تشهد الساحة الانتخابية بالقاهرة مع قرب انتهاء شهر رمضان رمضان نشاطا مكثفا لمرشحي الانتخابات البرلمانية للدورة القادمة لكسب تأييد الأهالي لتسويق أنفسهم داخل دوائرهم الانتخابية، حيث استغل عدد كبير من المرشحين فرصة رمضان بإقامة موائد افطار وسحور وتوزيع شنط رمضانية علي الأسر كتب عليها اسم المرشح القائم بالتبرع. أبناء الدوائر الانتخابية إلا أن علماء الدين كانت لهم وجهة نظر اخري في مسألة موائد الإفطار التي يقيمها مرشحو الانتخابات..وخلال الأيام الماضية كان هناك سباق من المرشحين في إقامة موائد إفطار الصائمين، والرأي الشرعي فيها فحول موائد الإفطار والسحور الانتخابية حيث قام أحد المرشحين بتوزيع 5 آلاف حقيبة تشمل احتياجات رمضان علي الأهالي في الحارات والشياخات كما حدد الثلاثاء من كل أسبوع خلال شهر رمضان موعدا لسحور جماعي يجمع كل مرة شياختين بالحي. ومع ذلك يري المرشحون أن ما يتم تقديمه في رمضان ليس لدعاية انتخابية، في حين يقوم البعض بالمجاهرة بما يقدمه للأهالي من حقائب رمضان ومساعدتهم نقدا. ويعتبر مسجد السيدة نفيسة مرتعا وملتقي للمرشحين وأهالي الدائرة، فيما يدور الصراع من أجل البقاء بين المرشحين الجدد والنواب الحاليين، ولجأ أهالي من الخليفة إلي مرشحين في دوائر أخري للحصول علي حقائب رمضان ومساعدتهم ماليا . الملفت أيضًا أن أحد رؤساء الأحياء لم يقم مائدة الرحمن الخاصة به بنطاق الحي الذي من المنتظر أن يتصارع فيه علي مقعد البرلمان، حيث أقام المائدة بطريق القاهرةالاسكندرية الصحراوي، وعلي حد قوله إنه يقيمها سنويا ولا ترتبط لديه بأية مناسبة أو هدف ولا يبتغي منها إلا وجه الله. الرأي الشرعي وحول وجهة النظر الشرعية أوضح الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ان من يقوم من المرشحين في الدوائر الانتخابية بعمل موائد إفطار او سحور شعبية بغرض الدعاية الانتخابية لا ثواب له فيها ولا جزاء لأنها لم تقم للفقراء من أجل الله، وإنما هي لهدف وغرض الدعاية الانتخابية ، ودلل علي كلامه بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنيات " مؤكدا أن النية أصل العمل وعليه يجازي المسلم ، ومادام الشخص الذي يقيم مائدة رحمن يستهدف من ورائها الدعاية لنفسه في الانتخابات فلا جزاء له . وعن امكانية الجمع بين نية إطعام الفقراء ونية الدعاية للانتخابات أوضح الشيخ محمود عاشور أنه لا يوجد شيء اسمه نيتي فلا يجوز للشخص الجمع في فعل الخير بين نية تحصيل مصلحة دنيوية ، وبين نية تحصيل الثواب من الله، فالنية لتحصيل الثواب لابد وأن تكون خالصة لله لا يشاركها شيء من مصالح الدنيا ولا الرياء والشهرة ، وكل هذا غير متحقق في الموائد التي يقيمها المرشحون للانتخابات في دوائرهم الانتخابية اللهم إلا إذا كان هذا من باب العادة التي عرف بها الشخص كل عام سواء في الانتخابات أو غير الانتخابات. كما انتقد الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه استغلال البعض هذه الموائد في الدعاية الانتخابية. لما فيه من رياء، وأكد أن هذا السلوك يضيع الثواب. لأنه ليس لوجه الله تعالي. لأن هدفه استقطاب الناخبين أو لفت الانتباه. فقد جعل صاحب المائدة في هذا شريكاً آخر لله. وفي الحديث القدسي. قال الله تبارك وتعالي: "أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه". من جانبها علقت د. عفاف النجار عميد كلية الشريعة الإسلامية بأن الصدقات يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالي، فلا يشوبها أية شائبة ولا يسعي فاعلها من ورائها إلي تحقيق أية مكاسب، كما أن أعمال الخير لا يجب أن ترتبط بأية دعاية انتخابية، وإلا لن تلقي الثواب. وقالت الدكتورة عفاف : "إن هذه التصرفات يرفضها الإسلام لأنها أعمال تتم تحت شعار الدعاية والترويج وليس القصد منها وجه الله وتعتبر من الرشوة المقننة والمقصود بها شيء غير الثواب وهي من التصرفات التي ينبذها الإسلام ويتحمل فاعلها وزرا، حيث لا يقدم الخير لأهله دون انتظار مقابل وأحيانا لا يقدمه إلا في هذه التوقيتات" مشيرة إلي أن هذه الأعمال تتستر في شكل عمل الخير، في حين أنها تخبئ أهدافا أخري وراءها. واستنكر د.رشاد عبد اللطيف رئيس اللجنة الدينية بالمجلس الشعبي المحلي لمحافظة القاهرة تصرف المرشحين باستخدام الموائد الرمضانية كوسيلة للدعاية الانتخابية، إذ تتعارض مع العرف والدين وليس فيها من الدين شيء وهي من الأمور غير المستحبة، وليس لهم عليها أجر والفائز من هذه الموائد هم الفقراء الذين يفتقرون إلي تقديم الخير من المرشحين دون سبب. ووجه للمرشحين رسالة أكد فيها أنه ليس كل من يأتي إلي موائد الرحمن يعطي صوته للمرشح لأنه يأكل علي كل الموائد، في ظل كثرة المرشحين وعدم تقديم ذلك الخير في ذلك التوقيت فقط لتزامنه مع موسم الانتخابات.