بحالة من القلق تنتظر الفنانة يسرا ردود الفعل عن الحلقات الأولي من مسلسلها «بالشمع الأحمر» والذي تعتبره مميزا ويحمل مقاييس الاختلاف من حيث الموضوع والتقنيات وطريقة الطرح، يسرا بالرغم من قلقها قالت إنها في أيد أمينة مع مخرج العمل سمير سيف ومدير التصوير طارق التلمساني ومنتجها جمال العدل وعن مسلسلها وكواليس التصوير تحدثت يسرا في هذه السطور: • في البداية ما الذي جذبك لمسلسل «بالشمع الأحمر»؟ - أمور كثيرة أهمها أن شخصية الطبيبة المتخصصة في مجال الطب الشرعي لم يتم تقديمها علي الشاشة من قبل ولم يتناول أي عمل هذا العالم الواسع والملئ بالتفاصيل بينما يكتفي صناع أي عمل بالإشارة إلي هذا المجال بأن يقولوا هذا تقرير الطب الشرعي دون معرفة أي شيء وكيف يخرج هذا التقرير. والصعوبات التي يواجهها المتخصصون في هذا المجال. ولذلك عندما عرضت علي مريم ناعوم ثلاثة موضوعات اخترت هذا الموضوع. • وكيف تم الاستعداد لهذا المسلسل لتجنب الأخطاء التي تحدث عادة في الدراما عندما يتم تناول أعمال في مجالات متخصصة؟ - هذا العمل أخذ حقه في البحث والدراسة سواء من جانب الورشة المكونة من ستة كتاب من بينهم مريم ناعوم ونادين شمس ونجلاء الحديني ومحمد فريد، كما استعان الدكتور سمير سيف بعشرة مجلدات متخصصة في مجال الطب الشرعي بالإضافة للاستعانة بفريق من الأطباء في الأقسام المختلفة من المشرحة والمتخصصين في مجال الطب الشرعي والحقيقة لم يبخل علينا أحد بأي معلومة ودائمًا نستشيرهم في كل المصطلحات والمواقف المتعلقة بهذا التخصص. • ولماذا وقع الاختيار علي اسم «بالشمع الأحمر»؟ - الاسم مرتبط جدًا بطبيعة الموضوع، فالشمع الأحمر يتم استخدامه دائمًا في هذا المجال خاصة عندما يتم العثور علي حرز معين أو تحويله من مكان لمكان آخر أو عندما يتم إرساله للمعمل الجنائي وحتي التقارير يتم وضع الشمع عليها ضمانا للدقة وعدم التلاعب، ولهذا وجدنا أن الاسم مختلف ومناسب لطبيعة الموضوع. • ولكنك قمت بتقديم دور الطبيبة العام الماضي في مسلسل «خاص جدًا» ألم تخشي أن يتهمك البعض بالتكرار؟ - لا يوجد أي تشابه من حيث الشكل أو المضمون بين العملين والمشاهد سوف يكتشف ذلك، فالعام الماضي قدمت دور الطبيبة النفسية التي تحاول أن تساعد الناس في التغلب علي مشاكلهم وهواجسهم النفسية وحاولنا من خلال هذا العمل أن نعيد الثقة بين الطبيب النفسي والمريض وننفي فكرة خاطئة هي أن الطبيب النفسي متخصص في علاج المجانين فقط. وهناك كثير من الأحيان نكون جميعًا في حاجة للذهاب للطبيب النفسي. ولكن هذا العام أقدم طبيبة متخصصة في مجال صعب وربما هو خفي عن كثير من الناس وهي سيدة اسمها «فاطمة» مختلفة تمامًا في الظروف وربما الشخصية عن السيدة التي قدمتها العام الماضي. • وهل وضعت مسبقا ملامح لهذه الشخصية؟ - هي سيدة تبدو جادة جدًا ودقيقة خاصة أنها تعمل في مجال يحتاج لتركيز عال جدًا وحرصت أن يبدو ذلك واضحًا علي ملامحها خاصة أنها تتخذ قرارات مصيرية هي والمتخصصون في هذا المجال حيث تتولي مهمة تشريح عدد من الجثث لكشف أدلة وحقائق عدد من الجرائم التي تحدث بجانب أنها سيدة قوية ومخلصة جدًا في عملها وتتعرض لكثير من المشاكل والمضايقات لأنها تحرص أن يخرج عملها بشكل دقيق وترفض الفساد أو تغيير الحقائق لأنها تعمل وفقًا للقسم الذي أدته عند توليها مهمة العمل في الطب الشرعي. • وهل سيتم التركيز علي الجانب العملي في حياة هذه الطبيبة فقط؟ - بالفعل هناك تركيز علي حياتها ويومياتها كطبيبة لأني أردت أن أكشف للمشاهد هذا العالم المجهول وكيف يعمل هؤلاء الأطباء في ظروف صعبة حيث قد يفاجأ الطبيب أو الطبيبة بتليفون في منتصف الليل للحضور لحدوث جريمة، كما أنهم دائمًا يحاولون طوال الوقت أن يصلوا للمعلومة الحقيقية البعيدة عن الشك لأن الضمير هنا هو الرقيب الأول لأنه لا يوجد مجال للأخطاء خاصة أن قرار الطبيب الشرعي قد يؤدي بمتهم إلي حبل المشنقة وقد ينجيه من الموت. وهناك قضايا أخري كثيرة يناقشها المسلسل وكلها جريئة ومن بين الناس. • ولكن يبدو أن شخصية الدكتورة «فاطمة» سوف تكون مثالية، هل هذا حقيقي؟ - هي سيدة قوية أو تبدو كذلك في كثير من المواقف وتحارب الفساد وتتفاعل مع الجرائم التي تتولي العمل فيها بتفان وإخلاص ولكن هذا ليس معناه أنها مثالية ومن عالم آخر ولكن يمكن أن نقول إنها تؤدي عملها بشكل صحيح. بالرغم من كل الضغوط التي تحاصرها، ولكن هي تعيش في مشاكل كثيرة مما أدي لانفصالها عن زوجها وتحاول مثل كثير من الزوجات إبعاد الابن عن والده وفصله هو الآخر مثلما انفصلت هي من قبل. • وهل يمكن أن نعتبر هذه الطبيبة ناجحة في مجال العمل وفاشلة كزوجة وأم؟ - ليس بهذا المعني ولكنها تمثل حالة مثل كثير من السيدات اللاتي يواجهن مشاكل في زواجهن ويكون الحل الأقرب لها هو الانفصال وتقرر وقتها أن تكثف تركيزها وقتها لأبنائها، وأنا في هذا المسلسل أكون أمًا لمحمد عادل إمام وأخصص له كل حياتي ولكن للأسف يتعاطف هذا الابن مع والده ويحملها مسئولية هذا الانفصال لدرجة أنه ينضم إليه بدون علمها وهو ما يجعلها مثل المجنونة عليه من كثرة حبها له وتقف بجواره أيضًا عندما يقع في ورطة فهي أم حنونة جدًا مثل كثير من الأمهات لها أخطاء ومميزات ولكن لا أحب أن نطلق عليها لقب فاشلة. • وهل بالفعل تتناول الأحداث جرائم قتل حقيقية؟ - هذا حقيقي كل الجرائم التي تناقشها الأحداث وقعت بالفعل ومأخوذة من سجلات وملفات المشرحة ولكنها طبعا تم إغلاقها وهي حوالي ثماني جرائم متنوعة بين قتل واغتصاب و«DNA» وغيرها، هذا بجانب الجريمة الأساسية التي تدور حولها أغلب الأحداث وهي من تأليف ورشة العمل التي قامت بكتابة السيناريو.. وقد حرصنا أن نتناول موضوعات وحوادث وقعت بالفعل حتي يصدقها الجمهور. • وما هي قصة العفاريت الموجودة في المشرحة التي تحدث عنها فريق العمل؟ - هي ليست عفاريت بالمعني الحقيقي الذي يعرفه الناس ولكنهم يقولون هذا الكلام كنوع من التهريج يجعلونني أخاف لأنني بالفعل أشعر ببعض الخوف عندما يحدث أي حركة أو يصدر أي صوت يقولون لي دول عفاريت «سعد وصباح»، ولكني بالفعل اكتشفت أن هذه المشرحة بالرغم من أنها مبني واحد، إلا أن ما يحدث فيها يجسد معني الحياة، فأحيانا أسمع صوت صريخ وبكاء في حجرة وفي حجرة أخري بنفس المبني أسمع صوت ضحك وزغاريد وعندما اسأل الأطباء يقولون لي في هذه الحجرة ربما تكون جثة قتيل داخلة أو خارجة من المشرحة وفي الحجرة الثانية ربما ثبتت براءة أحد المتهمين في أي جريمة. • كيف تعاملت مع الجثث في المشرحة؟ - رفضت دخول المشرحة الحقيقية وقلت لن أدخلها أبدا، واتفقنا أنه سيتم بناء مشرحة داخل الاستوديو وسوف يحضرون لي جثثا لممثلين وليست حقيقية لأن للميت حرمته ولن نعرض مشاهد لجثث حقيقية، لكن المشاهد سوف يصدق أنها حقيقية لأني أقول كثيرا أنا رايحة المشرحة وأقوم بتصوير مشاهد أتعامل فيها مع الجثث وأقوم بالتشريح، هذا بجانب عرض مشاهد واضحة للجريمة وكيفية تنفيذها. • وهل يمكن أن يدخل هذا المسلسل ضمن نوعية أعمال الرعب؟ - هو ليس كذلك، لكنه تشويقي من الدرجة الأولي ويتم تصويره وتقديمه بحرفية عالية جدا ربما لم يقدمها عمل آخر في الدراما التليفزيونية من قبل وأحداثه مثيرة ومليئة بالقتل والدم والجثث، لكن لا يمكن اعتباره رعبًا لأن الرعب عادة يكون من أشياء مجهولة أو لا نعرفها. • لاحظت أنك سعيدة بهذا العمل فما السر في وراء ذلك؟ - لا أخفي أنني تعبت جدا في التحضير وتصوير أحداث ومشاهد هذا المسلسل، لكن مع ذلك استمتعت جدا لأني اكتشفت كثيرًا من الأمور التي لم أكن أعرفها من قبل بمعني أنني تعلمت أشياء من هذه الدكتورة وتعرفت علي مجموعة مصطلحات جديدة يستخدمها الأطباء الشرعيون من بينها «القطرامين» وهو اسم يطلق علي البرطمان ومصطلحات لم أجد نطقها بسهولة، لكن تدربت عليها كثيرا حتي أستطيع نطقها بثقة ليصدقني المشاهد.. وأستطيع أن أقسم أن هؤلاء الأطباء يبذلون مجهودا غير عادي خاصة أنها تعطي نوعًا من الأمان للناس ويعملون عملاً جلياًل لمجتمعنا. • من خلال خبرتك في الدراما التليفزيونية، كيف تقيمين مسلسلك «بالشمع الأحمر» وسط ما يعرض في رمضان؟ - تعودت من خبرتي ألا أتوقع شيئًا أو بمعني آخر لا أنتظر شيئًا، لكن أتمني دائمًا النجاح لأني أحرص علي أن أخصص كل وقتي وجهدي ليخرج العمل في أفضل صورة وأحاول أن أقدم عملا متكاملا يليق بجهودي الذي يثق في اختياراتي ويدعمني في كل عام. • لكن ألم تشعري بالتعب من هذا المشوار الطويل والمنافسات الدائمة التي تدخلين فيها؟ - بالفعل أشعر بالتعب، لكن سرعان ما يزول هذا الإحساس عندما أشعر بحب الناس وأستطيع أن أقول إنني أتنفس من شغلي ويكفيني أن الفن أعطاني حب الناس وأشعر بخوفهم علي طوال الوقت، لذلك طوال الوقت أحترم الناس وأعمل لهم ألف حساب في اختياراتي وتصرفاتي ودائمًا أقول إنه علي قدر ما آخذ من الفن فهو أيضًا أعطاني الكثير وصاحب فضل علي، لذلك لا تصدقي من تقول إن الفن أخذ مني، فالفن ليس بخيلا. • لكن ما الأمنية التي تتمنينها طوال الوقت؟ - الحمد لله عمري ما تمنيت شيئًا لأني صاحبة قناعة غريبة أو يعتبرها البعض كذلك وهي أن الذي يأتي من عند ربي أفضل بكثير من الذي أتمناه. • ولماذا لم تقومي بتقديم حلقات برنامجك «العربي» خلال شهر رمضان فالبعض يعتبره موسم البرامج الجديدة؟ - حرصت منذ وقت تصويره ألا يتم عرضه في شهر رمضان حتي لا يتسبب في أثر سلبي علي مسلسلي، خاصة أن المسلسل يتم عرضه في نفس الشهر، لذلك خشيت أن يشعر المشاهد بالملل.. كما أنني حريصة علي البرنامج، فالمسلسل هو أهم من أي شيء ويكفي أن المشاهد ينتظر العمل الذي تظل تحضر له طوال العام.. والحقيقة أنا استفدت جدا من هذا البرنامج وتعلمت منه مثلما تعلم المشاهد لأنني لا أعتبر نفسي محاورة أو مذيعة، لكنه كان عبارة عن فيلم وثائقي عن النماذج المشرفة في مجتمعنا ليكون وسيلة لمقاومة الأمور السلبية التي يمر بها العرب.