هناك عدد ليس قليلاً من دول أوروبا الغربية ناهيك عن أوروبا الشرقية التي جاءت إلي ما يسمي بالديمقراطية المدنية مؤخرًا. علي سبيل المثال إسبانيا والبرتغال لم يعرفا الحكم المدني الديمقراطي إلا حديثا نسبيا.. «سالا زار» في البرتغال و«فرانكو» في إسبانيا كانوا يوصفون في الصحافة الألمانية الغربية بأقبح الأوصاف عندما كنت طالبًا في الستينيات وكنت أصدق كل كلمة. كان جنرال فرانكو هو الرجل الذي يحب الشباب أن يكرهه حسب الصحافة الألمانية.. طبعا صورته بريطانيا وأمريكا علي أنه حليف هتلر وموسوليني وقد كان إلي حد ما ولكنه هو الرجل الذي جنب بلده الدخول إلي الحرب العالمية الثانية حيث بقيت إسبانيا وكذلك البرتغال محايدة والحقيقة هرب كثير من يهود ألمانيا والنمسا إلي أمريكا عن طريق إسبانيا والبرتغال، ومحبو السينما الكلاسيكية مثلي ربما يذكرون فيلم «كازا بلانكا» بطولة «أنجريد برجمان» و«همفري بورجت» الحقيقة أن الجنرال أو كما كان يسميه الإسبان «الجاودلو» أي «القائد» أقول القائد فرانكو هو الذي ربي الملك الحالي خوان كارلوس في بيته وسلمه الحكم بعد موته وبذلك رسخ الديمقراطية في إسبانيا عن طريق الملك خوان كارلوس علي الرغم من أن فرانكو نفي أبيه الملك ألفونسو إلي البرتغال ولم يسمح له أبدا بدخول إسبانيا. إني أري الآن فرانكو بعين مختلفة عن فرانكو الذي عرفته عندما كنت طالبًا ثائرًا علي الأوضاع في ألمانيا الفرق أني عندما كنت طالبًا كنت أشعر كثيرا وأفكر قليلاً وأعلم أقل. أحب أن أظن الآن أني ما زلت أشعر بقلبي ولكني أفكر كثيرًا وأعلم أكثر فضيلة الشباب هي الحماس والتغيير أما فضيلة الشيوخ هي التفكير والإبقاء علي الأسس والأصول. أنا أري مصر الآن من هذا المنظور أريد التغيير المحسوب والحماس المقنن بالخبرة والعقل أعتقد وعلي الرغم من جميع المشاكل والمصاعب التي تواجه مصر أننا نسير في الاتجاه العام الصحيح وهو اتجاه أصح من أغلب دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل وسوف تصل إلي كل ما نريده بما في ذلك مستوي أعلي من الديمقراطية الحقيقية. إذا لم يحدث ذلك أكون مخطئًا وأستحق كل عقاب ونقد ولكن وتحويرا لأغنية أحبها لجون لنن «كل ما أريد أن أقوله أعطي العلم فرصة» أرجوكم أعطوا العلم أولا الفرصة.