انتهت أمس مدة سريان قرار إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية دون ظهور أي مؤشرات رسمية إلي أن حكومة بنيامين نتانياهو ستجدد التجميد في وقت بدأ المستوطنون في نقل مواد بناء الي عمق الضفة لاستئناف البناء. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لم يتسلم أي صيغة أمريكية أو إسرائيلية لتسوية عقدة الاستيطان وأوضح أن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستعقد اجتماعا في الرابع من أكتوبر المقبل بالجامعة العربية لتحديد الموقف العربي من المفاوضات المباشرة في ظل استئناف الاستيطان. وقال عباس في تصريحات صحفية أثناء توجهه من نيويورك إلي باريس حيث يلتقي نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم إن عمرو موسي أبلغه أن موعد اجتماع لجنة المتابعة سيكون في الرابع من أكتوبر بالقاهرة واصفا دعوة الرئيس الامريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلي تمديد تجميد الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية خلال عام بأنها «آمال» وليست «ضمانات» مشددا علي أن الفلسطينيين يطالبون «بوقف كامل للاستيطان لمدة محددة ما دمنا في المفاوضات». وبينما اجتمع المبعوث الامريكي جورج ميتشل مع الرئيس عباس مساء أمس الاول لاقناع الاخير بعدم الانسحاب من المفاوضات عقد بنيامين نتانياهو أمس سلسلة مشاورات مع أعضاء حكومته لتحديد الموقف الرسمي من الاستيطان غير أن مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين أكدوا أن إسرائيل بدأت فعلا في استئناف الاستيطان. وأوضح النائب الاسرائيلي داني دانون أن مواد بناء نقلت إلي مستوطنة ريفافا شمال الضفة لبناء حي جديد فيما قال مسئول فلسطيني محلي إن ما بين 20 إلي 30 منزلا متنقلا وصلت إلي الضفة لإسكان المستوطنين. بدوره شدد وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد أردن علي أنه سيتم استئناف أعمال البناء في الضفة علي الرغم من الضغط الامريكي حتي ولو كان علي حساب المفاوضات وأعرب عن اعتقاده بأن نتانياهو لا يرغب في استمرار التجميد حتي إن أراد فإنه لن يستطيع أن يقوم بتلك الخطوة. في الوقت ذاته دعا عضو الكنيست عتنئيل شنلر مستوطني الضفة الغربية إلي رفض الضغوط الامريكيةوالغربية ورفع رايات البناء علي حد تعبيره، وأضاف: علينا كمستوطنين مشاركين في العمل الصهيوني أن نتذكر أن المسيرة السياسية وتهيئة الاجواء المساندة لإسرائيل هي مصلحة صهيونية لذلك يجب علينا أن نتجنب نداءات الولاياتالمتحدة والعالم الغربي والفلسطينيين بتجميد البناء. من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إن هناك فرصة بنسبة 50% للتوصل الي اتفاق مع الفلسطينيين بخصوص تجميد البناء في المستوطنات. وأضاف في مقابلة مع إذاعة «بي.بي.سي» البريطانية أنه سيحاول اقناع أعضاء حكومته بالحاجة الي حل وسط لكنه قال إنه ليس واثقا من النجاح. وتابع: آمل ألا تنهار المحادثات لكني لا أستطيع أن أعد بذلك. وأكد أنه يشارك الرئيس الامريكي باراك أوباما تفاؤله بأنه إذا تم تجاوز مأزق تجميد البناء في المستوطنات فإنه سيكون من الممكن التوصل إلي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال عام. ويقول: أعتقد أن ذلك ممكن وأعتقد أن الادارة الامريكية تبذل جهدا كبيرا للتوصل إلي هذا الاتفاق من خلال تشجيع الجانبين علي أن يكون واقعيين ويتخذا قرارات. ورأي أن المشكلة الآنية التي تواجه نتانياهو وعباس هي القيود المفروضة عليهما بفعل الضغوط الداخلية، معتبرا أنه سيكون «شيئا غبيا ومأساويا» أن يسمح الطرفان بنسف محادثات السلام. علي صعيد المصالحة الفلسطينية كشف عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عن حل 3 قضايا هي: الانتخابات ومحكمة الانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية وذلك خلال اجتماع حركته مع حماس في دمشق يوم الجمعة الماضي معربا عن أمله في إنجاز المصالحة قبل منتصف أكتوبر المقبل. وقال الأحمد هناك 4 نقاط قيد النقاش وقد تمكنا من الاتفاق علي 3 منها وتبقي القضية الرابعة والأخيرة وهي الأمن مشيرا إلي أن اتصالاً سيجري نهاية الشهر الجاري لتحديد لقاء آخر خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل لعقد جلسة بحضور المختصين بالأمن من أجل التوصل إلي اتفاق سريع حولها. وتابع: حل قضية الأمن سيفتح الطريق أمام إعلان التفاهمات بكاملها ما سيعني التوجه إلي القاهرة من قبل الفصائل التي لم توقع علي الورقة المصرية للمصالحة من أجل التوقيع. وأكد الأحمد أن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة سيفتح الأبواب علي مصاريعها أمام شراكة حقيقية تقوم علي التعددية واحترام ما يتفق عليه.