«مفرمة الاختيار» سوف تدهس رءوساً قد أينعت (1) - الشعار الآن هو: «كلم أحمد عز»، وتولد لدي البعض انطباع بأنه «عز» يمتلك مفاتيح الترشيح لمجلس الشعب، وأنه يستطيع أن يختار فلاناً ويستبعد علاناً، وغالباً ما تسمع عبارة «أنا عارف هو أحمد عز». - هذه العبارة منتشرة بالذات بين أهالينا الطيبين في القري والأرياف والصعيد، ويتصورون أن الاقتراب من «عز» أو أحد أصدقائه أو معارفه يختصر المسافات ويقرب البعيد ويفتح الطرق المسدودة. - يتزايد هذا الانطباع بسبب الرحلات المكوكية التي يقوم بها «عز» للمحافظات ولقاءاته الانتخابية مع مرشحي الحزب الوطني، فيبدو في الصورة وكأنه صاحب امتياز الترشيح. (2) - أقسم «عز» أكثر من مرة بأنه لا ضوء أحمر ولا أخضر ولا بنفسجي لاختيار أو رفض أي مرشح.. وبرغم ذلك فهناك من يقول «ياعم.. دا كلام». - «عز» قال في أحد اجتماعاته «اللي يقول إن الحزب اختار فلان، حط صباعك في الحبر الفسفوري وحطه في عينه».. وبرغم ذلك فهناك من يقول: «ياعم.. دا بيخزي العين». - يزعمون أيضا أن المجمعات الانتخابية «لعبة عز» وعاملها تفصيل بالمقاس.. وأن الطريق إلي مجلس الشعب، يمر عبر الدور الثاني مبني الحزب الوطني كورنيش النيل. (3) - لهؤلاء، ومن خلال متابعتي الدقيقة لمجريات الأحداث أقول: لا أحمد عز ولا غيره يستطيع أن يغلب كفة مرشح علي الآخر، لأن النظام هذه المرة ليس فيه ثغرة واحدة. - آليات اختيار مرشحي الحزب الوطني لم تترك باباً واحداً للواسطة أو المحسوبية أو الكوسة، ولكن لأنه نظام جديد يطبق لأول مرة، فلن يصدقه كثيرون إلا بعد أن تظهر نتائجه. - الحزب الوطني، في هذه الانتخابات يريد أن يحصل علي أغلبية مريحة في انتخابات نظيفة ونزيهة وليس فيها تزوير أو تشكيك.. وهي معادلة صعبة تحتاج شرطين أساسيين. (4) - الشرط الأول لحصول الحزب الوطني، علي أغلبية مريحة هو أن يحسن اختيار مرشحيه، ولا يقدم للناخبين إلا من تتوافر فيهم شروط ومواصفات «القبول الشعبي». - الشرط الثاني هو أن يشعر المتقدمون للمجمعات الانتخابية بأن من تم اختيارهم هم الأكفأ والأصلح، في اختيارات تسودها العدالة التي تحقق الارتياح للأعضاء وتضمن ولاءهم. - إذا تحقق هذان الشرطان يمكن أن نقول: «كفي الله الحزب الوطني شر التزوير».. وبالتالي فالكرة في ملعبه وفي مقدوره أن يكسب الاحترام والثقة. (5) - «عز» هو أحد قيادات الحزب الوطني ويلعب دوره في إطار منظومة مؤسسية تنفذ تعليمات وتوجيهات رئيس الحزب الوطني الديمقراطي، الذي يتابع جميع التفاصيل بدقة متناهية. - المنظومة المؤسسية تشمل أيضاً الأمين العام صفوت الشريف والأمناء المساعدين زكريا عزمي ومفيد شهاب وجمال مبارك، وأمانات مركزية وبناء مؤسسي مترامي الأطراف. - دور المهندس أحمد عز هو أمانة التنظيم والذي يشغل هذا الموقع أيا كان اسمه تحدث حوله دائما ضجة وصخب لأنه يمتلك مفاتيح العضوية والتنظيم الداخلي. (6) - المشكلة هي أن استعادة الثقة في وجود كيان حزبي مؤسسي يحترم الاختيارات الديمقراطية سوف تأخذ بعض الوقت، وتجربة الانتخابات الحالية علي المحك، وهي الاختبار الجوهري. - لكن هناك آليات وضوابط صارمة، تؤكد شواهدها أن الحزب الوطني سنة 2010 غير الحزب الوطني 2000و2005 وأنه يدار الآن بطريقة علمية وفق طرز أقوي الأحزاب في الديمقراطيات المحترمة. - تجربة جديدة يحرص الجميع علي توفير كل عوامل النجاح لها، لأنها ستفتح الطريق أمام ثقافة حزبية جديدة، ترسخ مفاهيم الالتزام وعدم الخروج عليها. (7) - أولاً: المجمعات الانتخابية تأخذ إعلاميا أكثر من حجمها فهي ليست صاحبة السلطة الأخيرة في الاختيار ولكنها مرحلة ضمن ثلاث مراحل تمهيدية، قبل الاختيار النهائي. - الهدف من المجمعات هو الحصول علي «تقييم» لجميع المرشحين المتقدمين، ويشارك في هذا التقييم نحو 100 ألف عضو بمتوسط 450 في كل دائرة. - ثانيا: الانتخابات الداخلية.. وهي الآلية الثانية لاختيار مرشحي الحزب، وهي انتخابات عامة مصغرة يشارك فيها حوالي مليون و100 ألف من أعضاء الحزب علي مستوي جميع الدوائر. (8) - ثالثا: استطلاعات الرأي.. وتستهدف معرفة آراء المواطنين العاديين في مرشحي الحزب، وتتم بالاستطلاع الميداني أو التليفوني. - الذي يتولي هذه الاستطلاعات هو وحدة دراسات الرأي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهي جهة مستقلة ومتخصصة وتؤدي عملها بطريقة علمية سليمة. - رابعا: الاختيار النهائي.. يكون للأمانة العامة بعد أن يتم إعداد خريطة رسم بياني لجميع الأعضاء في ضوء الآليات الثلاث السابقة. (9) - إذن هي عملية صعبة ومعقدة ودقيقة، وتعتمد علي أسلوب «التقييم الشامل»، وتستخدم فيها برامج وأنظمة آلية ويكون التدخل البشري فيها في أضيق نطاق. - الحزب الوطني لن يجامل أحداً علي حساب سمعته ومكانته، وأتوقع أن تدهس «مفرمة الاختيار» رءوساً قد أينعت قد يكون بينهم وزراء ليس لهم قبول جماهيري. - عزيزي المرشح.. لا تكلم أحمد عز ولا تتصل به، فلن ينفعك في شيء.. والنصيحة هي: الناخب الأبيض ينفع في اليوم الأسود. E-Mail : [email protected]