إلي متي سيظل الإعلام الأصفر يحاول النيل من استقرار هذا الوطن، وسلامة أبنائه؟ فمازالت الصحف الصفراء، والمواقع الطائفية تبث سمومها كل لحظة لهدف لا يعلمه إلا الله وحده سبحانه وتعالي. فبدلاً من أن تشارك مثل هذه الصحف أو المواقع في العمل علي دفع عجلة التقدم، نجدها تبحث عن كل ما يكدر صفو هذا الوطن من خلال اختراع قصص وروايات كلها من محض الخيال، قد تؤدي في النهاية إلي وقوع صدمات بين الأشقاء لا يعلم مداها إلا الله وحده. لقد سبق وحذرنا مراراً وتكراراً من خطورة ما ينشره موقع المصريون الإلكتروني، كان آخرها في المقال الأسبوع الماضي، وتحدثنا فيه عن المسرحية الهزلية التي اكتشفها الموقع والخاصة بسيناريو إسلام زوجة كاهن دير مواس علي يد رب أسرة يدعي «أبو علي» متخصص في هذا الموضوع، ولكن للأسف الشديد لم ينجح سيادته في استكمال القصة، حيث كان يتواجد علي مدخل بوابة مقر مشيخة الأزهر العديد من رجال الدين المسيحي الذين كانوا يمنعون أي شخص من الدخول إلي مقر المشيخة إلا بعد الاضطلاع علي هويته الشخصية بمساعدة أمن المشيخة خوفاً من نجاح زوجة الكاهن من إشهار إسلامها!! مسرحية هزلية صدقها أحد السادة المحامين من هواة الشهرة سارع بتقديم بلاغ للسيد النائب العام للتحقيق في هذا الموضوع متهماً وزارة الداخلية وشيخ الأزهر بعدم السماح لزوجة الكاهن بإشهار إسلامها!! وقد قرر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام حفظ البلاغ. وعندما خاف القائمون علي الموقع من فشل هذه المسرحية، بدأوا في الأسبوع الماضي في تأليف مسرحية جديدة تحكي أحداثها قصة نجاح مباحث أمن الدولة في إلقاء القبض علي مالك سفينة مسيحي هو ابن وكيل مطرانية بورسعيد القمص بطرس الجبلاوي، تم ضبطها الأسبوع الماضي، وهي تحمل مئات الأطنان من المتفجرات القادمة من إسرائيل ليتم إنزالها بميناء بورسعيد، وتستمر أحداث المسرحية بقيام قاضي المعارضات بالتحقيق في الواقعة، حيث أمر بالإفراج عن مالك السفينة بعد عدة ساعات من إلقاء القبض عليه. ويبدأ الفصل الثاني بالإعلان عن صدور قرار من السيد وزير الداخلية بعد قيامه بعقد عدة لقاءات مع مساعديه بإصدار قرار الحبكة المسرحية ذكر نفس الموقع أن النائب العام قرر التحقيق في البلاغ الذي تقدم به نبيه الوحش المحامي بخصوص هذا الموضوع، وطالب فيه أجهزة الأمن بتفتيش مقر مطرانية بورسعيد والكنائس التابعة لها نظراً لتخوفه من كون المتهم يستغل هذه الأماكن في إخفاء متفجرات بداخلها. وأكد السيناريو أن بلاغ الوحش تضمن التأكيد علي أن العديد من الكنائس والأديرة تحولت إلي مخازن للسلاح والذخيرة والمتفجرات أيضاً الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي تم استخدام البعض منها في أحداث الكشح ودير أبو فانا حيث حمل الرهبان الأسلحة الآلية وأطلقوها علي المسلمين خلال الأحداث. لقد هالني الخبر ليس كمسيحي والمتهم مسيحي وابن رجل دين كما أشار الموقع لهذا في العنوان الرئيسي للخبر، لكن باعتباري مواطناً مصرياً يخاف علي وطنه وأشقائه داخل الوطن، فأي مكروه لا قدر الله سيصيب الجميع. فبدأت أبحث عن تفاصيل الموضوع في أي جريدة قومية أو خاصة فلم أجد أي اشارة لهذا الموضوع علي الاطلاق. كررت السيناريو في اليوم التالي فوجدت خبراً صغيراً حول هذا الموضوع في إحدي الصحف الخاصة منقولاً عن الموقع. وفي اليوم الثالث وجدت في معظم الصحف تكذيباً للخبر وأن الموضوع عبارة عن قيام أجهزة أمن ميناء بورسعيد «وليس أمن الدولة كما جاء بالموقع» بضبط سفينة تحمل 240 كرتونة بها 61 مليون صاروخ لعب أطفال بمناسبة عيد الفطر قادمة من الصين.. حيث ألقي القبض علي 3 تجار وهم: جوزيف بطرس الجبلاوي واثنان آخران بينهما هارب قاموا باستيراد تلك الحاويات بدون ترخيص وقد تم حبس المتهمين الاثنين 4 أيام علي ذمة التحقيقات ووجهت لهم النيابة تهمة استيراد مواد تدخل في صناعة المتفجرات بدون ترخيص من مصلحة الأمن العام. إلي هنا الموضوع عادي، تاجر استورد لعب أطفال محظور دخولها إلا بموافقة جهات أمنية، لا يهم كون التاجر مسلماً أو مسيحياً، مواطن أخطأ ينال عقابه طبقاً للقانون، إذن الموضوع ليس مسيحياً يمتلك سفينة ضبط وهو يحاول تهريب مئات الأطنان من المتفجرات من إسرائيل إلي مصر، ولكونه ابن رجل دين مسيحي كان سيخفي هذه الأطنان داخل إحدي الكنائس ببورسعيد « كما يخفي الحاوي الكتكوت».. أيضاً لم يصدر قرار اعتقال من وزير الداخلية لهذا الموضوع في ضوء الاجتماعات التي عقدها الوزير ومساعدوه، ولا الجبلاوي هو مالك السفينة.. إلخ مرة عاشرة السادة القائمون علي هذا الموقع لو كنتم بحق مصريين كما تتخذون عنواناً للموقع، فأرجو أن تبحثوا عن ما يفيد الوطن، لا علي من يهدمه وللسيد نبيه الوحش نريد أن نعرف من سيادتكم حقيقة الأسلحة الصغيرة والمتوسطة التي توجد داخل الكنائس والأديرة حتي نأخذ حذرنا، أرجوكم مصر أمانة في أعناقنا جميعاً سوف نحاسب علي كل ما ارتكبناه في حق هذا البلد الأمين الذي حباه الله سبحانه وتعالي كل الخير في كتبه السماوية.