كشفت البلاغات الواردة إلي خط المشورة الأسرية المجاني التابع لوزارة الأسرة والسكان «16021» عن أوضاع تفوق الخيال في قسوتها ويعجز الكتاب عن سردها في قصص أو روايات فنجد أباء يلقون ببناتهم في غياهب الظلمات بأيديهم فمن منا يصدق أن هناك طفلة لم تكمل بعد عامها 15 عاماً استنجدت بالوزارة بعد إجبار أهلها علي تزويجها من عامل «دوكو» أكبر منها ب12 عاماً وبعدما خضعت وسافرت مع خالتها لأسيوط فوجئت أن العريس المزعوم معدم اقتصادياً ويريدها خادمة وعندما أبت قام بضربها وقطع لخالتها ملابسها وأجبرها علي التوقيع علي بياض وطلب 5 آلاف جنيه حتي يمزق عقد الزواج وبعد التدخل من قبل الوزارة تم إجبار العريس علي تسليم أوراق الزواج العرفي وإيصال الأمانة والتوقيع بعدم التعرض لها وإعادة الطفلة للصف الأول الاعدادي. واتصلت أم باكية تسرد لنا أنها قررت عقاب ابنتها 16 سنة لسوء سلوكها فأرسلتها لتعيش مع طليقها وزوجته فما كان من الأب إلا أنه قرر تزويجها من ابن زوجته الجديدة لينهي فرصتها في التعليم ويتخلص من أعبائها غير مبال بفارق السن وكان الحل في عقد جلسة أسرية وأخذ تعهدمن الأب بمنع الزيجة ومتابعة الأسرة. ومن منا لا يدمي قلبه لهذه الخادمة البالغة من العمر 16 عاماً والتي قرر والداها زواجها لابن عمتها ووجد ضالته في التسنين بدفع رشوة في الوحدة الصحية وكان الحل هو إخطار اللجنة العامة لحماية الطفل لمتابعة الحالة بعدما أخذ إقرار من الأب والأم وحماية الطفلة. أما الغريب والذي سبب صدمة كان لطفلة شكت والدتها مدرسة اللغة العربية التي تريد تزويجها بالإكراه من شخص يكبرها 14 عاماً. وبعد التحري ومناقشة الأم وجد أن السبب وصم أهل قريتها بسوهاج بالعانس وهذا ما اعتبرته الأم إهانة ولكن تم إقناع الأم بأهمية استكمال ابنتها الدراسة وأخذ وعد منها باستكمال التعليم كذلك اتصل عم فتاة يستغيث لإنقاذ ابنة أخيه المتوفي والتي تبلغ 18 عاماً بعد بعدما قررت والدتها تزويجها وتم إبرام عقد عرفي عند المحامي وأخذ وصل أمانة عليه كأن المادة هي الحل السحري لإنقاذ بناتنا. وكان الجانب الأكثر تشاؤما لفتيات تزوجن من شيوخ عرب وسافرن وتزوجن عرفيا ليكتشفن أنهن خادمات للزوجة الأولي وما كان منهن إلا الهروب والعودة لمصر ليجدن أنفسهن في مهب الريح وبلا إثبات للزيجة. كذلك كانت هناك زيجات تم بالإكراه والابتزاز أو التهديد بالسجن وهناك أم أجبرت ابنتها علي الزواج بشخص معاق وهي دون 15 عاماً علي الرغم من معارضة الكنيسة لهذه الزيجة لذلك زوجتها عرفيا. وأم اندفعت وراء شهوة المال فأرغمت ابنتها علي الزواج من مصري بالغردقة. وتجسدت المأساة في بلاغ من طفلة من قرية عتامنة المزارعة بالفيوم التي أوشك أهلها علي تسليمها لأشهر مأذون والذي تخصص في هذه الزيجات ليصبح ذائع الصيت ويتوافد عليه العشرات من القري المجاورة ولقد استغاثت بالوزارة لعلها تجد الملاذ وبالفعل تم التحري لإيجاد هذا المأذون وإيقافه.