بالرغم من مشكلة تراجع جمهور المسرح خلال رمضان التي تواجه المسرحيين كل عام، إلا أن عرض «عجايب» بمسرح الطليعة يشهد مفاجأة غير مسبوقة حيث تمتلئ قاعة العرض يوميا بالجمهور رغم أن المسرحية تعتبر من الأعمال التي تقدم عملاً أشبه بعروض المسرح التجريبي، وأبعد ما يكون عن عروض المسرح التي تعد خصيصا لشهر رمضان، فيبدو أن المخرج سمير العصفوري كان محقا عندما قال إن الشباب يستطيعون الترويج لأعمالهم جيدا، لكن مخرج العرض سامح بسيوني كان له رأي آخر حيث قال: لا أعتقد أن هناك تجارب مسرحية مناسبة لمواسم معينة دون غيرها فنحن لا نقدم مسرحًا علي حسب الموسم الذي نعمل به لكن عندما نقدم تجارب مهمة يصبح الموضوع جذابًا للجمهور وإذا كانت هناك عروض أقيمت خصيصا من أجل شهر رمضان فليس من الضروري أن تكون جاذبة لمجرد أنها تقدم من أجل هذا الشهر فمن الممكن ألا تلقي إعجابا من الجمهور والمسألة في النهاية تتعلق بجودة العرض الذي نقدمه. ويضيف: أعتقد أن الجمهور يحب الأعمال التي تتناول قضايا مصرية كما أن الناس مشتاقة لمسرح جيد وهادف يقدم رسالة مهمة وقوية، وبصراحة المسرحيون هم السبب في غياب الجمهور عن المسرح، لأنني والحمد لله منذ اليوم الأول لعرض «عجايب» والجمهور يملأ قاعة العرض سواء من النساء أو الرجال أو الأطفال فهو لم يقتصر علي المسرحيين فقط، كل هذا ولم أبذل أي مجهود يذكر في عمل دعاية للعرض، علي العكس كل ما فعلته في البداية أنني أعلنت فقط خلال أحد العروض بأن العمل سيكون مجانا في رمضان والحمد لله وجدت هذا الإقبال. ويقول: أري أن الدعايا ليست لها أي قيمة، فعلي سبيل المثال هناك روايات أنتجتها الهيئة، وصرفت عليها أموالاً كثيرة في الدعايا والإعلان وفي النهاية لم تجذب الجمهور ولم يرها أحد، فليس هناك أفضل من الدعايا المجانية والدليل علي ذلك فيلم «تروي» الذي كان يتناول ملحمة فنية للإلياذة والأوديسة ولا أحد كان يتصور أن هذا العمل سيكون جاذبا للجمهور بهذا الشكل، لكنه حقق أعلي إيرادات في مصر وقت عرضه، ولم يكن هناك إعلان قوي كما يتصور البعض بل الجمهور يأتي بناء علي آراء أصدقائهم أو أقاربهم، كما أنني أرفض فكرة استغلال الفيس بوك في الدعايا للأعمال المسرحية، لأنه كلام فارغ فمدمنو الفيس بوك لن يتركوه لحظة لمشاهدة عمل مسرحي، لأنه في النهاية بديل حياتي وعالم آخر يعيشون معه، فإذا أردنا أن نعيد المسرح من جديد لابد أن نأتي بخمسة مخرجين جيدين يقدمون خمسة موضوعات جيدة، وقتها سيغير النجوم رأيهم في المسرح وهم من سيطلبون العودة إليه. أما عن العرض فيقول بسيوني: العرض تأليف عاطف النمر ويتناول تاريخ المؤلف المصري في العصور المظلمة حتي هذا الوقت، وما يتعرض له من هجوم وتعب في الدفاع عن أفكاره، والنص تعبيري إلي حد كبير، وفكرته جديدة لأن المؤلف لديه صراع دائما بين عقله وعاطفته ونحن نراه عندما يميل لعقله ونري ما يحدث له عندما يميل لعواطفه، وفي النهاية نجد نتائج ما فعله عبر هذه العصور، وحتي أجسد العقل والعاطفة بداخله كما كتبها المؤلف كان لابد ألا تخرج بشكل مضحك فكان لابد أن أخرج ما يدور برأس هذا الرجل، فبدأ العرض بطلقة الرصاص وفي ظل خروجها تدور أحداث المسرحية كما كتبها المؤلف كفلاش باك، وأغلق في نفس المشهد الديكور الذي يوحي بمدي صلابة حياة هذا الرجل ومكتوب عليه مجموعة طلاسم وحروف وكأن ما يميز عالم هذا الرجل هو الكلمة فقط، وكل شيء في حياته أصبح مرتبطًا بها فعندما أحب كان بالكلمة وعندما دخل المعتقل