أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية أن استقرار النظام السياسي والاقتصادي يؤكده السماح للحركات والاحتجاجات والاعتصامات بممارسة نشاطها، مشيراً إلي أن النظام كان سيسعي إلي القضاء علي تلك الحركات لو كان ضعيفاً. وقال في كلمة خلال لقائه المشاركين في المؤتمر الأول لشباب أبناء مصر في الخارج أمس والمقام بالمدينة الشبابية بأبي قير بالإسكندرية بحضور وزيرة القوي العاملة والهجرة عائشة عبدالهادي ورئيس المجلس القومي للشباب الدكتور محمد صفي الدين خربوش إن الأنظمة القوية ثقتها بنفسها واستقرارها يجعلها تستمع إلي نبض الشارع من خلال الحركات الاجتماعية، مشدداً علي ضرورة أنت تمارس تلك الحركات والاحتجاجات في إطار من النظم التي يقبلها المجتمع وعدم استخدام ممارسات تعطل المرور ويطلق بها ألفاظ نابية. لفت شهاب إلي أن حرية التعبير التي يشهدها المجتمع ويستفيد منها المسئولون حول ردود أفعال القرارات التي يتم اتخاذها، فضلاً عن التواصل مع المواطنين، مشيراً إلي أنه لا يمكن تنفيذ كل ما يطلبه المواطنون في كل الحالات. وأضاف أن المجتمعات المتحضرة تشهد العديد من المظاهرات والاحتجاجات بشكل لائق، حيث ينظمها أشخاص يرفعون اللافتات في أماكن محددة، بما لا يعطل حركة الحياة اليومية، مشيراً إلي المجتمعات التي كانت تشهد هدوءاً وصمتاً شعبياً تم اكتشاف أنها كانت بسبب قهر السلطة وضعفها. وربط شهاب بين استقرار المجتمع المصري وارتفاع وعي المواطنين بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويعبر عنها الاشتراك في الأحزاب السياسية. وقال إن مصر شهدت طفرة كبيرة في مجال حقوق الإنسان من خلال تعديل بعض القوانين وإقرار أخري، بالإضافة إلي الاتفاقيات الدولية والممارسة الحقيقية، مشدداً علي أن أخطاء الممارسة الفردية لا تمثل أخطاء نظام عام، ويتم محاربتها بمحاسبة المسئولين عنها. وأشار شهاب إلي أن قضايا حقوق الإنسان ليست حكومية فقط وإنما يمتد دورها لجميع المؤسسات مطالبا المجتمع بنشر ثقافة حقوق الإنسان. وشدد علي أن خانة الديانة في البطاقة الشخصية لا يتم استخدمها بأي حال من الأحوال في التفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وعن حالة الطوارئ أكد شهاب أنه اعتبارا من الشهر الحالي ولمدة عامين يقتصر تطبيق حالة الطوارئ علي جرائم الإرهاب والمخدرات ووفق تدابير خاصة باعتقال بعض الأشخاص ومصادرة السلاح فقط مشيراً إلي اتخاذ بعض الدول تدابير مشابهة ومنها المملكة المتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة خاصة بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001 . وأيد وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية حق المصريين المقيمين بالخارج بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية من خلال السفارات والقنصليات المصرية المنتشرة بمختلف دول العالم مستبعداً تطبيق ذلك علي الانتخابات البرلمانية لصعوبة حصر كل المصريين في الخارج. وأعرب عن أمله في التغلب علي المعوقات الفنية التي تحول دون تطبيق حق المصريين في الخارج في مباشرة حقوقهم السياسية والإدلاء بأصواتهم في كل الانتخابات. وحول مطالبة البعض بإلغاء نسبة ال50% عمال وفلاحين بالمجالس النيابية أوضح أن الموضوع تم طرحه مؤخراً وأن رفضه يأتي لاعتبارات نفسية لأن الناس يعتقدون أن التحول للنظام الحر سيتبعه عدم الاهتمام بتحقيق العدالة الاجتماعية. من جانبهم أعرب شباب مصر في الخارج عن خالص تقديرهم وعظيم امتنانهم للاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس حسني مبارك بالمصريين في الخارج خاصة أبناء الجيلين الثاني والثالث، وبما يعكس رعاية مصر لهم وحرصها علي مد جسور التواصل معهم وتوفير أقصي درجات الرعاية والحرص علي حل مشكلاتهم. وعبر الشباب ممثلو الجاليات المصرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية و13 دولة أوروبية ونيابة عن أكثر من 500 شاب وفتاة شاركوا في المؤتمر الأول للشباب وأبناء المصريين بالخارج، عن سعادتهم لموافقة السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية علي رعاية الملتقي الثاني لشباب مصر في الخارج والمشاركين في المؤتمر الأول للشباب أبناء المصريين بالخارج والذي يأتي انعقاده كاستجابة للتوصية الصادرة عن مؤتمر أبناء الوطن في الخارج الذي عقد بالقاهرة في يوليو 2009 تحت شعار «التواصل الرعاية التنمية». وأكد الشباب في البيان الختامي للمؤتمر رعاية السيدة سوزان مبارك لأبناء مصر في الخارج بما يعكس الاهتمام البالغ من سيادتها وهو ما جسده حرصها علي الالتقاء بهم في مكتبة الإسكندرية. كما أكد البيان أن انعقاد المؤتمر تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف وبحضور العديد من الوزراء أو ممثليهم والمحافظين، إضافة إلي رجال الدين الإسلامي والمسيحي يظهر اهتمام الدولة بأبنائها بالخارج، وأنه كانت فرصة طيبة لتبادل الآراء حول مختلف القضايا الداخلية والخارجية. وتعهد الشباب بالقيام بدور مكمل في دعم سياسات وبرامج التنمية علي أرض الوطن من خلال قيام الجاليات بالخارج بإطلاق وتنفيذ مبادرات لدعم القري الأكثر فقراً والمشاركة في مشروعات الزراعة والعمل علي إعداد وبناء جيل ثان وثالث قوي يفرز علماء لمصر يشهد لهم العالم بمعرفتهم. شدد البيان علي الفرصة الحقيقية التي وفرها لمضاعفة التواصل بين الشباب المصري في الداخل والخارج ووطنهم الأم، ودعا إلي عقد هذه الملتقيات بشكل دوري لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الشباب والفتيات للتواصل والتلاحم مع الوطن الحبيب. كما أشاد بحسن تنظيم المؤتمر وإتاحة الفرصة للشباب للحديث عما يشغلهم بحرية تامة وقلب مفتوح. كما رفعت وزيرة القوي العاملة والهجرة تقريراً بتفاصيل المؤتمر للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء.