في مسلسل «بالشمع الأحمر» يسرا تفيض عذوبة وإنسيابية سواء في انفعالها المحسوب الهادئ وتوترها العاطفي خلال مجريات الأحداث، فهي تعيش أزمة الصراع بين الواجب الوظيفي وبين غريزتها كأم فكيف تلف بيديها حبل المشنقة حول رقبته وهي تمتلك كتابة التقرير الشرعي الذي يمكن أن ينقذه من الإعدام، لكن هل تخون ضميرها المهني وتساعد المجرم حتي لو كان ابنها في الإفلات من يد العدالة، لا أحد يمكن أن يجسد هذه المشاهد المأساوية إلا نجمة مثل يسرا لها حضور نفسي قوي يفرض وجوده داخل عقل وقلب المشاهدين فهي لا تفاجئ الجميع بردود أفعالها دفعة واحدة وإنما يحسب ليسرا أنها تتحكم في تقديم درجات الانفعال والصعود بها من الحد الأدني للصدمة حتي البكاء والانهيار مما يكسر حدة الحاجز النفسي بينها وبين المشاهدين، بل إن كل عبارة تتفوه بها تكاد ترتبط بتعبير تمثيلي مختلف يكسو وجهها لذلك تضمن لنفسها طريقة مميزة وأسلوبا مختلفا في تجسيد المواقف والأحداث، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال محاولاتها الجادة للتخفيف عن ابنها الذي يجسد دوره محمد إمام، فقد حاولت أن تمتص إحباطات فشله العاطفي بعد أن سيطر عليه الاكتئاب، وبقلبها المفعم بالصدق والقلق تدرك أن هناك شيئًا غامضا لذلك تتخبط في دوامة الشك والقلق والظنون حتي تصطدم بأزمة طاحنة يصبح ابنها متهما وهي التي تسلمه ليد «عشماوي».