لا «ضوء أخضر» لأي مرشح حتي الوزراء (1) - القلق الذي يراود بعض مرشحي الحزب الوطني بشأن المجمع الانتخابي لا مبرر له، لأن عملية الاختيار هذه المرة تخضع لضوابط صارمة ومشددة، وليس فيها ثغرة واحدة للواسطة أو المحسوبية. - أولاً: المجمع الانتخابي ليس وحده صاحب سلطة الاختيار، فهو مجرد مرحلة ضمن ثلاث مراحل أخري للفرز والتدقيق، لاختيار أفضل العناصر القادرة علي الفوز في الانتخابات. - ثانيًا: الحزب الوطني لم يعط ضوءًا أخضر لأحد، حتي الوزراء سوف يخوضون معارك شرسة وضارية، وليس مستبعدًا أن يفشل بعضهم في الحصول علي ترشيح الحزب. (2) - ثالثًا: المرحلة الأولي لاختيار مرشحي الحزب الوطني هي استطلاعات الرأي العام لأهالي الدائرة حول شعبية المرشحين وسمعتهم ونزاهتهم وارتباطهم بدوائرهم والخدمات التي يقدمونها. - هذه الاستطلاعات تقوم بها جهات علمية متخصصة وليست حزبية ويشرف عليها أساتذة جامعة متخصصون في هذا المجال، ومن بينهم وحدة استطلاعات الرأي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. - ليس شرطًا أن يكون أفراد العينة أعضاء في الحزب، بل من أهالي الدائرة الانتخابية الذين يحملون بطاقات انتخابية، ولديهم الرغبة في الإدلاء بأصواتهم. (3) - رابعًا: المرحلة الثانية للاختيار هي المجمع الانتخابي، وتتضمن استمارات الترشيح بيانات تفصيلية تساعد في رسم خريطة واضحة المعالم حول أفضل الأسماء المرشحة في مختلف الدوائر. - خامسًا: المرحلة الثالثة هي إجراء انتخابات مباشرة يشارك فيها جميع أعضاء الحزب في كل الدوائر، لاختيار أفضل المرشحين المتقدمين للمجمع الانتخابي. - الانتخابات الداخلية سوف تكون بطريقة الاقتراع السري، كنموذج مصغر لانتخابات مجلس الشعب، وبالتالي تدريب أعضاء الحزب علي كيفية التصويت. - سادسًا: المرحلة الرابعة تحريات الجهات الرقابية حول المرشحين ومن صدرت بشأنهم أحكام قضائية تمس الذمة المالية أو الشرف والسمعة، وغيرها من القضايا الأخري. (4) - ستوضع كل هذه الملفات أمام أعضاء الأمانة العامة للحزب، لتقديم صورة واضحة وواقعية ودقيقة، حول أفضل المرشحين الذين يقع عليهم الاختيار، بمعايير موضوعية. - لن يجامل الحزب الوطني أسماء بعينها، لأن عينيه علي الناخبين أولاً، ويبذل قصاري جهده ليقدم لهم أفضل العناصر التي تحوذ ثقتهم للفوز في الانتخابات. - ليس في مصلحة الحزب الوطني إلا هدف واحد.. أن يكسب ويحقق أغلبية مريحة، فلن ينفعه «زيد» أو «عبيد»، إذا كانت تطارده أي شوائب تضر الحزب. (5) - هذه التجربة تتم لأول مرة، وبطريقة علمية سليمة، وتعتمد علي قاعدة معلومات كبيرة، تتضمن إحصاءات وأرقامًا وبيانات تحدد موقع كل مرشح في الاختيارات. - انتهت العشوائية والواسطة والمحسوبية والذهاب إلي القاهرة لنيل رضا الكبار في الحزب.. فالكبار هم الذين وضعوا هذه الضوابط المشددة، وهم حراسها، والمسئولون عن تنفيذها. - لم تأخذ هذه الآليات حظها من الدعاية والإعلان، ولذلك مازال البعض يحكم علي ما يحدث الآن، بقواعد وهواجس الماضي، غير مدركين التطوير المؤسسي الهائل الذي حدث في السنوات الأخيرة. (6) - هذا النظام الذي يطبق لأول مرة يمزج بين النظامين الفردي والقائمة في اختيارات الحزب الوطني.. الفردي في اختيار مرشحين لهم من القوة والسمعة والشعبية ما يمكنهم من الفوز. - والقائمة في اختيار أفضل العناصر التي يساندها اسم الحزب الوطني وشعبيته وبرنامجه والإنجازات التي تحققت، والبرنامج الطموح الجديد الذي يتم الإعلان عنه قبيل الانتخابات. - تبعًا لذلك فلن يهبط المرشحون علي دوائرهم بالباراشوت من القاهرة، ولكن ستنحاز اختيارات الحزب لمن هم أكثر قدرة علي الدفاع عن قضاياه ومبادئه، والأكثر التحامًا بالناخبين. (7) - هذه الآلية المحكمة لاختيار المرشحين، تدحض تمامًا أوهام وشائعات الصراع بين الحرس القديم والجديد، فلا قديم ولا جديد، والاختيار في النهاية للأفضل. - الحزب الوطني ليس من السطحية والسذاجة ليضرب خبراته القديمة القادرة علي التواصل والعطاء، وفي نفس الوقت يضخ دماء جديدة وعناصر شابة ومن مختلف الأعمار. - إنها المنظومة المؤسسية التي تتطلع إلي اختيار برلمان يقود دفة التشريعات في السنوات الصعبة المقبلة، برلمان يعبر عن إرادة الجماهير، ويدافع عن مصالحهم.