أكدت مصادر عراقية أمنية أمس مقتل حوالي 60 شخصًا وجرح 160 آخرين في انفجارات ثلاثة شهدتها مدينة البصرة مساء أمس الأول بسبب انفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة مما أدي إلي انفجار مولد للطاقة الكهربائية بمنطقة العشتار جنوب العراق. يأتي ذلك في الوقت الذي سلمت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس الأول مسئولية كل مهامها القتالية إلي قوات الأمن العراقية، في خطوة جديدة تؤكد أن انسحابها من العراق يمضي في جدوله الزمني، علي الرغم من الأزمة السياسية العراقية وزيادة أعمال العنف في الآونة الأخيرة. وعلي الجانب السياسي جدد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته «وزعيم ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي تمسكه بولاية ثانية، معتبرًا أنه لا مرشح آخر أفضل منه لهذا المنصب ومؤكدًا في تصريحات ل «رويترز» أنه لن يستسلم للضغوط ولن يتخلي عن مسئولياته. من جهته استبعد قيادي في الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم أن يكون لرسالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني وطلبه منه التدخل لحل أزمة الحكومة أي تأثير فيما يتعلق بحظوظ نوري المالكي في تأمين ولاية ثانية لنفسه. وحول إمكانية أن تتدخل المرجعية لصالح المالكي، استبعد القيادي ذلك في تصريحات صحفية قائلا: «إن المرجعية مستاءة جدا من موقف المالكي خاصة تمسكه بالسلطة» كما استبعد «أن تكون لرسالة الرئيس أوباما إلي آية الله السيستاني أي تأثير علي موقف المرجعية التي إن أرادت أن تتدخل فإنها ستتدخل في آليات الحل وليس بشخوص الحل»، مؤكدا أن «المالكي بدأ يلعب في الوقت الضائع وبطريقة خطيرة». بالمقابل زار المالكي أربيل أمس والتقي رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وأجري محادثات مع المسئولين الأكراد بشأن المساعي الرامية لتشكيل الحكومة الجديدة. ومن جانبه، حمل رئيس جبهة الحوار العراقية صالح المطلك المالكي القدر الأكبر من مسئولية إعاقة تشكيل حكومة عراقية جديدة، داعيا إلي إرادة إقليمية ودولية للخروج من المأزق الراهن. كما كشف نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي أن «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي رفضت اقتراحًا أمريكيا لتتحالف مع «ائتلاف دولة القانون» علي حساب حق «العراقية الانتخابي والدستوري». وعن دور منظمة الأممالمتحدة في العراق، أشار الهاشمي إلي أن «دورها محكوم بالفصل السادس "المعني بالحل السلمي للنزاعات" من ميثاق الأممالمتحدة والذي يخولها مهمات تعني حصرًا بتقديم دعم فني واستشاري للجانب العراقي لا أكثر». وعن طروحات «الحكومة المؤقتة» أو «حكومة إنقاذ» لإدارة المرحلة الراهنة إلي حين تشكيل الحكومة العراقية، أعرب الهاشمي عن أمله بعدم الاضطرار إلي «اعتماد خيارات صعبة من هذا النوع» لكنه لم يستبعد حصولها. واتهم عضو في الائتلاف الوطني العراقي، الإدارة الأمريكية بمحاولتها «تهميش» الائتلاف عن المشاركة في الحكومة المقبلة واقتصارها علي المالكي وعلاوي والكرد. علي صعيد آخر، كشفت مصادر في اللجنة الثلاثية الكويتية- العراقية- الأممية المعنية بالبحث عن الأسري والمفقودين عن أن عمليات البحث عن رفات الأسري والمفقودين الكويتيين استؤنفت من قبل الجانبين الكويتي والعراقي ويدعم من الأممالمتحدة.