كشفت أزمة تكرار انقطاع التيار الكهربائي خلال شهر رمضان الفائت أبعادا جديدة للصناعة الخدمية في مصر، فلم تؤثر الأزمة علي خدمة الكهرباء فقط، بل اتسع تأثيرها ليشمل قطاعات أخري كثيرة مثل مصانع الأغذية والمخابز، لكن ما لفت الأنظار هو الهجوم الذي تعرضت له خدمة 140 دليل التي تقدمها الشركة المصرية للاتصالات، فخلال فترات انقطاع التيار الكهربائي كانت المكالمات التي تستقبلها خدمة 140 تتضاعف بشكل غير عادي، مما زاد من فترة انتظار العملاء حتي يقوم أحد موظفي الخدمة بالرد عليهم، وكانت هذه الزيادة في فترة الانتظار خلال شهر رمضان غير مبررة لمستخدمي 140، خاصة بعد أن شهدت الشهور الأخيرة تطوراً كبيراً في نوع الخدمة وسرعة تقديمها. وتسببت هذه الزيادة المفاجئة في توجيه بعض العملاء لعبارات اللوم لمقدمي الخدمة، ووصل الأمر إلي الصحف التي تناول بعضها موضوع هذه الزيادة في فترة الانتظار من منظور واحد، هو انخفاض مستوي الخدمة، إلا أن القائمين علي تقديم خدمة 140 أكدوا أن هذه الزيادة في فترة الانتظار كانت مرتبطة، وبشكل واضح، بزيادة عدد المكالمات التي تطلب أرقام أعطال الكهرباء، التي مثلت شريحة كبيرة من المكالمات الواردة للكول سنتر خلال ساعات الذروة، وأنه بمجرد انتهاء هذه الأزمة عادت المعدلات إلي طبيعتها. ورغم هذه الانتقادات يقول المسئولون عن تقديم الخدمة إنهم يشعرون بسعادة بالغة بالثقة الكبيرة التي يضعها المواطن المصري في الخدمة، لأنه بمجرد مواجهته بأي مشكلة أو أزمة يكون الخيار الأول أمامه هو خدمة 140 التي توجهه إلي الطريق الأمثل لحل مشكلته، وهو بالضبط ما حدث خلال أزمة الكهرباء الفائتة، مشيرين إلي أن أي أزمة من هذه النوع تتعلق بالكهرباء أو المياه أو أي خدمة أخري قد تتسبب وبشكل مؤقت في تضاعف عدد المكالمات الواردة وبالتالي قد تزيد فترة الانتظار بشكل مؤقت، ولكنهم يؤكدون في الوقت ذاته أن مستوي جودة المكالمات لم يتأثر وحافظ علي نفس المعدلات العالية أثناء هذه الأزمة.