كشفت معلومات دقيقة حصلت عليها «روزاليوسف» تفيد بأن وزارة الخارجية ممثلة في الصندوق المصري لدعم التعاون الفني مع أفريقيا قامت بإعادة تسعين خبيراً مصرياً من مختلف أنحاء القارة علي مدار العام الجاري وذلك بسبب ملاحظات علي أدائهم وفق المهام المنوطة بهم بالإضافة إلي إعادة هيكلة تشهدها خريطة توزيع الخبراء المصريين في أفريقيا وفق أولويات السياسة الخارجية في أفريقيا. ومن جانبها قالت مصادر دبلوماسية لروزاليوسف أن الاتجاه الآن ينصب علي توفير الخدمات والرعاية الصحية للدول الأفريقية سواء عن طريق إرسال القوافل الطبية أو إنشاء المراكز الصحية لاسيما في ضوء توجيهات وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بزيادة التواجد المؤسسي المصري داخل دول حوض النيل من خلال إقامة مراكز طبية ومراكز للتأهيل المهني والحرفي بحيث يتم خلال الخمس سنوات المقبلة إنشاء ما لا يقل عن مركزين طبيين في كل دولة من دول حوض النيل وضرورة تركيز الصندوق علي القيام بدور مؤثر يصل للقاعدة العريضة من شعوب دول الحوض ويساعدها علي تطوير قدراتها في جميع المجالات الحياتية. في حين رفضت السفيرة فاطمة جلال أمين عام الصندوق في تصريحات خاصة لروزاليوسف اعتبار مسألة إعادة الخبراء مذبحة لهم مشيرة إلي أن مصر لديها الآن 222 خبيراً في مختلف المجالات منتشرون حول القارة وأن الأمر لا يتم حسابه بالكم ولكن بالكيف والكيف هنا خاضع للعديد من الاعتبارات المحددة بالسياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا وأضافت أن ما تم هو عملية تنقية فالخبير المصري نعتبره سفيرا من نوع خاص وبالتالي ليس مجرد شخص يبحث عن وظيفة أو عقد عمل بالعملة الصعبة فهذه ليست مهمة وزارة الخارجية وكذلك لا يتناسب هذا الأمر مع وضعية الخبير المصري وأكدت أن خريطة توزيع الخبراء كانت تشهد إعادة قراءة وليس معني ذلك أنه سيكون هناك إحجام في إرسال الخبراء خلال الفترة المقبلة بل علي العكس سيتم تكثيف إيفاد الخبراء ولكن مدد قصيرة أو لبضعة شهور وفق ما تقتضيه المهمة المنوطة بهم لافتة إلي أن الأولوية ستكون للأطباء أو للمجال الصحي بصفة عامة ولكن فيما يخص المدرسين فإن الأولوية ستكون لمعلمي اللغةالعربية لأن مصر مهتمة بنشر اللغة العربية في أفريقيا وتسعي لكي تكون العربية هي اللغة الثانية للعديد من الدول الأفريقية الشقيقة. وقالت إن عملية اختيار الخبراء خلال المرحلة المقبلة ستتم وفق المعايير التي تتطلبها المقتضيات المصرية في أفريقيا ولن تقتصر فقط علي المكانة العلمية أو الخلفية الأكاديمية للخبير. ومن ناحية أخري وحول مشاركتها في مؤتمر الاتحاد الأوروبي لتنمية جنوب السودان والذي انعقد مؤخراً في بروكسل بمشاركة دول الاتحاد وعدد من الهيئات والمؤسسات الدولية المانحة العاملة في جنوب السودان قالت فاطمة جلال إن هناك إجماعاً دولياً ومن قبله إجماعاً للأشقاء في جنوب السودان علي حيوية الدور والتواجد المصري الفاعل في جنوب السودان في جميع المجالات والجهد المصري الدءوب في توفير أوضاع تنموية أفضل للأشقاء في جنوب السودان ورفضت الإدعاءات التي تقول إن مصر اهتمت بالجنوب علي حساب الشمال السوداني وقالت إننا متواجدون في جميع أنحاء السودان في الشمال والجنوب والغرب والشرق ولدينا العديد من القوافل الطبية التي يتم إرسالها إلي دارفور فضلا عن المنح والمساعدات كما إننا نقوم بتدريب كوادر الشمال في جميع المجالات ونرسل أيضا قوافل طبية والأمر نفسه بالنسبة للشرق لافتة في هذا الإطار إلي أن مصر سيكون لها مشاركة فعالة في المؤتمر الدولي الذي تستعد الكويت لاستضافته في ديسمبر المقبل حول تنمية شرق السودان. وأضافت أن الدور المصري في جنوب السودان نزيه ويسعي لبناء المواطن في الجنوب واستدلت بذلك علي أحدث المشروعات المصرية في الجنوب وهو إقامة مدرسة داخلية لتعليم البنات كاشفة أن السبب في ذلك هو ضمان استمرار الجنوبيات في التعليم للتغلب علي بعض المعتقدات القبلية في الجنوب والتي تتطلب من الزوج أن يقوم بخطف زوجته لاتمام الزواج وعادة ما تتم عملية الخطف أثناء ذهاب البنات إلي المدرسة لذا قررنا إنشاء مدرسة داخلية لنضمن استمرار البنات في التعليم.