كتب - أري شافيت نقلا عن صحيفة هاأرتس ترجمة - اميرة يونس الحقيقة المقلقة الأولي: هي أن أي عاقل سينزعج ثلاث مرات بعد قراءته لتقرير الميجور جنرال " جيورا أيلاند " حول التحقيق في أحداث أسطول الحرية . المرة الاولي سيهتز القارئ لاكتشافه سلسلة من الإخفاقات الخطيرة للجيش الإسرائيلي في هذه القضية في المرة الثانية لاكتشافه عدم وجود علاقة بين مضمون واستنتاجات تقرير أيلاند، والمرة الثالثة عندما يكتشف الفجوة بين المحتوي والطريقة التي تم تقديم التقرير بها إلي وسائل الإعلام الإسرائيلية . وذكاء القارئ سيوصله إلي استنتاج أن هناك شيئا خطأ في قدرة الجيش الإسرائيلي إلا أن الجيش سينال إعجاب القارئ لقدرته القوية علي إخفاء عيوبه عن أعين الإسرائيليين، هذه كلها أسئلة مقلقة للجيش الإسرائيلي. الحقيقة المقلقة الثانية : إن الجيش الإسرائيلي لن ينقل تقرير «أيلاند» إلي المستوي السياسي بطريقة منظمة وعلي مدي أيام طويلة كان من الصعب علي رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه ان يتلقوا في أيديهم التحقيق الموسع بشأن الجيش الإسرائيلي الذي من المفترض أنهم مسئولون عنه، وقد عاد الجنرال الأمريكي " ستانلي ماك كريستال " لمنزله بعد أن اكتشف أن الديموقراطية التي يعمل بها الجيش الإسرائيلي لا تستوعب حقيقة أنه يجب أن يخضع إلي المستوي السياسي وأنها ديموقراطية معوقة . الحقيقة المقلقة الثالثة: إنه في صباح 31 مايو 2010 كان من الواضح للجيش الإسرائيلي، فشل المسيرة، لم يكن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي في منصبه، أخطأ قائد سلاح البحرية في تقديراته أما المخابرات فكانت بعيدة عن الاحداث وتصرفت بشكل غير مقبول وفريق العمل أعد بطريقة مرضية وكانت النتائج لا تطاق بعد إصابة مقاتلي الوحدة البحرية ومقتل مواطنين أجانب . وعلي الرغم من كل ذلك لم يقبل الجيش الإسرائيلي تحمل المسئولية وبدأت وسائل الإعلام المختلفة في شن الحروب. وفي المقابل، استخدم الجيش الإسرائيلي مدافعه لخلق نجمة من الدخان لحجب نشاطاته العسكرية وإخفاء الحقيقة عن الجمهور . «حدث الاسطول» لم يكن حدثا إستراتيجيا أو حربا كما لم يكن عملية عسكرية واسعة النطاق وليس هجوما علي المفاعلات النووية علي أراضي العدو . هذا الاسطول كشف عن عمي رئيس الوزراء وكره وزير الدفاع وضحالة اللجنة السباعية. الاسطول كشف عن تفكير إستراتيجي فاسد وسوء سلوك العلاقات العامة . وأهم ما كشف عنه الأسطول في الحقيقة الثالثة المزعجة هو أن الجيش الإسرائيلي ليس كما ينبغي أن يكون، لا يجب قطع الأعناق بسبب أسطول الحرية ولا يجب إغراق صناع القرار من خلال لجان وتقارير وتحقيقات. إلا أن الاسرائيلي العاقل يجب ان يشعر بالقلق إزاء فشل النظام الكلي الذي كشف النقاب عن عواقب أي مواجهة، كما يجب عليه أن يقلق من سلوك الجيش في الأشهر الاخيرة، فالجيش الذي لا يعرف قول الحقيقة ومواجهاتها لا يتسبب فقط في القلق وإنما للخوف ايضا . في سنة 2007 حصل رئيس هيئة الاركان جابي اشكنازي علي جيش مضروب جريح. قام اشكنازي بعمل مقدس في محاولة منه لإعادة بناء الجيش. كما قام متحدث الجيش الاسرائيلي آفي بنياهو بعمل رائع لاعادة بناء ثقة الجمهور بالجيش. واستطاعا الوصول إلي نقطة إنجاز كبيرة . فالجيش الاسرائيلي وقائده ومتحدثه يستحقون التأييد والتقدير. ولكن بعد نقطة معينة من نجاح اشكنازي وبنياهو فقد أصبح الجيش منيعا في مأمن من الانتقادات . واصبح الجيش الاسرائيلي الطفل القومي وأصبح أشكنازي الأم القومية. يجب أن يتغير هذا الوضع. حتي بعد حضور رئيس هيئة الاركان أمام لجنة تيركل - بقيت الصورة الحقيقية باهتة ومملة . وبهذا فان الدرس الرئيسي من حادث اسطول الحرية، هو أن النقاش في الجيش الاسرائيلي يجب ان يكون من أجله بطريقة أشد موضوعية. ويجب ان يسأل سؤال: ما الذي يحدث واقعياً في الجيش الإسرائيلي.