يؤكد الدكتور خليفة محمود عبدالله استاذ امراض الباطنة والسكر ورئيس وحدة السكر ودهنيات الدم بكلية الطب جامعة الاسكندرية علي ان معظم مرضي السكري يستطيعون الصيام بأمان عند اتباع ارشادات معينة وبعضهم لا ينصح لهم بالصيام، وعليهم الاخذ برخصة الافطار، يعانون من مضاعفات مرض السكر من قصور وظائف الكلي أو قصور في الدورة الدموية القلبية أو الشرايين الطرفية أو المخية، واعتلال شبكية العين ولذلك لابد من استشارة الطبيب لمعرفة مدي استقرار الحاله و تأثير الصيام علي هذه المضاعفات. أما بالنسبة لمريض السكر النوع الثاني الذي سوف يصوم فلابد ان يراعي عند الإفطار تناول كمية من السوائل أولاً وتكون نسبة السكر بها قليلة قبل صلاة المغرب، ثم يقوم بالصلاة ويعود بعدها لاتمام إفطاره، ويراعي تناول علاجه قبل الإفطار للمحافظة علي عدم تذبذب مستوي السكر بالدم، وعدم زيادة لزوجة الدم، مما يؤثر علي الدورة الدموية مع مراعاة تأخير السحور إلي ما قبل الفجر. أما المرضي الذين يتناولون الأنسولين فلا ينصحون عادة بالصيام. ولكن في الأشكال الخفيفة من مرض السكر المعتمد علي الأنسولين قد يضر بعض المرضي علي الصيام، وربما يمكن إعطاء هؤلاء جرعة واحدة من الأنسولين المتوسط التأثير قبل السحور، وقد يعطي جرعة أخري عند الإفطار. ومع ذلك يجب استشارة الطبيب قبل ذلك. ومن الضروري أن يفطر المريض فورا إذا شعر بالدوخة أو الصداع أو عدم التركيز الشديد أو الارتجاف حيث تشير هذه الأعراض إلي بداية انخفاض نسبة السكر في الدم لمستوي أدني من الطبيعي. هذا بالاضافة إلي أن العامل المهم في ضبط نسبة السكر في الدم سواء للصائمين أو غيرهم هو النظام الغذائي المتوازن وتناول العلاج بصورة منتظمة مع ضرورة ضبط مستوي السكر بالدم قبل الصيام حتي لا يتعرض المريض للغيبوبة أثناء الأيام الأولي للصيام مع التأكيد علي تخفيض الضغط لمريض السكر للحد من حدوث المضاعفات أثناء الصيام. ويضيف دكتور خليفة "إذا كان المريض يتناول جرعة واحدة من الأقراص عن طريق الفم فيجب تناولها مع وجبة الافطار، مع ملاحظة أن الاقراص التي تؤخذ عن طريق الفم تختلف من حيث المفعول فإذا كانت الاقراص العلاجية ذات المفعول طويل الأمد، فيجب أن تستبدل بإشراف الطبيب المختص إلي عقار مفعوله قصير الأمد، لأن تأثيره قد يكون سلبياً في أثناء الصيام مع الالتزام بالارشادات الغذائية. أما إذا كان يتناول جرعتين من الأقراص عن طريق الفم فسوف يستمر في تناولهما علي أن تكون الجرعة الأولي مع وجبة الافطار، والثانية مع وجبة السحور، ولكن مقدار هذه الجرعة يجب أن يكون نصف مقدار الجرعة السابقة المعتادة قبل الصيام، لأنه نتيجة الامتناع عن الطعام في نهار رمضان يحدث انخفاض في مستوي السكر بالدم، لذا تقل الحاجة إلي العلاج بالعقاقير خلال تلك الفترة. مع مراعاة الالتزام بالارشادات الغذائية السابقة أيضًا. وعلاج المريض الذي يعتمد فقط علي تنظيم الغذاء، يمكنه الصيام بأمان بل قد يفيده خاصة اذا كان من اصحاب الاوزان الزائدة لأن الصيام سيساعده علي تقليل الوزن، ولكن عليه الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها اثناء الأيام العادية. مع مراعاة تقسيم الفترة ما بين الافطار والسحور ليتم تناول ثلاث وجبات خلالها علي فترات متساوية علي أن تكون وجبة السحور متأخرة ومتكاملة غذائيا.