تختلف واقعة السرقة الثانية للوحة «زهرة الخشخاش» من متحف محمود خليل مؤخراً عن السرقة التي تعرضت لها في فيلم «حرامية في تايلاند» علي يد كريم عبدالعزيز وماجد الكدواني، وإن تشابهت طريقة السرقة تقريباً.. لكن هل يمكن للسارق أن يعيد اللوحة لمكانها؟! اللافت أن اللوحة بعد سرقتها الأولي عام 1978 وعودتها من الكويت بعد عشر سنوات لم تحمل أي شهادة تؤكد عدم تزييفها وأنها الأصلية، وكل ما يصدر في هذا الشأن تصربحات غير مؤكدة من المسئولين عن قطاع الفن التشكيلي. «زهرة الخشخاش» ليست أهم أعمال متحف محمود خليل وإن كانت الأشهر.. وكانت محط أنظار العالم مؤخراً بعد أن شاركت في معرض بإيطاليا الشهر الماضي جمعت فيه أعمال الفنان الهولندي فان جوخ، وهو الأمر الذي قد يكون مخطط السرقة قد بدأ معه، والمثير أنه بإمكان زوار متحف محمود خليل معرفة ما إذا كانت أجهزة الإنذار وكاميرات المراقبة تعمل أم لا من خلال لمس أي لوحة أو تحريكها. ولا يقلل قطع لوحة فنية بسلاح أبيض من قيمتها، حيث سبق أن تم قطع أكثر من 20 سم في رائعة «رمبرانت «حراس الليل» لتدخل المتحف، وراغبو الشراء يعرفون أنهم يشترون رائعة فنية لمبدع مثل فان جوخ. لوحة «زهرة الخشخاش» لن يكون بالطبع التعامل التجاري معها في العلن، حيث لن تتعامل مع قاعات العرض الرسمية وفي الغالب لن يكون المشتري من مصر، وهنا يمكن أن تستعين السلطات الأمنية ب«الانتربول» الدولي لمساعدته في الحصول عليها. مصير «زهرة الخشخاش» هل سيحيطه الغموض كغيره من الروائع الفنية المصرية التي سبق أن سرقت ولم يعثر عليها حتي الآن مثل «الراهبة» لأحمد صبري و«ذات العيون الخضراء» لمحمود سعيد؟! ويبقي علي مسئولي المتاحف والفن التشكيلي تشديد الإجراءات للحفاظ علي ما تبقي من تراث فني بمصر. أقرأ تحقيقات ص7