تظل السينما دوما، فنًا مغاير، مختلفًا، وساحرًا، يمزج بين الواقع والخيال..لذلك تكون قراءة الأفلام بعد سنوات طويلة ..هو كذلك ما فعله السينمائي والإعلامي "محمد حمودة" في كتابه الجديد "السينما...سحر الواقع" والصادر عن دائرة الثقافة والإعلام بمدينة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة.. فالكتاب يعتبر بمثابة رؤية وقراءة جديدة ومختلفة قام بها الكاتب، علي مدار ما يقرب من 12 عاماً، - وهي الفترة التي استغرق الكتاب في تحضيرها- . "محمد حمودة" يستعرض في كتابه عدداً كبيراً من الاعمال السينمائية التي سبق أن قدمها في برنامجه التليفزيوني "مواقف سينمائية" والذي عرض علي شاشة تليفزيون الشارقة خلال العامين 1997 - 1998، حيث أكد لنا أنه قام بتجميع هذه الأفلام من خلال ما توفر منها في مكتبة التليفزيون في ذلك الوقت. ويؤكد "حمودة" أنه عندما قرر البدء في الكتاب، كانت لديه رغبة كبيرة في أن يبتعد عن النقد السينمائي، وكان شاغله وهمه الأول التركيز علي العناصر الجمالية والبصرية للأفلام، متضمنة الصورة والسيناريو والإضاءة والحركة والتمثيل. ويؤكد محمد حمودة أن تأثره وعلاقاته القوية والوطيدة بالمخرج شادي عبد السلام والفنان الراحل محمود مرسي، جعله يهدي الكتاب إلي الاثنين، لأنهما نجحا في أن يجعلاه كيف يفكر وكيف يري.. وأوضح "حمودة" ان علاقته بالمخرج الراحل شادي عبد السلام، بدأت منذ أن كان طالباً في معهد السينما عام 1973، حيث علمه شادي كيف يشاهد الفيلم، ويتأمل عناصره الجمالية وعناصر اللقطة، ويتذكر محمد حمودة قائلاً: شادي عبد السلام أخبرني من ضرورة استكمال دراسة الطب البيطري، لإرضاء أسرتي، وان دراسة السينما من الممكن دراستها في أي وقت مقبل.. وعن إختياره لصورة "أحمد زكي" في فيلم البريء، لتكون صورة لغلاف الكتاب، أكد "محمد حمودة" قائلاً: هذه الصورة تعتبر تلخيصًا لأهم الأفلام التي انجزت خلال فترة الثمانينيات، إضافة لأني من عشاق المخرج الراحل "عاطف الطيب" الذي اعتبره واحدًا من أهم مخرجي جيله في ثمانينيات القرن الماضي.. كتاب "السينما...سحر الواقع" قسمه كاتبه إلي قسمين، الأول تحت عنوان "سينما الرواد" وفيه قدم عرضًا وقراءة تحليلية ونقدية لسبعة أفلام روائية طويلة، لكبار مخرجي السينما المصرية، حيث يحمل كل منهما شكلاً وطريقة معينة لأفلامه ومنها : في بيتنا رجل إخراج بركات، وفيلم العصفور إخراج يوسف شاهين، وفيلم البداية إخراج صلاح أبوسيف. والقسم الثاني من الكتاب، خصصه المؤلف لجيل الثمانينيات، حيث حمل عنوان "سينما نهايات القرن"، وفيه قدم "حمودة" قراءة تشريحية لاثني عشر فيلماً روائياً طويلاً من بينها "البريء" للمخرج عاطف الطيب، وفيلم "زوجة رجل مهم" إخراج محمد خان، وفيلم "العوامة 70" إخراج خيري بشارة.