عمت الفرحة قاعة مؤتمرات الازهر بمدينة نصر، عندما دخل الرئيس مبارك امس الاول لالقاء كلمته السنوية في الاحتفال بليلة القدر، وقوبل الرئيس بعاصفة من التصفيق والدعاء بطول العمر ودوام الصحة من جانب الحاضرين. أكد الرئيس خلال كلمته ان عالمنا الاسلامي تتوالي عليه الهجمات الشرسة التي تتستر وراء حرية الرأي والتعبير، والصحافة لتشويه صورة الاسلام وتعاليمه، والتجاسر علي مقدساته لتغذية المشاعر المعادية للمسلمين وجالياتهم. وأشار الرئيس الي انه من المؤسف انتقال هذا التطاول من الغرب الي بلداننا بإساءات يرتكبها بعض من أبنائنا بينهم طالب شهرة، وطالب مال وقال: يؤذون مشاعرنا ويتطاولون علي الاسلام عن جهل وافتراء. اكد الرئيس أن الاحتفال يأتي وعالمنا العربي والاسلامي في مواجهة أوقات صعبة، يبدو فيها وكأنه بات مستهدفا في هويته، واستغلال ارادته، ومقدرات شعوبه، ويتجلي هذا فيما يحدث في أفغانستان، وباكستان والعراق ولبنان والسودان والصومال، اضافة الي المخاطر الجديدة التي تتصاعد بمنطقة الخليج وتهدد الاستقرار، وتضع الشرق الاوسط برمته في مهب الريح. واضاف الرئيس ان القضية الفلسطينية ستبقي مفتاح الامن الاقليمي بمنطقتنا والطريق لحل باقي ازمتها وقضاياها لم يعد من المقبول او المعقول ان تراوح عملية السلام مكانها ما بين تقدم وانحسار، وانفراج وانتكاس في وقت تستمر فيه معاناة الشعب الفلسطيني ما بين قهر الاحتلال وانقسام قادته وفصائله. وأكد ان مصر تواصل جهودها لاحياء مفاوضات السلام، واعادة توحيد الصف الفلسطيني، وخاصة اننا عازمون علي مواصلة الجهود للوصول لاتفاق سلام عادل ومشرف يحقق الامن للجميع وينهي الاحتلال ويضع الشرق الاوسط علي مسار جديد ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية، بمسجدها الأقصي وحرمه الشريف. واضاف إننا واعون تماماً لواقع عالمنا العربي والاسلامي وما يطرح من تحديات ومخاطر، إلا أن ايماننا لا يتزعزع في قدرتنا علي مواجهتها والتعامل معها دفاعاً عن قضايا وطننا وأمننا واثقين في الله وتأييده ورعايته فقد كان سبحانه معنا وإلي جانبنا في أوقات الحرب والسلام. وقال ستظل مصر الأزهر حصنا حصينا للاسلام، ورمزا لاعتداله ووسطيته وسماحته، تمضي في طريقها نحو المستقبل حافظة لوحدة ابنائها من المسلمين والاقباط.. موقنة بأن الدين لله والوطن للجميع واعية لمخاطر خلط الدين بالسياسة وراعية لمبادئ المواطنة وما ترسيه لكافة ابنائها من حقوق وواجبات. وأشار الي ان شعبنا يمضي في صنع حاضره ومستقبله بثقة وعزم ويقين ونعلم ان قوتنا في وحدتنا وتماسك مجتمعنا ونعي أن تحقيق طموحاتنا رهن بالتفافنا حول ما يجمعنا لا ما يفرقنا ونواصل الاصلاح علي كافة محاوره من أجل دولة مدنية حديثة ومجتمع ناهض متطور تتصدي لقوي الارهاب والتطرف وتصون مصالح الوطن اينما كانت. وقال: حققنا انجازات عديدة وضعت اقتصادنا علي الطريق الصحيح.. اتاحت لنا مواجهة أزمات عالمية ومكنتنا من الوفاء باحتياجات شعب تضاعف عدد سكانه خلال السنوات الثلاثين الماضية، وأشار الي ان الزيادة السكانية تلقي ضغوطا علي كافة نواحي الحياة في المسكن والمواصلات وخدمات الصحة والتعليم كما تلتهم أولا بأول ثمار ما نحققه من معدلات النمو والتنمية. وفي سياق متصل طلب الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، كافة الطلبات التي تقدم بها الفائزون في المسابقة العالمية للقرآن الكريم أمس الأول، خلال احتفال مصر بذكري ليلة القدر. وعلمت «روزاليوسف» أن اللواء عبد القادر سرحان رئيس قطاع مكتب الوزير، جمع 6 طلبات من الفائزين المصريين، قبل بدء الاحتفال لعرضها علي الوزير اليوم، بالإضافة إلي الطلب الذي قدمه المتسابق المصري عبد الله سمارة للرئيس مبارك خلال استلامه جائزته المالية، التي بلغت 40 ألف جنيه، وقد أخذ الرئيس طلب المتسابق وسلمه للدكتور «زقزوق» للتصديق عليه. الفائز في المركز الأول أحمد سمير عوض خريج كلية أصول الدين منذ عامين، وقد طلب ايجاد فرصة عمل له في حفل الدعوة في محافظته البحيرة، وتحديداً كفر الدوار محل إقامته وقد حصل هذا المتسابق علي جائزة مالية قدرها 57 ألف جنيه. وأكدت مصادر أن الرئيس مبارك وجه بضرورة تذليل جميع العقبات أمام حفظة القرآن الكريم، وتلبية طلباتهم والسماع لشكاواهم في أية أمور أو مشاكل يتعرضون لها. وقال مصدر بالأوقاف بأن الأهالي الفائزين الذين قدموا طلبات للحج أو العمرة ، سوف يسافرون مع بعثة الأوقاف السنوية التي تغادر للأراضي المقدسة في شهر شعبان وقبل عيد الأضحي لأداء فريضة الحج والنزول في المقرات الخاصة بالوزارة في مكة والمدينة المنورة علي نفقة الأوقاف.