سمعت أن التصدق من المال يزيده، فهل إن تصدقت بنية أن يزيد مالي أكون مرائيًا؟ أي هل يحسب لي أجر؟ أم يبقي عملي كفافا، لا لي ولا علي؟ ويجيب الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية قائلاً: «إن النصوص الشرعية حددت الثواب في الصدقات سواء كانت صدقات واجبة وهي الزكاة أو صدقات غير واجبة وهي ما يتطوع به الإنسان من دفع بعض أمواله في وجوه الخير زيادة علي مال الزكاة، حيث تدل النصوص الشرعية أن الصدقات تحقق أمرين هما الأمل في ثواب الله عز وجل، ونمو المال الذي تخرج منه هذه الصدقات، فمثلاً قول الله عز وجل: «من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون» فالآية تشمل الثواب من الله عز وجل ونمو المال في الدنيا، والذي يتصدق ببعض أمواله وهو يقصد الحصول علي الحسنيين فأنعم به، أما الذي يقصد فقط نمو المال فهذا في رأيي صورة ليست قابلة للوقوع، وإنما المتصور أن يطمع الإنسان في فضل الله، فالثواب هو المقصد الأول. وعلي فرض أن قام شخص بإخراج الصدقة لنمو ماله، فهذا في رأيي فيه إساءة أدب مع الله عز وجل، لأنه كان يعرض عما بينه الله عز وجل للمتصدقين، ويرفض منحة من الله سبحانه وتعالي، ويقرب من هذا ما بينه العلماء من أنه من الأمور المكروهة تقديم الآخر علي نفسه في الصف من صلاة الجماعة، فكأنه يعرض عن الثواب المأمول فيه من الله عز وجل. ويقول بعض العلماء: من المكروه الإيثار في القربات والطاعات، لأن كل إنسان محتاج إلي فضل الله المتمثل في ثوابه، ورفع منزلته، وكأن الإنسان بتصرفه هذا يرفض منحة الخالق سبحانه وتعالي. ويقول الشيخ محمد عبدالعزيز رئيس لجنة الفتوي بالأزهر فرع الجيزة: إن الصدقة تزيد المال بركة ولا يشترط أن تزيد كم المال فلها فوائد كثيرة منها: 1- زيادة الأجر والثواب «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة» البقرة آية 261 . 2- تطهر الإنسان من آفة البخل والشح والأنانية والطمع والفردية. 3- تخلص الإنسان من أسر المادة وعبودية الشهوة. 4- تعطي الإنسان حب الرحمة والحنان والتعاون والرضا والقناعة وراحة الضمير. 5- تحول الصدقة بين الإنسان وعبادة المال الذي يجر إلي الكذب والزور والغش والسرقة والاختلاس. 6- تحقق الصدقة العدل الاجتماعي بين الناس فلا يزداد الأغنياء غني ولا يزداد الفقير فقرا. ولا يشترط أن يتصدق المسلم بعشرة جنيهات فيكسب عشرين جنيهًا، ويجوز إظهار الصدقة ويجوز إخفاؤها «أن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتأتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم سيئاتكم» سورة البقرة.