أتناول أجري من هذه الجريدة مقابل أن أعلن ما أفكر فيه، وما أفكر فيه هو ما أعتقد أنه صحيح فلسفيا، بمعني أنه يحقق للناس الخير الأسمي أو يقترب من ذلك، وأنا علي وعي بأنني لا أمثل التيار السائد أو الذي يثير إعجاب الناس، وأنني فرد بين أقلية، غير أنني اكتشفت منذ وقت طويل أن المرض هو وحده ما ينتظرني عندما أمتنع عن مصارحة الناس بما أفكر فيه، وأنا أريد أن أكون صحيحاً معافي طوال الوقت، هناك ثلاث نقاط، الأولي هي حكاية الصورة الفوتوغرافية التي نشرتها جريدة الأهرام التي رآها البعض فبركة غير مهنية، ودافع عنها البعض الآخر بوصفها فعلا صحيحاً لا يتعارض مع المهنة، هذا هو ما أقر به عدد من أصدقائي وهو من أصحاب أقوي العقول في مصر، وهو ما يجعلني أوجه إليهم سؤالا محددا.. إذا كان هذا الفعل صحيحاً من الناحية الفكرية والمهنية والفلسفية، إذا كان يحقق الخير الأسمي للمصريين أو بعضا منه، فهل تنصحوننا وتنصحون بقية منشوراتنا ومطبوعاتنا بأن تمشي علي نفس الطريق؟ أم أن هذا الفعل مطلوب ومحمود وصحيح لمرة واحدة فقط؟ انتهي حديثي في النقطة الأولي والنقطة الثانية هي، ليسمح لي الإخوة الشجعان بأسئلتهم الشجاعة في الفضائيات بلفت نظرهم لوجود ستارة يختبئ خلفها الإنسان بينما هو يدلي بصوته في الانتخابات، أية انتخابات وكل الانتخابات، هذا هو ما نسميه سرية التصويت وهو حق من حقوق الإنسان، وهو أيضا حجر الزاوية في الديمقراطية، في مواجهة صندوق الاقتراع يقف اثنان فقط، أنت وضميرك، أنت ورغبتك وإرادتك الحرة، الهدف من وجود هذه الستارة هو أن تكون وحدك تماما عن أي تأثيرات، إنها أعلي لحظات الحرية الهدف من وجود هذه الستارة هو حماية الناس من الضعف البشري وبقية العواطف السلبية، لذلك فلم يكن من حق الأخ عمرو الليثي أن يحاصر وحيد حامد بسؤاله: لو جمال مبارك رشح نفسه.. حا تنتخبه؟ أمر آخر.. لا داعي لتفعيل وتنشيط غريزة الصيد والقنص في مواجهة ضيوف برامج الفضائيات، لا تنسوا أن الاسم الذي أطلقته عليهم المهنة هو.. الضيوف، لا داعي لأن تنشغل بمحاصرة ضيوفك لكي تنتزع منهم اعترافا بأنهم ضد الإخوان وضد الدولة بنفس القدر.. لا داعي لأسلوب.. اطلع يانمس ياللي ضد الحكومة وضد الدولة.. هيه.. طلعت لكم واحد ضدكم أهو.. وعامل نفسه معاكم.. اطلع يا نمس. النقطة الثالثة هي حكاية المستقلين في العمل السياسي وحقهم في الترشح للرئاسة في مصر، لا يوجد مستقلون في العمل السياسي، كل مشتغل بالسياسة هو جزء من جماعة أو ممثل لجماعة سياسية اجتمعت حوله لأنه يمثل فكرة يؤمن بها أفراد الجماعة، لا أهمية لعبقرية فرد في العمل السياسي يتحرك بمفرده، لابد أن يكون ممثلا لحزب أقول ذلك لصديقي وحيد حامد الذي يطلب مساحة أكبر للمستقلين في انتخابات الرئاسة المقبلة. لابد من وجود فريق ينضم إليه أبو تريكة، وأن ينزل هذا الفريق أرض الملعب في مواجهة الفرق الأخري في مسابقات الدوري والكأس المحلية، ثم علي مستوي القارة ثم علي مستوي الدنيا، بهذه الطريقة فقط نتمكن نحن من التعرف علي قدرات أبو تريكة، ليس من حقه أن يكون لاعبا مستقلا، يلعب متي يشاء ومع من يشاء علي أي أرض ومع أي فريق، عليه أن يختار فريقا ليلعب باسمه. هذه هي السياسة للأسف ومن يريد أشكالاً أخري منها عليه أن ينتظر إلي أن يتمكن البشر من صنعها.