هل يمكن أن تعتمد دولة ما علي مجرمين و"أرباب سجون" لتحسين العلاقات التي تربطها بدول حليفة في اطار القوة الناعمة أو ما يعرف باسم الدبلوماسية العامة؟ هذا ما فعلته الصين كما يستنتج براما سيليني أستاذ الدراسات الاستراتيجية بمركز الأبحاث السياسية في الهند، بعد وضعها ل "استراتيجية روائية" لتخفيف الضغط عن سجونها المكتظة بالسجناء تقوم علي تشغيل المتهمين في مشروعات تنموية في العالم النامي خارج حدود الصين! ويوضح سيليني في مقال له نشر علي موقع "بروجيكت سينديكيت" ان السلطات الصينية تخدم تجارتها واستثماراتها بارسال سجنائها قهرا للعمل في مشروعات بنية تحتية تنفذها شركات صينية حكومية في دول أخري بعضها ذات أهمية استراتيجية مثل سريلانكا والمالديف وافريقيا، والا كيف استطاعت الشركات الصينية أن تستعين بأعداد ضخمة من السجناء وتطلق سراحهم قبل قضائهم المدة المحددة بل وتأمين جوازات سفر لهم؟! يشير الكاتب إلي أن الآلاف من المتهمين المدانين في الصين أرسلوا إلي سريلانكا للعمل لصالح شركة حكومية صينية كانت قد حصلت علي مشروعات لبناء ميناء وخط سكة حديد ومشروعات أخري مكافأة لها علي مساعدة الصين للحكومة السريلانكية ودعمها بالسلاح في الحرب الأهلية، بينما يعمل هؤلاء السجناء في المالديف حيث تبني الحكومة الصينية 4 آلاف منزل في عدد من الجزر كمكافأة حكومية مقابل توسيع النفوذ الصيني وان كانت المالديف لا تزال ترفض حتي الآن تسليم جزيرة واحدة من أصل 700 جزر تابعة للدولة وغير مأهولة بالسكان لكي تستخدمها بكين كقاعدة عسكرية. وذكر المقال انه علي الرغم من أن حجم الاعدامات في الصين يصل ثلاثة أضعاف الاعدامات التي تجري في العالم كله مجتمعا كل عام، وكانت مؤسسة العفو الدولية قد قدرت عام 2007 عدد الاعدامات اليومية في الصين بنحو 22 سجينا، الا أن السجون الصينية تظل مكتظة أيضا حيث تضم 57.1 مليون سجين وفق آخر احصاء القائمة الدولية لسكان السجون عام 2009 أي أن سجناء الصين وحدهم يشكلون أكثر من تعداد سكان كل من قطر واستونيا وغيرهما!