من الأمور الطريفة التي أحب أن أتحدث عنها اليوم هي تلك الآفة الاجتماعية التي يثار عنها في الآدب الشعبي المصري وأيضا يتعرض لها برنامج كوميدي في التليفزيون المصري يقدمه شاب «كاريكاتيري» لمقدم برامج جادة مثل نشرات أخبار محلية «سيد أبوحفيظة». حيث يعرض شخصيات في المجتمع تتمتع بسلطة سواء رأسمالية أو سلطوية مثل وزير أو رئيس هيئة أو مؤسسة أو رجل أعمال وعادة ما يحيط بمثل هذه الشخصيات مجموعة من المريدين والمنافقين والممالئين لهذه الشخصية ويتعايشون معها ويقومون بإرضائها بكل الوسائل فكل ما تنطق به هذه الشخصية مؤمن عليه بالإيجاب والاستحسان بل في بعض الأحيان يقال لهذه الشخصية بأنها «فلتة» من فلتات الزمان! ولعل من المشاهد المتكررة أمامي والتي أحب أن أتحدث فيها اليوم والتي أشتق منها عنوان هذا المقال هو أن تلك الشخصية حينما تتواجد في مقامها وحولها مريدوها فإن أي قادم لهذا المجلس مهما كان هدفه، مقصده، طالباً خدمة أو ساعياً لإنهاء مهمة أو حتي للتحية فإن المجالسين لهذه الشخصية تجد من أفعالها تصرفات يجب أن نرصدها ونتحدث عنها فمثلاً إذا دخل صاحب المصلحة أو السائل أو الطالب لهذه الشخصية فإن تلك المجموعة المحيطة تنظر إلي الشخصية قبل أن تنظر إلي القادم أو السائل وتقرأ في عينيها مدي ترحيبها بالزيارة أو بالطالب أو السائل فإذا وجدوا في عين الشخصية ترحيباً صادقاً هللوا لذلك القادم وقاموا بالسلام عليه وربما تقبيله حتي دون معرفة سابقة مرحبين أشد الترحيب به وذلك تدليلاً علي أنه الشخصية «المحورية» صاحبة الجلسة «القعدة» لديها ترحيب يظهر ذلك حتي من نظرات عينيه التي تتلقفها فوراً «الشلة» الممالئه المحيطة بالشخصية في الجلسة بذلك القادم. أما إذا كانت تلك الشخصية حينما سمعت من سكرتيرها بأن «فلانا» قادم للسؤال أو للحاجة وتذمرت تلك الشخصية وهي مضطرة للمقابلة فسنجد أن المريدين والملتفين حوله سوف يتجهمون فور دخول السائل أو الطالب بل سوف ينعكس ذلك علي المقابلة فلا سلام ولا كلام وربما تنذر نظراتهم إلي القادم علي رفضه مسبقاً ولا ترحيبا حتي ولو بالنظر بل ربما مشاركة الشخصية في الاستهزاء به دون حتي سابق معرفة وهي ما سميتها نظرية «صاحب الكلب»!! وتابعوا ذلك معي فسوف تثبت لكم هذه النظرية دقتها وصحتها!!