كان بسببها. ويضيف: الرواية التي كتبها «عاطف النمر»، كانت مكونة من ثلاث شخصيات، «العقل والأستاذ والعاطفة» أخذت هذه الشخصيات وكان من المفترض أن يمثلها أشخاص، بمعني أن كل شخصية تقابله في حياته كان من المفترض أن تقدم بممثلي العقل والعاطفة بداخله لكنني وضعت تصورًا آخر، بإضافة ممثلين آخرين، وأصبحت الرواية ب13 فردًا بدلا من ثلاثة، حيث كان المؤلف يحصر كل الشخصيات التي يقابلها الكاتب في العقل والعاطفة، فكان من المهم أن تمثل كل شخصية بذاتها بدلا من أن تنحسر داخل العقل والعاطفة وجعلتها شخصيات حقيقية حتي يكون الموضوع مقنعًا وبالفعل أعجب المؤلف بهذا الأمر. فيصل ندا يحول مسرحه لأكاديمية فنية يدرس فيها نور الشريف تحت عنوان «أكاديمية الثقافة والفنون» بدأ المنتج فيصل ندا وضع اللمسات الأخيرة لتحويل مسرحه إلي أكاديمية فنية وذلك بعد الأزمة التي تعرض لها مسرح القطاع الخاص طوال الفترة الماضية حيث فكر ندا في استغلال مسرحه الذي لا يعمل منذ عامين كاملين، وتحويله إلي أكاديمية فنية للموهوبين في مجالات متعددة بأسعار رمزية، فعن المسرح والأكاديمية تحدث ندا قائلا: كنت أفكر دائما في إقامة هذا المشروع منذ حصولي علي المسرح ووقتها بالفعل كنت أعد لمشروع دراسة واتفقت مع الفنان نور الشريف حتي يقوم بالتدريس في المكان لكنه للأسف خذلني ولم يتم المشروع وقتها، لكن لم أبدأ في التحضير لمشروع متكامل لهذه الأكاديمية إلا منذ عامين فقط، لأنني أردت أن يكون كيانا متكاملا وليس مجرد مشروع وإنما ستكون أكاديمية لها مجلس أمناء ومدير خاص بها وهو عادل سعيد. ويضيف: همي طوال الوقت أن أحارب الفن الهابط بكل أشكاله لذلك فكرت في هذه الأكاديمية التي من المقرر أن تكون نافذة للشباب الموهوبين، لكن في نفس الوقت سيظل المسرح يقدم عروضا مسرحية كما هو، فبعد العيد سوف تبدأ بروفات العرض المسرحي «أحبك آه.. أتجوزك لأ» للمخرج حسام الدين صلاح، وكان العرض قد تعرض لتوقف وتعطيل عامين كاملين لأنني كنت أبحث عن نجمين كبار لتقديمه وحاليا تجري المفاوضات مع تامر حسني ورولا سعد. أما مدير الأكاديمية عادل سعيد فقال: الأكاديمية بتعريفها اللغوي هي المكان الذي يتم فيه البحث والتدريب فهي معمل الاختبارات وبالتالي سوف تكون الخبرة هي العامل الأساسي للتدريب والتواصل بين الأجيال فكل من سيقوم بالتدريب في هذه الأكاديمية لابد أن يكون علي درجة عالية من الموهبة وقد تم الاتفاق بشكل مباشر مع الفنانة دلال عبد العزيز وبالطبع سيكون هناك آخرون لكن لم تتحدد أسماء بعد. ويقول: تفتح الأكاديمية أبوابها لكل الموهوبين في مجالات متنوعة فلن نقتصر علي مجال بعينه وإن كنا سوف نعطي الأولوية في البداية لدراسة السيناريو لأنه هو العمود الرئيسي لأي عمل فني لكن تتضمن أيضا الدراسة في الأكاديمية مشروعات متعددة منها الأفلام التسجيلية والمسرح الغنائي ومسرح المونودراما وسوف يتم الإعلان عن فتح الورش التدريبية بالأكاديمية خلال شهر أكتوبر المقبل مع بداية العام الدراسي وسوف تكون هناك تصفية أولية عن طريق اجراء اختبارات ثم نبدأ الدراسة بشكل مكثف ورسوم الالتحاق بالأكاديمية ستكون رمزية جدا أيضا سوف يتم افتتاح عروض الأكاديمية التي ستكون نتاجا للورش المقامة بها بأسعار رمزية للجمهور العادي. علي الجانب الآخر، يقدم مسرح فيصل ندا خلال شهر رمضان عددًا من السهرات والأمسيات الفنية منها ليلة «المسحراتية» التي يقدم فيها مجموعة من الشباب أعمال الشاعر الراحل فؤاد حداد.