انتقد الدكتور يوسف زيدان، الباحث ومدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، موقف وزارة الثقافة من القضية، التي قضت محكمة الدخيلة بالإسكندرية، ببراءته فيها من تهمة الاعتداء علي التراث الإسلامي، بسبب نشره كتابا بعنوان "مقالة في النقرس" للعالم أبو بكر الرازي. وقال زيدان معلقا علي اتهامه بالاعتداء علي التراث في القضية رقم 4796 لسنة 2005 إداري باب شرقي الإسكندرية: أعجب ما في الأمر هو موقف وزارة الثقافة المصرية، التي دعت النيابة إلي تحويل الموضوع للمحكمة، لهذه التهمة، مع أن قيادات وزارة الثقافة المصرية تعلم جيدا أنني قدمت للتراث العربي الإسلامي، ما لم تقدمه أية وزارة ثقافة عربية. وأكمل: كنت واثقا في أن القضاة لا يمكن أن تدخل عليهم هذه "الألاعيب"، واتهامي بالاعتداء علي التراث الإسلامي، وأنني اتهمت العالم الجليل الرازي -أبو بكر محمد ابن زكريا الطبيب المتوفي عام 311 ه - بالقول ب"القدماء الخمسة!"، وهم لا يعلمون أن للرازي رسالة في "القدماء الخمسة"، وهي منشورة بمصر في الأربعينيات، نشرها المستشرق الألماني باول كراوس، وقد رد معاصر الرازي، الشيخ أبو حاتم الرازي علي هذه الرسالة في كتاب كبير، وهو أيضا منشور، لكنهم لا يعلمون، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ولذلك بادر هؤلاء "الأساتذة" بالكتابة إلي النيابة لمحاكمتي بهذه التهمة الغريبة. وأضاف: في ظني الفراغ هو ما دفعهم لرفع القضية، ولو كانوا غيورين علي أبو بكر الرازي، لكان أفضل لهم أن ينشروا أعماله المخطوطة، بدلا من انتظارهم حتي أقوم أنا بنشرها، ثم يقومون بمهاجمتي، يجوز لي قانونا أن أرد قانونا، ولكني سأصرف النظر عن هذا الأمر، نظرا لانشغالي بما هو أهم، خاصة أنني هذه الأيام مشغول جدا في عملي بالمكتبة، وفي الانتهاء من البروفة لروايتي المقبلة "النبطي".