أغسطس الماضي.. وبينما كان البعض يشكك في قيام وزارة الخارجية بسحب 22 خبيرًا مصريا من الصومال خوفًا علي حياتهم من جراء عملية تحرير الصيادين المصريين من يد القراصنة قبالة السواحل الصومالية، قطعت «روزاليوسف» هذا التشكيك بانفرادها بأسماء وتخصصات الخبراء، فضلاً عن رواياتهم للوضع سواء في منطقة بونت لاند أو صومالي لاند باعتبارهما المنطقتين اللتين يتواجد فيهما خبراء مصر الموفدون من قبل الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا. وتواصل «روزاليوسف» انفرادها بالكشف عن عودة الخبراء الذين سبق سحبهم وسيناريو عودتهم والذي جري وفق المعلومات التي توافرت ل«روزاليوسف» في الآتي: أولاً.. علي مدار الشهور الأربعة الماضية وفيما كان الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا ملتزمًا بتعاقده مع الخبراء المسحوبين ويدفع رواتبهم بانتظام وفق تعليمات أصدرها وزير الخارجية أحمد أبوالغيط صاحبت قرار سحبهم من الصومال، كان الصندوق المصري وأمينه العام السفيرة فاطمة جلال يتابعون تطور الوضع عن كثب مع السفير المصري لدي الصومال سعيد مرسي الذي كان يحيطهم علمًا بمدي إمكانية العودة مرة أخري من خلال اتصالاته بالمسئولين في الصومال وشيوخ وزعماء العشائر في الصومال، هذا فضلا عن المعلومات التي ترد إلي وزارة الخارجية من جهات وطنية توضح أبعاد الصورة أولا بأول. أما الحلقة الثانية من سيناريو العودة.. فجاءت مع مطلع أكتوبر الماضي في هذا التوقيت كانت قد توافرت للخارجية الدلائل أن الوضع بات علي قدر من الاستقرار الذي يمكن معه عودة الخبراء والذين تعتبرهم الخارجية استثمارا للدولة المصرية في أفريقيا ومن ثم فإن الحفاظ عليهم وعلي سلامتهم الأولوية. بعد ذلك تم عرض الأمر من جانب الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا علي الوزير أبوالغيط ليقرر ما يجب اتباعه.. فكان قراره بعودة الخبراء مرة أخري وجعل العودة طواعية لمن يريد -مراعاة للأبعاد الإنسانية- وترك الباب مفتوحا لمن يريد أن يعتذر مطالبًا إدارة الصندوق بترشيحهم لبعثات أخري وفق الاحتياجات التي تطلبها الدول الأفريقية. وبدأت الحلقة الثالثة في منتصف أكتوبر الفائت.. بطرح خيار العودة علي الاثنين وعشرين خبيرا فأبدي تسعة عشر خبيرا رغبتهم الفورية للعودة في حين فضل كل من عادل عبداللطيف محمد ويعمل طبيب باطني ومحمد نبيل العشري ويعمل طبيب تخدير ومحمود عثمان إبراهيم سلام ويعمل طبيب جراحة عظام، عدم العودة مرة أخري علي أن يستكملوا مدة تعاقدهم في دولة أفريقية أخري. لتبدأ بعد ذلك الحلقة الأخيرة في سيناريو العودة التي تمت علي مرحلتين.. إذ تم إرسال خمسة خبراء إلي «بونت لاند» وهم بهجت عبدالهادي عبدالعزيز «طبيب جراحة عامة»، السيد علي محمود عياد «طبيب نساء وتوليد»، عبدالشكور أحمد حسن «طبيب ممارس عام»، أحمد محمد عبدالعال «طبيب أطفال»، وبعد ذلك تم إرسال الدفعة الثانية التي تضمنت عودة أربعة عشر خبيرًا إلي «صومالي لاند» وهم العارف عبدالرحمن محمود «مدرس لغة عربية»، حسن كمال الركابي «مدرس لغة عربية»، صلاح أحمد محمد إسماعيل «مدرس رياضيات»، محمد عبدالله حلبي محمد «مدرس رياضيات»، محمد كمال عبدالعزيز أبوالغار «مدرس فيزياء»، عابدين محمود إبراهيم الدسوقي «مدرس فيزياء وكيمياء»، رمضان حامد عبدالعظيم «مدرس لغة عربية»، أحمد محمود سالمان محمد «مدرس لغة عربية»، أيمن محمد بيومي عبدالله «مدرس رياضيات»، أحمد زكريا السيد محمد «مدرس أحياء»، أيمن فخري زكي عابدين «مدرس كيمياء»، جمال فتحي محمد مدين «طبيب تخدير وعناية مركزة، عصام محمد حسن عبيد «مدرس لغة عربية»، محمد توفيق عطية سليمان «مدرس لغة عربية». ومع مطلع ديسمبر الجاري توجه السفير المصري لدي الصومال إلي كل من بونت لاند وصومالي لاند والتقي بالخبراء ووقف بنفسه علي جميع الترتيبات الخاصة بهم.. ليبدأوا صفحة جديدة مع الصومال وأهله وهم علي ثقة أن بلدهم لا يتهاون في الحفاظ علي سلامتهم.