يحقق الصيام لمريض القلب الصحة والحيوية لانه يوفر الدم للمخ دون ان تستهلكه اجهزة الجسم الاخري حيث يقل المجهود الذي يقوم به القلب بسبب ضخ الدم ومن هنا يقوي القلب تدريجياً بالصيام. ولكن علي المريض ان يراعي تنظيم الأدوية التي يتناولها بمساعدة طبيبه. د .محمد الجوادي، استاذ القلب بكلية طب الزقازيق، يشير الي ان الصيام مفيدا لبعض مرضي هبوط القلب المزمن. سواء كان السبب في الهبوط هو قصور في الدورة الدموية "الاسكيميا"او ارتفاع ضغط الدم الشرياني او مرض صمامي في القلب، لانه يمنح اجهزة الجسم راحة ايجابية، وبالتالي لا تطلب هذه الاجهزة من القلب تغذيتها. ويضيف الجوادي: علي هؤلاء المرضي ان يستشيروا الطبيب المعالج لانه الوحيد الذي يستطيع ان يحدد من هو مريض القلب الذي سيستفيد من الصيام او يضره الصيام. كما ينصح مرضي القلب المزمن والذين يفيدهم الصيام بأن يستفيدوا من مرحلة الإفطار، بمعني ان يجعل المريض الإفطار امتدادا مهذبا للصيام في معدلاته وانتظامه، ولا يجعل الإفطارا انتقاما لما حرم منه طوال اليوم ،وبذلك يمكن للمريض ان يتعود علي الاحتياجات الغذائية القليلة والتي توفر الاحتياجات "الايضية المتعددة " بمعني التمثيل الغذائي الذي يقوم بتحويل المكونات الغذائية الي مواد مفيدة لاعضاء الجسم . ويؤكد د. محمد الجوادي ان مريض القلب يجب ان يراعي تنظيم الأدوية التي يتناولها ، وذلك بمعرفة طبيبه المعالج حيث يمكن تعديلها فيأخذ المريض الأدوية طويلة المفعول، فيتناول كبسولة واحدة بعد الإفطار وقبل السحور بدلا من كبسولتين او ثلاثة وبذلك يمكن للمريض ان يتعود علي الأدوية طويلة المفعول بدلا من قصيرة المفعول، والتي تستدعي تناولها كل 6 ساعات علي سبيل المثال . ويوضح أن مريض القلب الذي يعاني من الهبوط يشعر براحة بدنية وعقلية نتيجة استراحة الاجهزة التي تقوم بالهضم، فلا تسحب هذه الاجهزة من المخزون المطلوب للمخ .كما يحدث في حالات ما بعد تناول الغذاء "الوجبة الرئيسية"، فالصيام بدوره يوفر الدم للمخ، وبذلك لا يعاني المريض من الصداع والزغللة وغيرها من الاعراض التي يعاني منها مريض القلب في الايام العادية بسبب توفير الدم وتحويله من المعدة والجهاز الهضمي الي المخ والجهاز العصبي .