«إنه معرض كامل الأوصاف وعن استحقاق»... بهذه العبارة تصف الناقدة الكوبية فيرجينيا البيردي بنيتيس، الأسبوع الثقافي المصري بهافانا الذي أقيم تحت عنوان «الفراعنة في كوبا» في الفترة من 19 إلي 25 يوليو 2010، بالتزامن مع احتفالات سفارات مصر بالخارج بأعيادنا القومية، وتحديدا تذهب بهذا التشبيه لمعرض الفن التشكيلي «أرض الواقع البديل» الذي نظمه الفنان خالد حافظ بدعوة خمسة عشر فنانا معاصرا هم: محمد عبلة، رضا عبدالسلام، هالة أبوشادي، محمد علام، أحمد عسقلاني، أحمد بسيوني، وائل درويش، أحمد الشاعر، نرمين همام، حازم طه حسين، هدي لطفي، حازم المستكاوي، صباح نعيم، هاني راشد وعادل السيوي. قال حافظ عن كواليس هذا الأسبوع: المعرض تم تأجيله عدة أشهر، لظروف خاصة بالجانب الكوبي وأخيرا في شهر مارس الماضي تم تأكيد الموعد، ويشتمل هذا الأسبوع علي حدثين مهمين، الأول: الجانب الأدبي الذي كان من المفترض أن يشارك به الأديب جمال الغيطاني، ومنعته حالته الصحية من المشاركة به، الحدث الثاني هو مشاركة سوليست البيانو العالمي رمزي يسي لأول مرة في الأسابيع الثقافية المصرية، ولقد قدم حفلا عزف فيه عددا من أهم وأشهر المقطوعات الموسيقية العالمية، بكاتدرائية هافانا القديمة. وعن عنوان المعرض «أرض الواقع البديل» قال حافظ: عنوان المعرض كناية عن مصر، وهذا المصطلح استلهمته من الناقد الفرنسي جون بودريلارد، والأعمال تم اختيارها علي أساس استخدامها للصورة الفوتوغرافية والنص في إحدي مراحل صناعة العمل، فنجد مثلا نيرمين همام وصباح نعيم اللذين يصوران اللقطات الخاصة بهما ويطبعانها علي المسطح ثم يبدآن في العمل عليها يدويا أو تمر بمراحل إضافية علي الكمبيوتر قبل الطباعة، مثلا هاني راشد له طريقة مختلفة في بناء العمل فهو يستعير من الصور الفوتوغرافية، رضا عبدالسلام وهو رسام ومصور محترف كان يأخذ مناظره بشكل تقليدي من خلال الإسكتش أولا، ولكن في مجموعته التي عرضها تكاد تكون مصورة فوتوغرافيا وتمت معالجتها وهكذا، النحات أحمد عسقلاني يستلهم أعماله من النحت المصري القديم ويعرضها بشكل درامي مستخدما السينوغرافيا أيضا، كان هناك أعمال فيديو آرت متمثلة في عملين لأحمد الشاعر وعملين لهالة أبوشادي وعمل لوائل درويش. وأبدي سعادته بالاستقبال الجيد للمعرض من الجمهور الكوبي، قائلا: يرجع الفضل في وضع خطة الأسبوع لسفير مصر بكوبا السيد طارق الوسيمي، حيث حضر الحفل الموسيقي لرمزي يسي، العديد من الموسيقيين الكوبيين العالميين، بالإضافة للاهتمام الإعلامي الواضح، علاوة علي حضور شخصيات سياسية مهمة أشهرهم نائب الحزب الثوري فيدل فيدل كاسترو ابن الزعيم فيدل كاسترو. وأوضح حافظ أن أكثر ما لفت نظره في الحركة الفنية الكوبية عموما، هو حالة التطابق الشديدة بين ثقافتينا وقال: لا أعرف لهذا التطابق سببا واضحا، هل هي ثقافة ثورة أم ثقافة استوائية، لكنهم عاشقون لمصر وللزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والحقيقة أن فترة الستينيات والسبعينيات بيننا متشابهة جدا ثقافيا. وأكمل: اهتمام الوسط الثقافي هناك باستقطاب الوسط الثقافي المصري وتأكيدهم لي أن أحاول أن يكون هناك تعاون بين بينالي القاهرة وبينالي هافانا بحرارة بالغة نفتقدها عند دول أشقاء وهو ما أعجبني جدا.