توقع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن تبدأ المفاوضات المباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني قبل نهاية شهر رمضان. وقال بيريز في تصريحات أوردها راديو «إسرائيل» أمس أنه مقتنع بأن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس يريدان فعلاً تحقيق السلام ويستطيعان دفع المسيرة السلمية قدما ودعا بيريز الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني إلي دعم القيادات لديهما لتمكينها من إجراء محادثات سلمية، مشيرًا إلي أن العملية السياسية سوف تتعرض لصعوبات وتنازلات. من جانبه أكد الأمين العام المساعد للشئون السياسية في الأممالمتحدة أوسكار فرنانديز تارانكو أمس أمام مجلس الأمن أن الجهود المبذولة لإجراء مباحثات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد اقتربت من نقطة التحول. وقال تارانكو: نأمل أن ينتهز الجانبان الفرصة للدخول في مسار يؤدي إلي تقدم باتجاه حل إقامة الدولتين في إطار زمني واقعي داعيًا جميع الأطراف إلي أن تتقيد بالتزاماتها الواردة في خريطة الطريق، وإلي مواصلة الوقف الاختياري الجزئي للاستيطان الذي سينتهي في 26 من سبتمبر المقبل. وفي غضون ذلك بدأت إسرائيل في العمل لإزالة جدار أسمنتي بارتفاع مترين علي مشارف مستوطنة «جيلو» التي يسكنها 40 ألف إسرائيلي جنوبي القدس. وبرر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي آريه شاليكار هذه الخطوة بأن الوضع الأمني استقر الآن نسبيًا في المنطقة.. وأن التعاون بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينية يتحسن يومًا تلو الآخر. ولا يعد الجدار الذي يمتد لمسافة كيلو متري جزءا من جدار الفصل العنصري الذي تجري إقامته بطول الضفة الغربية. ميدانيًا شن الطيران الإسرائيلي أمس الأول أربع غارات علي قطاع غزة لم تؤد إلي سقوط جرحي بحسب مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان، وقد استهدفت الغارة الأولي منطقة الانفاق في مدينة رفح، واستهدفت غارة أخري مبني شمال مدينة خان يونس، كما هاجمت الطائرات الإسرائيلية أهدافًا قريبة من شرق مدينة غزة، وأخري في مخيم دير البلح للاجئين وسط القطاع. بدوره أكد وزير العدل الفلسطيني علي خشان أن السلطة الفلسطينية ستعقد مؤتمرًا دوليًا الشهر المقبل بمدينة بيت لحم، يحضره عدد من وزراء العدل العرب والأجانب لدعم حقوق الفلسطينيين. وأوضح خشان في حوار ل«روزاليوسف» إن حضور الوزراء إلي الأراضي الفلسطينية لا يحتاج إلي تأشيرات إسرائيلية وإنما لتصاريح إسرائيلية في حال التنقل بين المدن باستثناء القدس التي يتطلب دخولها تأشيرة إسرائيلية. ودخل الوزير الفلسطيني علي خط الجدل الذي أثاره مؤخرًا رجال الدين حول مشروعية زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية من عدمها، وأكد أن التركيز علي موضوع الدخول إلي فلسطين بتأشيرة إسرائيلية يأتي من اناس لا يفقهون طبيعة الوضع، ويعتقدون أن هذا اعتراف بإسرائيل، لافتًا إلي أن من يقرر عدم زيارتنا بحجة الحصول علي تأشيرة إسرائيلية، يظلم الفلسطينيين، وهذا ما تريده إسرائيل. واعتبر خشان الوضع الفلسطيني في ظل جهود المصالحة، غير صحي داعيًا فتح وحماس إلي تقديم بعض التنازلات لإتمام المصالحة التي تصب في صالح القضية الفلسطينية ورأي أن تصريح إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة الذي قال فيه إن القرار الفلسطيني مختطف من قبل الإدارة الأمريكية «كلام غير دقيق» مشيرًا إلي أن هنية وغيره هم من يرغبون في الحوار مع واشنطن. وحول تقييمه لموقف الإدارة الأمريكية من عملية السلام قال نحن في فلسطين لا نعتبر الموقف الأمريكي مؤيدًا 100% للجانب الفلسطيني، لافتًا إلي أن أمريكا تسعي بطريقة أو بأخري إلي تحقيق مصالحها، ويجب علينا أن نعمل بكل ما نستطيع للخروج بموقف عربي موحد قادر علي التأثير في الموقف الأمريكي لمصلحة القضية الفلسطينية. وأعرب عن التأييد الفلسطيني الكامل للدعوة المصرية لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل لافتًا إلي أن إسرائيل تمتلك سلاحًا نوويًا منذ الستينيات. وحذر خشان من إجراءات التهويد الإسرائيلي لمدينة القدس، داعيًا إلي ضرورة تشجيع العرب للذهاب إلي القدس، بصرف النظر عن الطريقة التي سيدخلون بها. بدوره رد وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش علي اتهامات إسماعيل هنية بأن السلطة الفلسطينية تشن حربًا علي الدين الإسلامي بالقول: هذا كلام فارغ، السلطة الفلسطينية ملتصقة بشعبها وهي جزء من النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني، ورئيس السلطة ووزراء السلطة مسلمون ملتزمون بدينهم، لكنهم لا يستخدمون الدين لخدمة أغراض سياسية، وهذا هو الفرق بيننا وبين غيرنا. أعتقد أن من يفتتح 90 مسجدًا خلال عام واحد كما حدث بالضفة الغربية لا يمكن أن يحارب الإسلام.. أما من يقصف المساجد ويقتل الأئمة كما حدث في مسجد ابن تيمية في مدينة رفح بغزة أعتقد أن هذا هو الذي يحارب الإسلام، وذلك في إشارة إلي مهاجمة حماس مسجد ابن تيمية في رفح قبل أشهر ومحاصرة جماعة إسلامية مناوئة لها في داخله مما أدي لمقتل إمام المسجد وعدد من المسلحين عقب قصف المسجد بصواريخ وقذائف «آر بي جي» من قبل قوات الأمن التابعة للحركة. وتابع الهباش: كنت في يوم من الأيام أحد الذين ساهموا في تأسيس حماس، وتركت الحركة بمحض إرادتي لأنني وجدت أنها بدأت تستخدم الدين ولا تخدم الدين، وأنا ليس عندي استعداد لاستخدام الدين فتركتها.