عقب ساعات من انتهاء سريان قرار اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية توصلت اسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة امريكية الي اتفاق لمواصلة التفاوض لمدة اسبوع بغية التوصل لحل وسط بشأن الاستيطان الذي استؤنف بالفعل في الأراضي الفلسطينية. وذكرت الصحف الاسرائيلية ان الرئيس محمود عباس وافق بعد مشاورات اجراها المبعوث الأمريكي جورج ميتشل علي الانتظار اسبوعا قبل اعلان موقفه النهائي بشأن المفاوضات المباشرة وهو ما أوضحه ايضا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة قائلاً إن الموقف النهائي سيتحدد بعد اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في الرابع من اكتوبر المقبل. وبينما دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الي مواصلة المفاوضات المباشرة قائلاً «أوجه نداء إلي الرئيس عباس كي يواصل المفاوضات الجيدة والنزيهة التي بدأناها في محاولة للتوصل الي اتفاق سلام تاريخي بين شعبينا اعتبر الرئيس الفلسطيني عملية السلام «مضيعة للوقت» إذا لم تمدد اسرائيل قرار تجميد الاستيطان. وفي مسعي أمريكي لحل عقدة الاستيطان اجرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أمس مباحثات هاتفية مع نتانياهو ومبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام توني بلير. وبينما قال الناطق باسم الخارجية الامريكية بي جيه كراولي ان ادارة الرئيس باراك أوباما تواصل جهودها من اجل ضمان استمرار المفاوضات المباشرة التي انطلقت قبل ثلاثة اسابيع بواشنطن أوضحت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان وزير الدفاع ايهود باراك يعكف علي بلورة حل وسط يحول دون نسف المفاوضات وفي الوقت ذاته يسمح باستئناف أعمال البناء جزئياً. وفي الوقت الذي طالب فيه نتانياهو المستوطنين بضبط النفس ووزراءه بعدم التحدث لوسائل الاعلام عن الاستيطان اعلن وزير المواصلات يسرائيل كاتس اعتزامه شق طريق جديد بين مستوطنة «كريات اربع» ومدينة الخليل بتكلفة 20 مليون شيكل داعياً المستوطنين الي استئناف البناء. وفي حين احتفل آلاف المستوطنين بمناسبة انتهاء قرار التجميد بوضع حجر الاساس لروضة اطفال في قرية نفاتيم تظاهر نشطاء حركة «السلام الآن» الاسرائيلية قرب منزل نتانياهو مطالبين إياه بتمديد التجميد لاعطاء فرصة للمفاوضات. علي صعيد المصالحة الفلسطينية اكد موسي ابومرزوق رئيس المكتب السياسي لحماس ان الفصائل الفلسطينية ستحتفل قريباً في القاهرة بانجاز المصالحة عبر التوقيع علي الورقة المصرية موضحا انه سيتم اعلان المصالحة علي قاعدة لا غالب ولا مغلوب. وأشار إلي أنه سيعقد اجتماع ثان بين حركتي فتح وحماس في دمشق خلال الاسبوع المقبل للاتفاق مع النقاط الخلافية المتبقية بشكل شامل ولفت الي انه بعد الانتهاء من ورقة التفاهمات ستقوم مصر بدعوة جميع الفصائل للقاهرة للتوقيع علي الاتفاق واعلان المصالحة. وأوضح ان مسار الحوار الجاري حاليا بين الحركتين تم الاتفاق عليه في مكة حيث التقي مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس. وأعرب أبو مرزوق عن أمله في أن يتمكن الطرفان، في الاجتماع الثاني من تحقيق اتفاق شامل ومكتوب لانهاء الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، بما يمكن من الانتقال إلي مرحلة جديدة للعمل المشترك.