لبحث الحلول البديلة التي يطرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذا ما فشلت المفاوضات مع إسرائيل. جاء ذلك فيما أيدت لجنة المتابعة العربية قرار السلطة الفلسطينية رفض مواصلة المفاوضات المباشرة مع «إسرائيل» ما لم تقرر الأخيرة تجميد أعمال الاستيطان في الضفة الغربية. وعلمت «روزاليوسف» أن الاجتماع شهد خلافًا سوريًا قطريًا وصل إلي حد التلاسن وتبادل الاتهامات ما بين الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر الذي ترأس بلاده لجنة المتابعة وبين يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم وسفيرها بالقاهرة.. وهو الخلاف الذي برر الغياب المتعمد لوزير الخارجية السوري وليد المعلم وترك التمثيل للمندوب الدائم رغبة من دمشق أن يكون اشتباكها مع قطر علي هذا المستوي، ونشب الخلاف عندما طلب الشيخ حمد إعادة ترتيب بعض البنود والفقرات في البيان المنتظر صدوره عن اللجنة.. وهنا اعترض المندوب السوري وطلب من رئاسة الاجتماع الحديث تحت بند نقطة نظام التي تستخدم دبلوماسيًا لوقف النقاش إذا كان للدولة أو الوفد اعتراضات جوهرية علي سير جلسة الاجتماع أو إغلاق باب المناقشة، وتحدث المندوب السوري موجهًا كلامه لوزير خارجية قطر قائلاً من الواضح أن هذا البيان مطبوخ ولن نتعامل معه وهو ما رفضه رئيس الوزراء القطري بشدة قائلاً نحن لا نطبخ الأشياء. اللافت أن المندوب السوري خرج منتشيًا باشتباكه وذهب لوزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ليسأله عن رأيه قائلاً عجبتك؟! واكتفي أبوالغيط بالرد عليه بابتسامة دبلوماسية. من جانبها كشفت مصادر عربية ل«روزاليوسف» إن يوسف أحمد يستعد لترك منصبه سفيرًا لسوريا في القاهرة ومندوبًا دائمًا لها في الجامعة العربية وسيعود لبلاده ليصبح وزيرًا للإعلام. المثير أيضًا أن عباس ذهب للجلوس علي مقعد فلسطيني في حين إن مكانه خلال هذا الاجتماع هو الجلوس علي المنصة لولا تدخل الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وإلحاحه علي الرئيس بالجلوس علي المنصة، التي شاركه فيها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي ورئيس الوزراء القطري.. وظل يتحدث أبومازن عن الضغوط التي يتعرض لها في هذا التوقيت وطرح البدائل المتاحة أمامه في حال استمرار الوضع علي ما هو عليه، وهي حسب ما أوضحت مصادر دبلوماسية ل«روزاليوسف» أنها تشمل دعوة الإدارة الأمريكية إلي الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67، خاصة في وجود سوابق مثل إقليم كوسوفو. كما تحدث عن إمكانية الذهاب إلي مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها «القدسالشرقية» وقال إن السلطة تريد وقفًا تامًا للاستيطان لا مجرد تجميد. من جانبه أكد أحمد أبوالغيط في رده علي سؤال «روزاليوسف» فور انتهاء الاجتماع أن مسألة سحب المبادرة العربية لم تطرح علي المناقشات ولم يتناولها أحد في أحاديثه داخل الاجتماعات، وأكد أن هناك مطالبة عربية بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة، مشيرًا إلي أن ما يتحدث عنه البعض من حلول جذرية لرفع الحصار عن طريق حشد الجيوش وإعلان الحرب ليس بالأمر المطروح. وقال أبوالغيط، في تصريحات صحفية للمحررين الدبلوماسيين: إن أبومازن طرح أمام الاجتماع عددًا من البدائل التي من الممكن أن تلجأ إليها السلطة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات المباشرة، مضيفًا: «لا نرغب في الحديث عن هذه الخيارات حاليًا، ونفضل الانتظار لمدة الشهر الذي حدده اجتماع لجنة المتابعة للاجتماع من جديد للنظر في تطورات الموقف». وأشار أبوالغيط إلي أن مسألة اللجوء إلي مجلس الأمن لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة أمر ليس مطروحًا في الوقت الحالي، لافتًا إلي أن المطروح حاليًا هو إتاحة الفرصة للولايات المتحدةالأمريكية لكي تستمر في جهدها من أجل تحقيق التجميد الكامل للاستيطان علي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وفي حال نجاح هذه الجهود، وقتها سيعود الفلسطينيون للمفاوضات، وتتحرك الأمور، وإذا لم تتحرك الأمور خلال شهر ستعود لجنة المتابعة مرة أخري للاجتماع ويقوم الرئيس الفلسطيني بطرح الخيارات التي تحدث عنها خلال الاجتماع التي طلب ألا يتم الكشف عنها.